دموعٌ على ضفاف السلسبيل
================
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============
=
الأيامُ الهُوج
تُسْرِفُ في العنادِ
رَفَعَتْ بيارق
أنا
ومِن بعديِ الطوفان
وتقودنا للهاوية
أحلامنا ماتت
على وسائد الأرق
لأن ذاكرة الليل
ملأى بالوجع
وآهات نازفة
فالناس
تركوا للغْو الكلام
أبواق الكلام
ولا أحد يحنو على أحد
فقلوبهم
كجلمود صخر قاسية
فالمكارم غباء
والنذالة ذكاء
والبراءة
خيبة أمل خاسرة
يتراكم القبحُ
على جبين النهار
ويأتي الليل درب معتم
وكأنه غابة موحشة
والخيول صهيلها ألم
لم تعد تغني
تفتش عن فرسانها
وهي باكية
فالفارس المقدام مضى
انحدرت منه دمعتان
لما أصابه الكمد
لأن الفروسية أصابها الصدأ
وصارت بلا ثمن
كأنها عملة زائفة
( فياليت شِعري
وما في ليت من فرج )*
مُزِقَ سِفْر المكارم
على موائد الطحالب
وحواة
يجيدون ارتداء الأقنعة
دفنوه كغريب
لا يعرف كنهه أحد
رمى به النهرُ
إلى اليابسة
سألتُ
شيخا في الطريق :
لماذا اختفى الإنسان ؟
فأجابني :
تعب من الأيام
لملم أحزانه ومضى
بعيدا شريدا وحيدا
وقد رأى نفسه
كَفَرْخِ في الخراب
بين وحوش ضارية
فلا صوت للحق
ولا صدى
داسه اللئام كخرقة بالية
وصُلِبَتْ
على موج البحر
وصايا لقمان
وبيعت بثمن بخس
خِصال عباد الرحمن
لم يشفع لها
أنها على ضفاف السلسبيل
ثمارها يانعة
وقطوفها
يوم الآزفة دانية .