الموضوع: من روائع السلف
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 07:09 AM
المشاركة 136
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



* يا بني ما قصتك ؟
قال الراوي : كنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا عند بعض أهل السوق ، فمربي شيخ حسن الوجه ، حسن الثياب ،
فقام إليه البائع فسلم عليه ، وقال له : يا أبا محمد! سل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر.
فقال الشيخ مجيبا له : وكان يميني في الوغى ومساعدي فأصبحت قد خانت يميني ذراعها وأصبحت حرانا من الثكل حائرا أخا كلف شــاقت علي رباعها..
فقال له البائع : يا أبا محمد! أبشر، فإن الصبر معول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك .
فقلت للبائع : من هذا الشيخ ؟
فقال : رجل منا من الأنصار.
فقلت : وما قصته ؟
قال : أصيب بابنه ، كان به بارا، قد كفاه جميع ما يعنيه ، وميتته أعجب ميتة .
فقلت : وماكان سبب ميتته ؟
قال : أحبته امرأة من الأنصار، فأرسلت إليه تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة ، وكانت ذات بعل ،
فأرسل إليها : إن الحرام سبيل لست أسلكه ولا آمر به ما عشت في الناس فابغي العتاب فاني غير متبع ما تشتهين ,
فلما قرأت المرأة الكتاب ، كتبت إليه : دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي دع التنسـك إني غــير ناسـكة وليس يدخل ما أبديت في راسي
قال : فأفشى ذلك إلى صديق له . فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك ، فوعظتها وزجرتها، رجوت أن تكف عنك .
فقال : والله لا فعلت ولا صرت في الدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خيرمن النار في الاخرة ،
وقال : العار في مدة الدنيا وقلتها يفنى ويبقى الذي في العار يؤذيني والنار لا تنقضي مادام بي رمق لكن سأصبر صبر الحر محتسبا لعل ربي من الفردوس يدنيني
قال : وأمسك عنها.
فأرسلت إليه : إما أن تزورني ، وإما أن أزورك ؟
فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك ، ودعي عنك التسرع إلى هذا الأمر.
فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه ، فعملت لها فيه .
فبينا هو ذات ليلة جالسا مع أبيه ، إذ خطر ذكرها بقلبه ، وهاج منه أمر لم يكن يعرفه ، واختلط ، فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وصلى واستعاذ، وجعل يبكي ، وا لأمر يزيد .
فقال له أبوه : يا بني ما قصتك ؟
قال : يا أبت أدركني بقيد، فما أرى إلا قد غلبت على عقلي ،
فجعل أبوه يبكي . ويقول : يا بني حدثني بالقصة .
فحدثه قصته . فقام إليه ، فقيده وأدخله بيتا، فجعل يتضرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو قد مات ، وإذا الدم يسيل من منخريه