عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 05:47 AM
المشاركة 65
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( لزوم محاسبة النفس )
-------------------------------------
كيف نحاسب أنفسنا ؟..

أوصى النبي ( صلى الله عليه وآله و سلم ) أبا ذر فقال :
( يا أبا ذر !.. حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، فإنه أهون لحسابك غداً ، وزن نفسك قبل أن تُوزن ، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية ) ..
وقال ( صلى الله عليه وآله و سلم ) :
( يا أبا ذر !.. لا يكون الرجل من المتقين ، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم من أين مطعمه ، ومن أين مشربه ، ومن أين ملبسه ، أمِن حلال أو من حرام .. يا أبا ذر !.. من لم يُبال من أين اكتسب المال ؛ لم يبال الله من أين أدخله النار ) ..
الحساب في الدنيا قابل للتدارك !..
فالإنسان من الممكن أن يوفر على نفسه عقبات طويلة جدا في المحشر باتصال هاتفي ، مثلا :
إنسان ظلم مؤمنا في الحياة الدنيا ، من السهل أن يعتذر ممن أساء إليه ..
هناك أناس لهم نفس سمحة في الدنيا ، بإمكان الإنسان أن يرضيهم بكلمة واحدة .
أحدهم يقول :
بعد سنواتٍ طويلة من الاستئجار ، جمعت مبلغا من المال لأشتري به بيتاً ، وضعت هذا المال
في مكانٍ ما في المنزل ، يقول :
جاءنا ضيف محترم ، وإذا بهذا الضيف يعرف أن هناك مالا ، فأخذ المال كله وذهب ..
يقول : اتفقنا على ألا نكشف سره لأحد ، والسبب أن هذا إنسان من عائلة وجيهة ، فلو ذهب ماء وجهه لذهب ماء وجه العائلة ..
ومرت الأيام ، يقول :
وإذا بهذا السارق أمام عيني ، وكأنه كان يريد أن يذهب إلى الحج ، قال :
يا فلان !.. أتبرئني الذمة وأشار إلى الحادثة ، قلت له :
اذهب ، لا أريد أن أراك ، لماذا ؟.. يقول : لا أريد أن أراك وفي وجهك ذل الاعتذار، سامحتك ، وأنا لا أتحمل أن أراك بهذا الشكل ، وأنت خجل مني ..
عبد من عباد الله ، لا يتحمل خجل سارق سرق كل ما عنده ، فكيف برأفته جل جلاله وعم نواله ؟!..
فإذن ، لو بقي الأمر إلى عرصات القيامة ، كم كان سيأخذ من حسنات هذا السارق ؟!.. ولكن بموقف بسيط أبراه الذمة وانتهى الأمر !..
ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( يا أبا ذر !.. لا يكون الرجل من المتقين ، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم من أين مطعمه ، ومن أين مشربه ، ومن أين ملبسه ، أمِن حلال أو من حرام .. يا أبا ذر !.. من لم يُبال من أين اكتسب المال ؛ لم يبال الله من أين أدخله النار ) ..
هذه الأيام المطاعم التي تبيع السحت ولحم الخنزير ، والسوائل التي تحتوي على بعض المواد الكحولية كثيرة جدا وفي سوق المسلمين ، فالمؤمن دقيق جدا في كل تصرفاته ، ويعلم ماذا يأكل وماذا يشرب !..
آلية عملية للمحاسبة :
هناك محاسبة ، ومشارطة ، ومعاقبة :
المحاسبة تكون آخر الليل ، أو بعد كل فريضة يحاسب الإنسان نفسه : من الظهر إلى المغرب ، ومن المغرب إلى الصباح ..
ثم المشارطة أول الصباح ، يخرج من المنزل ثم يشترط على نفسه :
أن لا يغتاب ، وأن لا يهذر ، وأن لا ينظر.. وإذا خالف الأوامر؛ يعاقب نفسه بتكاليف الشريعة ..
مثلا :
هو ليس من أهل الليل ، إذا أكل أكل مشتبها يقول : لابد أن أقوم الليل هذه الليلة ، أو يؤدب نفسه بحضور صلاة الجماعة شهرا صباحا ، فيهجر لذيذ الفراش ..
يا لها من معاقبة جميلة !.. هذه معاقبة حسنة ، وفي طريق التكامل ، وليست معاقبة توجب له انهيارا عصبيا كأن يترك الطعام مثلا .. أو يعاقب نفسه شهرا كاملا ، فيؤدي كل المستحبات والنوافل اليومية .. هذه عقوبة جيدة للنفس !.. أو يقضي ما في ذمته من الصوم الواجب ، أو يصوم صوما مستحبا ..
فإذن ، هناك مشارطة أول الصباح ، ومحاسبة آخر الليل ، ومعاقبة إن رأى في نفسه خللا .

13 / 10 / 2010