عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2010, 05:48 AM
المشاركة 62
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد

( صفات التوبة النصوح )
-------------------------------------
إن هناك توبة نصوحا ، وهناك توبة ما دون التوبة النصوح ..
أما التوبة النصوح ؛ فهي أرقى من التوبة المتعارفة ..
وللتوبة النصوح معالم ، منها :
- الزهد في الحرام ..
من آثار التوبة النصوح ، أن يزهد الإنسان في الحرام ، الذي كان يرتكبه ..
تارة الإنسان يرتكب الحرام ، ويتركه حقيقة ؛ ولكن نفسه تنازعه للحرام بين وقت وآخر ..
مثلا : إنسان مدمن على مشاهدة الصور المحرمة ، إذ أن بعض المحرمات في فترة من الفترات ، تتحول إلى مادة مخدرة ..
لهذا تراه في شهر رمضان ، يفطر على الحرام .
وعليه ، فإن التوبة النصوح ليس أن يترك الإنسان الحرام ، وكل يوم يعزم على كسر التوبة ، ولكن يجاهد نفسه .. هذا الإنسان في يوم من الأيام ، سيرتكب الحرام في ساعة ضعف .. لأنه وهو في بلاد المسلمين ، قد يأتيه الحافز للتوبة ، وعدم كسرها .. أما في أول سفرة للبلاد الأجنبية ، وهو في الفندق ، في منتصف الليل ؛ حيث لا رقيب ولا حسيب ، ما الذي يعصمه في ذلك المكان ؟..
فالشيطان عندما يرى العدو في مكان آمن ، ينتظر كي يستفرد به في يوم من الأيام ، حيث لا معين له ولا ناصر .
فإذن ، من معالم هذه التوبة أن يزهد الإنسان في الحرام ، الذي كان يرتكبه ، وعلامة الزهد واضحة :
البعض عندما يرتكب حراما في بلد معينة ، يكره تلك البلدة ، لا يذهب إليها حتى لا يذكره بالحرام ..
والسوق الذي وقع فيه الحرام ، لا يدخله اشمئزازا منه ..
- الباطن كالظاهر ..
أغلب الناس ظواهرهم خير من بواطنهم .. نعم، أحدنا : سمعته ، وظاهره ، وكلام الناس عنه ؛ أكثر من الواقع ..
( التوبة النصوح : أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل ‏) ..
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
( لو تكاشفتم لما تدافنتم ) ؛
أي لو علم بعضكم سريرة بعض ؛ لاستثقل تشييع جنازته ودفنه ..
أمير المؤمنين ( عليه ِ السلام) يذكر موصفات قياسية للتوبة الصحيحة :
سمع الإمام علي (عليه السلام) رجلاً يقول : أستغفر الله !.. فقال :
( أتدري ما الاستغفار ؟.. الاستغفار درجة العليين ، وهو اسم واقع على معان ستة ، وهي :
1- الندم على ما مضى من المعصية أبداً .
2- العزم على ترك المعصية أبداً .
3- أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم ، حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة .
4- أن تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤدي حقها .
5- أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ لحم جديد .
6- أن تذيق الجلد ألم الطاعة، كما أذقته حلاوة المعصية .. فعند ذلك تقول : أستغفر الله ) .
نحن على الأقل نأخذ الشقين الأولين :
الندم على ما مضى ، والعزم على عدم العود في المستقبل ..
إذا كان الأمر كذلك ، يصدق على الإنسان أنه تاب عن ذنبه ، ثم يؤدي حق المخلوقين .

12 / 10 / 2010