الموضوع
:
في مهب الريح
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
3
المشاهدات
1707
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
378
+
التقييم
0.10
تاريخ التسجيل
Jun 2015
الاقامة
رقم العضوية
13953
05-05-2022, 02:39 PM
المشاركة
1
05-05-2022, 02:39 PM
المشاركة
1
Tweet
في مهب الريح
وقفت ريشة فوق ظهر عصفور تخطب في زميلاتها فرفعت الريشات رؤوسهن يستمعن اليها، تنحنحت الريشة ثم اخذت تصرخ: ما أجمل الحرية، ما أجمل الحرية لا بد لنا من نزع أنفسنا من على جسد هذا الطائر لننعم بها
من غير المعقول ان نكون رهن مزاج هذا المخلوق نحلق متى ما أرد ونذهب الى المكان الذي يريد
رجعن الريشات الى وضعهن الطبيعي ورموا بأنفسهن على جسد العصفور شعرت الريشة بالغيض من ردت فعلهن السلبي لكنها لم تفقد الامل بل واصلت ترديد كلامها ليل نهار، حتى تكللت محاولاتها بالنجاح فقد اقتنعت ريشتان بفكرتها
وفي أحد الأيام وبينما كان العصفور يغط في سبات عميق نزعن أنفسهن الثلاثة من جسد العصفور ليتلقاهم الهواء ويحلق بهن عاليا ثم يدور يهبط تارة ويرتفع بهن في الهواء تارة أخرى فأخذن يصرخن بفرح، لكن هذه الفرحة اخذت تتلاشى يوما بعد يوم خاصة وأنهن أصبحن معلقات بين الأرض والسماء إضافة لارتطامهم المتكرر والمفاجئ بين الحين والأخر بالأشجار والصخور والحيطان
وبسبب ذلك غرقت احداهن في بركة ماء، وفي لمح البصر سقطت أخرى في موقد نار امام مرأى ومسمع من القائدة التي كانت مكتوفة الايدي لا حول لها ولا قوة
بقيت القائدة تدور وحيدة ترتفع وتهبط حتى اصطدمت بمجموعة من الصخور والتصقت بإحداهن فصرخت الصخرة قائلة كفاك عناقا ايتها الريشة فقد اقشعر بدني بسببك
فقالت الريشة: تحركي أعطني مجال كي انطلق
ابتسمت الصخرة ساخرة وردت عليها قائلة: وهل لمثلي ان يتحرك ايتها الغبية انني مقيمة هنا من يوم ان بدأت الخليقة
فجأة ارعدت السماء ولاح البرق ونزل المطر واصيبت الريشة بعدد من القطرات فسقطت على الأرض والتصقت بالرمل الرطب وتوقفت عن الحركة والكلام!
رد مع الإقتباس