الموضوع
:
كيف نفهم الإسلام ؟
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
6
المشاهدات
5426
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
المشاركات
2,945
+
التقييم
0.57
تاريخ التسجيل
Mar 2010
الاقامة
رقم العضوية
8997
10-11-2010, 06:58 PM
المشاركة
1
10-11-2010, 06:58 PM
المشاركة
1
Tweet
كيف نفهم الإسلام ؟
إخوتي في منابر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع أحببت أن أضعه بين أيديكم عسى أن يكون فيه الفائدة لي ولكم .
أما بعد : هناك أربع شعب أحب أن أنبه عليها في فهم الإسلام :
1 - شعبة تتجه إلى النفس
2 - شعبة تتجه إلى المجتمع
3 - شعبة تتجه إلى الحكم
4 - شعبة تتجه إلى الكون
أما الشعبة الأولى : شعبة تتجه إلى النفس فتصلحها بالإيمان والتزكية - البعد الإيماني - فأساس الحياة :
هو الإيمان ولن تستطيع أن نصلح مجتمعاتنا إلا إذا أصلحنا الأنفس , فصلاح المجتمعات بصلاح أفرادها وصلاح
الأفراد بصلاح أنفسها , لا يمكن أن يصلح الناس بغير هذا الأمر .
يقول الله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ ) الرعد ( 11)
فهذه الآية سنة من سنن الله في المجتمع والحياة
فكيف نغير ما بالأنفس ؟
نغير ما بالأنفس عن طريق العقيدة , بأن نصب في عروق الإنسان الإيمان الصحيح
والتوحيد الصحيح بحيث لا يرضى بغير الله ربا ً , ولا يتخذ غير الله وليا ً ولا يبتغي غير الله
حَكَما ً , هذا التوحيد الذي يسقط الأرباب الزائفة كلها , ولا يعفر جبهته إلا لله تعالى
ساجدا ً , ولا يحني ظهره إلا لله تعالى راكعا ً ولا يرجوا إلا الله ولا يخاف إلا الله , هذا هو
الذي يصنع الإنسان البطل المنتج في السلم المنتصر في الحرب .
الإنسان إنما تصنعه العقيدة , يصنعه الإيمان .
ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم بالعرب ؟ العرب الذين فسدت عقولهم فعبدوا الحجارة ,
وفسدت قلوبهم فوأدوا البنات وقتلوا أولادهم من إملاق أو خشية إملاق , ماذا بقي من الإنسان
إذا فسد عقله وفسد قلبه ؟
النبي صلى الله عليه وسلم بنى هذا الإنسان من جديد بعقيدة التوحيد , صنع من عرب الجاهلية عرب الإسلام ,
من عرب الخمر والميسر والزنا والربا والفحشاء والمنكر والبغي , صنع منهم عرب البطولات والإيمان والأخلاق والفضائل
نظر أحد قادة الفرس إلى المسلمين في عهد عمر فوجدهم يتوضؤون ويتطهرون - وكان العرب لا يقيمون للطهارة وزنا ً-
ثم يقفون صفوفا ً منتظمة متراصين خلف إمام واحد كأن على رؤوسهم الطيرصفوفا ً كصفوف الملائكة متلاصقين , فنظر إليهم هذا القائد الفارسي
وقال : أكل كبدي عمر لقد علمهم مكارم الأخلاق !
والحقيقة أن الذي علمهم وعلم عمر معهم هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نحن نشكو الآن من التخلف , نحن وراء الأمم , يسموننا العالم الثالث , أو العالم النامي - والبلاد النامية كلمة ملطفة للبلاد المتخلفة -
وبيننا وبين الآخرين مسافات ومسافات , هذه المسافات لا تضيق الآن بل تتسع , كيف نستطيع أن نعوض ما فاتنا وأن نلحق بالقوم ؟
وأن نسبقهم ؟ هذا لا يصنعه إلا إيمان عميق يفجر الطاقات المكنونة وينشئ الإنسان خلقا ً آخر
إنه الإيمان الذي صنع العرب من قبل , الإيمان الذي غير سحرة فرعون , فنقلهم من مجرد حواة يلعبون بالحبال والعصي
إلى أناس يتحدون فرعون المتأله الجبار ويقولون له في
إيمان : ( فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) طه (72)
الإيمان هو صانع العجائب هو مصنع الرجال ومعمل الأبطال , ولذلك البعد الإيماني , الإيمان الصحيح وليس الإيمان بالتمني ,
ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل , كما جاء عن الحسن البصري وغيره , إيمان كما عرفه السلف ,
تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان هذا الإيمان الذي يتجسد في الأخلاق , وفي أعمال صالحة :
( الإيمان بضع وسبعون شعبة .... )
الإيمان كما ذكره القرآن الكريم : ( قد ْ أَفلَح َ المؤمنون َ )
إذا البعد الإيماني الأخلاقي هذا أمر نؤكد عليه في الإسلام الذي ندعوا إليه , هذا الجانب التربوي المهم
تربية الإنسان المؤمن , الرجل المؤمن والمرأة المؤمنة , هذه هي الشعبة الأولى التي نركز عليها في نظرتنا للإسلام الشامل .
وللحديث بقية إن شاء الله ..
رد مع الإقتباس