عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2010, 04:49 PM
المشاركة 61
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( جهاد النفس )
-------------------------------------

قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
( إن رسول اللّه -صلى اللّه عليه وآله- بعث سرية ، فلما رجعوا قال : مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر ، وبقي عليهم الجهاد الأكبر ..
قيل : يا رسول اللّه ، وما الجهاد الأكبر؟ ..
قال: جهاد النفس ..
ثم قال : أفضل الجهاد ، من جاهد نفسه التي بين جنبيه ) ..
ما هو السر في أن الجهاد الأصغر ، أطلق على الحرب ، وجهاد النفس هو الجهاد الأكبر ؟..
أولاً :
في الجهاد الأصغر العدو واضح المعالم ، بإمكان الإنسان أن يشخصه ويهاجمه ..
أما الجهاد الأكبر : فهو مع موجودين ِغير مرئيين ِ :
النفس ، والشيطان ؛ { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } ..
وكذلك النفس التي هي أقرب الأشياء إلينا ؛ من عرف نفسه فقد عرف ربه ، فإننا لا نراها ..
ليس هناك إنسان رأى وجهه حقيقة ؛ فكيف بنفسه ؟!..
ثانياً :
الجهاد الأصغر جهاد مقطعي ..
حروب الجاهلية كانت حروبا طويلة ؛ كحرب البسوس وغيرها ..
أما حروب الإسلام ، وحتى حروبنا هذه الأيام ، هي حروب مقطعية تستمر لعدة أيام وتنتهي ..
بينما جهاد النفس ، الجهاد الأكبر يبدأ مع البلوغ ، وينتهي بموت الإنسان ..
إذ لابد للإنسان في كل يوم من مجاهدة نفسه ..
فإذن ، إن مجاهدة النفس فيها أمد طويل ، ومحاربة الأعداء فيها أمد قصير .
ثالثاً :
الحرب مع العدو إذا كانت شرعية ، فالنتيجة هي إحدى الحسنيين :
إما الظفر ، وإما الشهادة في سبيل الله ..
بينما الحرب مع النفس : إذا خسر الإنسان في هذه المعركة ؛ معنى ذلك خسران الأبد ..
فالذي يهزم أمام العدو هو شهيد ، أما الذي يهزم في معركة النفس ، ليس فقط ليس بشهيد ؛ بل إنسان خاسر ، وإنسان مسكين وفقير .
فإذن ، إن الفروق مخيفة جداً بين الجهاد الأكبر ، والجهاد الأصغر !..
ما معنى جهاد النفس ؟..
أي أن يقف الإنسان أمام النفس في مرحلتين :
المرحلة الأولى لازمة ..
الجهاد الواجب : أن يقف الإنسان أمام نفسه في الحرام ، فإذا قيل له : هذا لا يجوز ، يقف فوراً ودون تردد !..
من يشتكي النساء السافرات هذا على شفا حفرة ، والحال أن المؤمن يجب أن لا تأتيه الشهوة أصلا ، ولا يرى أن هناك أي إغراء في البين ..
فإذن ، إن المؤمن أمام الحرام لا يحتاج إلى جهاد .
المرحلة الثانية مفضلة ..
الجهاد المفضل : بعض الأوقات الإنسان تنازعه نفسه إلى أشياء محللة ، ولكن ذلك قد يقلل من شأنه ، مثلا :
إنسان جالس على مائدة ، وأمامه طعام قليل؛ وهناك طعام شهي على بعد مسافة ؛ فهل المؤمن يمد يده إلى ذلك الطعام ؟..
والحال أنه يستحب للمؤمن أن يأكل مما يليه ..
هذا أيضا جهاد نفس !..

11 / 10 / 2010