عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2022, 05:33 PM
المشاركة 7211
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
3341

.... اللَّيلُ أَخْفَى لِلْوَيْلِ ....

أي‏:‏ افْعَلْ ما تريد ليلا فإنه أسْتَرُ لسرك.
وأول من قَال ذلك سارية بن عويمر بن عَدِيٍّ العُقَيلي، وكان
سبب ذلك أن تَوْبَةَ بن الحمير شَهِدَ بني خَفَاجة وبني عَوْف
وهم يختصمون عند هَمَّام بن مطرف العُقَيْلي، وكان مروان
ابن الحكم استعمله على صدَقَات بني عامر، فضرب ثور بن
أبي سمعان بن كعب العقيلي توبة بن الحمير بجُرْزٍ ‏(‏الجرز
-كقفل - عمود من الحديد وجمعه أجراز وجرزة) وعلى
توبة دِرْع وبَيْضَة، فجرح أنْفُ البيضة وَجْهَ توبة، فأمر همام
ابن مطرف بثور فأقعد بين يدي توبة فَقَال‏:‏ خُذْ حقك
يا توبة، فَقَال توبة‏:‏ ما كان هذا إلا عن أمرك، وما كان ثور
يجترئ علي عند غيرك، ولم يقتص منه، وقَال:

إنْ يُمْكِنِ الدَّهْرُ فَسَوْفَ أنْتَقِمْ
أوْ لَا فَإنَّ العَفْوَ أَوْلَى بِالكَرَمْ


ثم إن توبة بلغه أن ثورًا قد خَرَجَ في نفر من أصحابه يريد
ماء لهم يُقَال له جرين أو جرين بتثْلِيْثَ، فتبعهم توبة في
أناس من أصحابه، حتى ذكر لهم أنهم عند رجل من بني
عامر يُقَال له سارية بن عويمر بن عدي، وكان صديقًا
لتوبة، فَقَال توبة: لا أطرقهم وهم عند سارية حتى يخرجوا،
وقَال سارية للقوم وقد أرادوا أن يخرجوا من عنده مُصْبِحِين:
ادَّرِعُوا الليل فإنه أخفى للويل، ولست آمن عليكم توبة، فلما
أظلموا ركبوا الفَلَاةَ، وتبعهم توبة فقتل ثَوْرًا، وَجَرَّ هذا قتلَ
توبة بن الحمير.