الموضوع
:
حدائق الايمان فى حرب رمضان
عرض مشاركة واحدة
10-11-2010, 03:29 PM
المشاركة
20
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Jan 2006
رقم العضوية :
780
المشاركات:
1,201
أهلا بك أخى الكريم أحمد أبو زيد ,
وتحية لشهدائنا جميعا وكل مقاتلينا ممن شاركوا في هذه الحرب
وهنيئا لوالدك رحمه الله وعمك , أسأل الله أن يتقبلهما مع أبي وبقية أفراد عائلتنا المشاركين وكل من ساهم بها في زمرة الشهداء والصديقين ,
وقد تم اتخاذ قرار وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر لكن إسرائيل استمرت في انتهاكه طيلة ثلاثة أيام وهى الحادثة التي استشهد فيها بعض جنودنا وكان عمك من بينهم , وانتهى القتال فعليا في 25 أكتوبر ,
أما ما سألت عنه من قصة الثغرة والتى تحدث فيها الفريق الشاذلى ,
فبداية أريد أن أصحح لك عدة معلومات وأولها قولك أن الشاذلى هو الرأس المدبر للخطة وهذا غير صحيح فتخطيط الحرب قامت به مجموعة القيادات كاملة وساهم كل منهم بنصيب مساو لجميع الأطراف تقريبا ,
والذي يستحق فعليا لقب العقل المدبر هو ا
للواء محمد عبد الغنى الجمسي
مدير هيئة العمليات وقت حرب أكتوبر حيث كانت هيئة العمليات هى جهة التخطيط النهائي والموكل لها تنفيذ بنود الخطة كاملة ,
وبلا شك كان للشاذلى مثل غيره دور بارز للغاية في القتال باعتبار أن الشاذلى كان رئيسا للأركان وهو المنصب الرئيسي في وزارة الدفاع ,
لكن الشاذلى أخطأ في موضوع معالجة الثغرة وهوالأمر الذى اختلف فيه مع وزير الدفاع أحمد إسماعيل ومع السادات فيما بعد حيث كان الشاذلى يري ضرورة سحب عدة ألوية مدرعة من الشرق إلى الغرب بعد عبورها لمعالجة الثغرة ,
وهو الأمر الذى عارضه وزير الدفاع بشدة واتفق معه السادات حيث أن سحب أى قوة من القوات التي عبرت واستقرت في الشرق تحت أى سبب كان سيتسبب في قلق وانهيار للروح المعنوية للمقاتلين وهو آخر أمر يمكن أن تحتمله القوات الناجحة لا سيما وأن الثغرة لم تكن بهذا الخطر الذى يحتاج مثل هذا الإجراء
وبالنسبة لقصة الثغرة وما قيل حولها فكل ما انتشر عنها من أنها كانت خدعة وقعت فيها القوات المصرية فهو أمر غير صحيح بالمرة ,
والأهم من ذلك أن إسرائيل لم تنجح في الثغرة أصلا ولم تستطع تحقيق أى هدف من أهداف تلك المعركة وهو قطع طريق مصر ـ الإسماعيلية الصحراوى أو احتلال مدينة الإسماعيلية
وفشلت في كلا الهدفين ,
أى أن إسرائيل خسرت معركة الثغرة وفق ما تشهد به كل المصادر العسكرية المتاحة وأولها شهادات أركان حرب الجيش الإسرائيلي نفسه ,
وشهادتهم تغنى عن أى شرح حيث أجمعت مصادرهم على خسارتهم الجسيمة في الأفراد والمعدات أمام مواجهات الجيش المصري في الثغرة فضلا على فشلها في تحقيق الهدف من العملية أمام صمود الجانب المصري
والأمر الغريب حقا أن إشاعة إنتصار إسرائيل في الثغرة منتشرة للغاية وليس لها أى مصدر معتمد سواء من الجانب المصري أو الإسرائيلي نفسه ,
فضلا على أن واقع الأحداث بعد وقف إطلاق النار يؤكد فشل إسرائيل بالثغرة بعد أن تم فك الإشتباك والفصل بين القوات بعد أن نجحت القوات المصرية في تطويق فرقة شارون تماما من كل الجهات واستعدت لتصفيتها تماما بالشكل الذى كان سيسبب خسارة فادحة بقوة فرقة كاملة ,
وهو الأمر الذى تفادته إسرائيل بقبول وقف إطلاق النار في أماكن وقوف القوات ,
وعندما حدثت المفاوضات لم تستطع إسرائيل الإستفادة سياسيا من هذا الإختراق بعد أن تم حصار قواتها في غرب القناة وأصبحت القوات المهاجمة في حاجة للإنقاذ
,
ولو كانت إسرائيل نجحت في تحقيق أى نجاح بالثغرة لقامت باستثماره ومساومة مصر عليه وهو ما لم يحدث وانسحبت إسرائيل ـ لأول مرة في تاريخها ـ من كل سيناء دون أن تستطيع أن تحتفظ بشبر واحد ,
فلو كانت إسرائيل نجحت فأين موضع النجاح على الأرض
وعامة سأتعرض لقصة الثغرة بالتفصيل في فصل مستقل قادم بإذن الله مزودا بسائر مصادره من الجانبين
,
فالمشكلة الحقيقية هى قلة المطالعة والقراءة والبحث والذي يتسبب في تشويه هذه الوقائع
لا سيما وهناك العديد من المحاولات التي تم بذلها من أطراف متعددة لتقليص حجم هذا الإنجاز العربي الكبير الذى خرج بوحدة حقيقية بين الدول العربية لأول مرة , وآخر مرة منذ انتهائها مع الأسف
وقد ساعد شباب المثقفين هذه الجهات دون أن يدركوا عندما تضاءلت العزائم للمطالعة وبذل الجهد في القراءة والتحليل واستقراء الوثائق من مصادرها الأصلية رغم توافرها بكثرة كاثرة !
ولما عجز المغيبون عن تشويه صورة تجربة أكتوبر في ظل الإعترافات المدوية التي تنهال كل عام مع موعد ذكرى أكتوبر عبر سبعة وثلاثين عاما من الجهات الغربية والإسرائيلية حاملة معها أسرار هذا الإنتصار الباهر
لجئوا للأسلوب الأفضل وهو التجهيل ومحاولة دفع ذكرى أكتوبر إلى غياهب النسيان كما فعلوا مع سائر الإنجازات التي حققتها الحضارة الإسلامية ونجحوا في فصل أجيالنا المعاصرة عن تاريخها
وفى ظل هذا التجاهل العربي وقلة المشروعات البحثية التي كان متوقعا أن تنصب في تجربة أكتوبر وجدنا أن الغرب أشد منا تذكرا لهذه الحرب بعد أن تتابعت المؤلفات والبحوث والوثائق كل عام بالعشرات وأفردت المعاهد العسكرية الغربية صفحاتها لدراسة وقائع تلك الحرب المجيدة أضعاف أضعاف ما بذله العرب أصحاب الإنتصار ,
فكيف لم يستطع العدو والغرب بأكمله نسيان هذا الإنتصار العربي بينما نحن أصحابه عاملناه بمجرد التذكر العام دون دراسة للدروس المستفادة منه
وقبل أيام وأثناء الإحتفال بعيد أكتوبر لهذا العام وقف نتنياهو ليعيد تذكر هزيمة إسرائيل في أكتوبر وأفردت كبريات الصحف الإسرائيلية تحقيقات مطولة تدعو لاستمرار دراسة هذه الحرب رغم الكم الهائل الذى تم تقديمه طيلة سبعة وثلاثين عاما مضت عليه ,
وجاء جريدة يديعوت أحرنوت لتذكر الإسرائيليين أن دولتهم تهدد وجودها فعليا أثناء الحرب , وتدعوهم لعدم النسيان !
http://www.sheemapress.com/more.php?id=32701&sub=6
فأين نحن من هذا ,
وأين أقلام شباب المثقفين والباحثين والدارسين ؟!
ففي الوقت الذى يمكن فيه لأى إسرائيلي من عامة الإسرائيليين أن يشرح لأى سائل تفاصيل عمليات القتال خلال حرب أكتوبر ,
نجد بين مثقفينا من يعجز عن تذكر خمسة مصادر فقط من الكتب التي تناولت هذه الحرب
يعجزون عن تذكر أسمائها فحسب فضلا على المبادرة إلى قرائتها ,
وهذا والله عين الخذلان والتنكر لصنيع هؤلاء الأبطال الذين صاغوا هذه المنظومة العظيمة ,
فأين الشباب العربي المثقف صاحب الموهبة من إحياء هذه الذكرى واستلهام الماضي لمحاولة معالجة الواقع وطرح أفكار للمستقبل في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها أمتنا ؟!
وأين مثقفو مصر وسوريا الذين ضحى آباؤهم وأجدادهم بدمائهم في سيناء والجولان وهزوا عروش الدولة الصهيونية والإمبراطورية الأمريكية بأقل الإمكانيات المتوافرة لديهم ؟!
أين وفاءكم لذكرى آبائكم وشهدائكم ؟!
بل أين وفاؤكم لدينكم الذين أنزله الله تعالى بمعيارين للحضارة لا ثالث لهما
العلم والجهاد
,
فكانت أول آيات القرآن الكريم ( إقرأ ... )
وكانت أول سور الفصل بين الكفر والإيمان هى سورة الجهاد .. سورة براءة ,
وقد أدى المجاهدون دورهم دون أن ينتظروا حمدا أو شكرا ,
فأين واجبنا في رد جميلهم بحسن التذكر والعبرة والتمنى والتحفيز لتكرار إنجازاتهم التي صنعوها بأيديهم العارية ؟!
أين واجبكم يا حملة الأقلام ورعاة تربية الرأى العام ؟!
أليس من العار أن يتذكر العدو المهزوم هزيمته بإستمرار طيلة سبعة وثلاثين عاما ويصرف الجهد لدراستها , بينما نكتفي نحن بالتطبيل والتهليل دون محاولة لدراسة عميقة تقوم بها الأجيال الجديدة في ضوء الحقائق التي تتكشف يوما بعد يوم ؟!
كل التقدير لمتابعتك أخى الكريم أحمد
وأتمنى من أعماقي أن أوفق فى إجابة تساؤلاتك بما يكفي
مع شكرى الجزيل لثقتك
الصفحة الشخصية بموقع فيس بوك
القناة الخاصة بيوتيوب
رد مع الإقتباس