عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2022, 08:57 AM
المشاركة 7115
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
3245

.... لَوْ وَجَدْتُ إلَى ذَلِكَ فَاكَرِشٍ لفَعَلْتُهُ ....

أي لو وَجَدْتُ إليه أدنى سبيل.
قَال الأصمعي‏:‏ نرى أن أصل هذا أن قومًا طَبَخُوا شاة
في كرشها، فضاقَ فم الكرش عن بعض العِظَام، فَقَالوا
للطباخ، ‏:‏ أدْخِلْهُ، فَقَال‏:‏ لو وجدتُ إلى ذلك فَاكرشٍ لفعلته.
قَال المدايني‏:‏ خرج النعمان بن ضَمْرَةَ مع ابن الأشعث، ثم
استؤمن له الحجاج فأمنه، فلما أتاه قال له‏:‏ أنعمان‏؟‏ قَال:
نعم، قَال‏:‏ خرجتَ مع ابن الأشعث‏؟‏ قَال‏:‏ نعم، قَال‏:‏ فمن
أهل الرس والبس والدهمسة والدخمسة والشكوى والنجوى
أم من أهل المَحَاشد والمَشَاهد والمَخَاطب والمَوَاقف؟ قَال‏:‏ بل
شر من ذلك إعطاء الفتنة واتباع الضلالة، قَال‏:‏ صدقت، وقَال:
لو أجد فاكرشٍ إلى دمِكَ لسقيتُه الأرضَ، ثم أقبل الحجاج على
أهل الشام فَقَال‏:‏ إن أبا هذا قدمَ عليَّ وأنا محاصِرٌ ابن الزبير،
فرمى البيت بأحجاره، فحفظت لهذا ما كان من أبيه.
قلت‏:‏ قوله ‏"‏من أهل الرس‏"‏ أراد من أهل الإصلاح بين القوم،
يُقَال‏:‏ رسَسْتُ، إذا أصلحت بين القوم، والبَسُّ‏:‏ الرفق واللين،
يُقَال‏:‏ بَسَسْتُ الإبل، إذا سُقْتهَا سَوْقًا لينًا، وأراد بالدهمسة
الدخمسة وهي الختل والخدع، يُقَال‏:‏ دَخْمَسَ عليَّ إذا لبَّسَ
عليك الأمر، ويروى الرهمسة - بالراء - وهي المسارة، وقوله
"‏المحاشد‏"‏ أراد المحافل، يُقَال‏:‏ احتَشَدَ القَوْمُ، إذا اجتمعوا،
وأراد بالمخاطب مواضع الخُطَب، وقوله ‏"‏إعطاء الفتنة‏"‏ يريد
الانقياد للفتنة، يُقَال أعطى البَعِيرُ، إذا انقاد بعد استصعاب.