عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2022, 04:56 PM
المشاركة 6787
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
2966

.... أَقْرَى مِنْ آكِلِ الخُبْزِ ....

المثل تميمي، وآكل الخبز‏:‏ عبدُ الله بن حَبيب العنبري أحد
بني سَمُرَة، سمي آكل الخبز لأنه كان لا يأكل التَّمْر، ولا يرغب
في اللَّبن، وكان سيد العَنْبَر في زمانه، وهم إذا فخروا قَالوا‏:‏ منا
آكِلُ الخبز ومنا مُجِيرُ الطير، فأما مُجِيرُ الطير فهو نور بن شحمة
العَنْبَرِي، وأما السبب في تلقِبيهم عبدَ الله بن حبيب بآكل الخبز،
فلأن الخبزَ نفسَه عندهم ممدوح، وذكر أبو عبيدة‏:‏ أنَّ هَوْذَةَ بن
علي الحَنّفِيَّ دخَلَ على كسرى أَبْرَوِيزَ فَقَال له‏:‏ أي أولادكَ أحَبُّ
إليكَ‏؟‏ قال‏:‏ الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يَقْدَم، والمريض حتى
يبرأ، قَال‏:‏ ما غذاؤك ببلدك‏؟‏ قَال الخبز، فقال كسرى‏:‏ هذا عَقْل
الخبز، لا عَقْلُ اللبن والتمر، فصار الخبز عندهم ممدوحًا كما صار
ما يناسبه بعض المناسبة ممدوحًا، وهو الفالوذ‏[‏ج‏]‏ لأنه أشرف
طَعَامٍ وقع إليهم، ولم يطعم الناس الطعامَ أحدٌ من العرب إلا عبد
الله بن جُدْعَان فمدحه أبو الصلت بذلك، وما يناسبه كلَّ المناسبة
يعني الثريد، وهو في أشرافهم عام، وغلب عليه هاشم حين هَشَم
الخبز لقومه، فمدح به في قول الشاعر:

عَمْرُو العُلَا هَشَمَ الثَّرِيدَ لِقَوْمِهِ
وَرِجَالُ مَكَّةَ مُسْنِتُونَ عِجَافُ

قَال حمزة‏:‏ فهذا المثل مع ما يتلوه حكاه عمرو بن بحر الجاحظ
في كتابه الموسوم بـ ‏"‏كتاب أطْعِمَةِ العرب"