الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2022, 06:33 AM
المشاركة 106
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مُهاجر
قُلت له :

دعني أحكي لك قصتي باختصار شديد ،
ورحلتي في عالم التساؤلات .


كان هذا الحدث منذ " 15 سنة " عندما قمت برحلتي من أجل الوصول للحقيقة ،
حينها مررت وطالعت كتب الفلسفة والفكر ، وأدمنت المناظرات
التي بها استجلب الحقيقة من حصيلة من يباينونني الفكر ،
بدأت الرحلة وكان زادي " الشك " الذي أرق نومي ،
وأنهك قوى جسدي ،

ولم يكن ذاك حالي عندما جعلت فطرتي
وما يلقيه علي والدي من أمور العبادة هي من المسلمات
التي لا يناكفها الخزعبلات والخرافات من أقوال الفلاسفة والمناطقة ،

ولكن تبدل الحال عندما زاد اهتمامي في الجدليات
وكنت أحاول هتك ستر المسكوت عنه لأن في ظني
خلف تلك الأبواب المغلقة الموصدة يكمن سر الحقيقة !

حتى أشقاني وأتعبني المسير ، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى
وألقي عصا الترحال ! إلى أن جمعت كل تلكم التساؤلات
التي شغلت فكري وأرهقت قلبي ،

وعرضتها على رد الإسلام عليها ، ومن تلكم الردود
ردود علمية نسفت أركان المشككين .

كان سبب وصولي للحقيقة يعود إلى صدق الطلب ،
والابتعاد عن الجدل ، والتجرد من التعصب ،
وشهوة الإفحام ، ودحض الحقيقة .

أذكر في يوم من الأيام كنت أتواصل مع أحد الملحدات العرب
كانت لها صفحة في " الفيس بوك " خصصتها لسب الذات العلية والدين ،
وكل ما يتصل بالاسلام والمسلمين ،

كانت ردود البعض الشتم والدعاء عليها بالجحيم ،
وكان تعليقي عليها باللين ،
تعجبت أرسلت لي على الخاص
ابدت تعجبها سألت ألست بمسلم ؟!

قلت :
" بلى " -

قالت :
ألا يغضبك ما أكتبه ؟!

قلت :
هو منك وإليك والإسلام حفظه
من ارتضاه لنا دينا ،

قلت :
هل كنتي مسلمة ؟

قالت :
نعم ولكن تركت الإسلام بعدما رأيت ذاك القتل
من المسلم لأخيه المسلم ،
وقتل المسلم كل من يخالفه الدين !

قلت :
الاجرام ليس له دين ولا مذهب !
لك أن تنظري لفعل " هتلر " ، " ستالي " ، "نينين " ،
وغيرهم هل من مجرمي الإنسانية !
هل كانوا مسلمين ؟!

قلت :
تعجبت من نقدكم لأولئك المتعصبين
الذي تسمونهم التكفيريين ،
مع أني أراكم كمثلهم تمارسون الارهاب الفكري ،
وتمتهنون اقصاء من يخالفكم الفكر !

ما أستطيع قوله لكم :
ابحثوا عن الحقيقة ولكن تجردوا من التعصب والحمية ،
والمكابرة ولتكن غايتكم وهدفكم الوصول للحقيقة ،


ابحثوا عنها في مظانها لا تجعلوا من فعل الاشخاص هو الدين
الذين ينطلقون منه ، ولا تحاسبوا الدين بمن شذو عنه وتنكبوا الصراط المستقيم ،
فأولئك الدين منهم براء .



خلاصة القول :
الإنسان عليه أن يطرق باب الحقيقة ونيل المعلومة
من مواطنها وبواطنها ، وعليه أن يحذر عند البحث عنها ،
ولينتقي من لديه الدراية والحكمة ،

فالناس يتباينون في تعاطيهم ،
كل على نوع تركيبته وطبيعته ،
وعليه قبل ذلك أن يبحر في تثقيف نفسه والمطالعة للكتب
التي لن تخلو من الجواب عن الذي يتسور فكرنا وقلبنا ،
فما نشاهده اليوم من حيرة الشباب هو مرده ومرجعه ذلك الضعف ،
والفقر الفكري والمعرفي !

وذلك الأنبهار بالغربي ، مع أن العرب والمسلمين
هم أصحاب الفضل على سائر الأمم ،
حيث سبقوهم بفضل العلم وطلبه بقرون
وزمن طويل .


ولكن بسبب الهزيمة النفسية ،
وذاك التكالب على المسلمين وانعدام القدوات
كان له الأثر البالغ ليتقهقر أتباع هذا الدين !
وهناك من الأسباب المذكية لذاك التخثر
ولكن بها يطول الحديث !


ولنا أن نتفكر في السر الذي جاء مع أول " كلمة " ألقاها
" رسول السماء" في قلب " رسول الأرض " - عليهما السلام
- والتي جاءت من قبل رب الأرض والسماء المتمثلة في قوله تعالى
آمرا بها نبيه - عليه السلام -

وثنى بها على أتباعه وباقي أفراد أمته
بقوله :

" اقرأ " .

" ففي ثناياها يكمن السر العظيم
والذي فيه وما يحتويه مفتاح مغاليق الغوامض
وجواب لكل سؤال عابر " !


للأسف الشديد بتنا تنطبق علينا مقولة :
نحن أمة " الكلام " !