الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2022, 06:30 AM
المشاركة 104
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مُهاجر
إن مما يشعل نار الخلاف لا " الاختلاف "
تلك الرؤيا الأحادية التي يرتكز عليها بعض الناس !
فعندما يضيق أفق المرء وتضمحل تلكم المعاني السامية في نفسه وفكره التي بها يستوعب لتسع وتشمل كل الناس بصنوفهم وتنوع مشاربهم وافكارهم ،
ليبقى في حضيض التمرد والرفض ، وقطع الطريق على كل من يخالفه الرأي ، ليبقى صوته هو الأوحد !
من كان ذاك ديدنه ، ومعنى ، وأصل واقعه :
فهو بالجهل واقع !
لكونه يخاف من أن تنجلي الصورة المغايرة لما يبديه هو ، يريد من ذاك أن يذهب غيره من الناس إلى ما ذهب هو إليه ،
واستخلصه
و
توصل إليه !

بقطع النظر أكان على ساسٍ صلبٍ سليم ،
أم يكون على شفى جرف هار يكاد يقع فيه لينهار عليه !

هي ثقافة الحوار التي نفتقر إليها ،
أن نحاور الأفكار لا شخص قائلها نحررها نمحصها نأخذ السليم منها ونترك السقيم ،
نتحاكم لمنطق العلم والعقل ،
لا أن نتحاكم برفع الصوت والسب واللعن !

لا أن نكون أحباباً إذا ما ضّمنت وضممت صوتك لصوتي ، ومّلكتني عقلك لأرضى ولو خالف ذاك الصواب من قولي !
بذلك يكون الوفاق والوئام ،
وما خالف ذاك فعليك مني السلام ليكون ذلك آخر عهدي بكَ إلى يوم الحساب !

لا نُكثر بعد ذاك اللوم والشكوى عندما نجد عقولاً كتلك العقول التي لم يُنضجها واقع الحال ،
فالبعض كان يرى الجهل موطنه في " الأمي " الذي لا يقرأ ولا يكتب ،
ففي ظل هذا الانفتاح الهائل نجد أن " الأمية " لا تجاوز حامل الدكتوراه عتبة باب ! فما كانت الشهادة يوماً مغنية صاحبها عن البحث ،
والاطلاع ليكون خارج بوتقة اختصاصه ليكون مُبحراً في كل أنواع ما لنا من العالم ينساق ويُساق وفي كل مجال يكون له موطئ قدمه منه يُستفاد .

فلو تجرد الواحد منا وتخلص من شوائب وأدران ما تكدس في النفس من أدواء ، حيث هناك مستودع ما يغيب عن العقل ،
ليكون المرء بذلك في خبال ، يعيش على ردات الأفعال من ذلك المرء !
لكان في وجهات النظر متنفساً ومكاناً نُقّيم فيه ما لدينا بعد أن نعرضه على ما يخالفه ما لدينا من رأي ،
لنخرج بمنهجية الحال ، وقد أحطنا بتلك القضية ، وأحكمنا عليها الخناق لتكون متكاملة البنيان .

فرأي الواحد منا يعتريه النقصان _ ذاك في الأصل أو الاحتمال ليبقى بين الأمرين يتحرى الأدق _ ،
لكوننا نرى من زاوية واحدة ، ولكن إذا ما عاونا الآخر ولو كان لنا خصم ! لسبر الغامض مما نود معرفته ولنكشف اللثام عن ذاك لكان في ذلك :
السداد
و
الكمال
و
البرهان

بهذه الصورة علينا أن نفقه معنى الاختلاف على أنه فرصة :
تقويم
و
تصحيح
و
تمحيص
و
مراجعة

ولا يعني :
التحقير
و
التقزيم
و
المواجهة
و
المصارعة !

ليكون ذاك الود على المحك إما يأتي لطف الله عليه ، وإما أن تذروه الرياح ليكون هباء يعلو السطح .