الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2022, 06:29 AM
المشاركة 103
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
قال لي :
أخي العزيز /
ينبغي علينا الانتباه من الوقوع في المغالطات المنطقية المصادرة على المطلوب أو ما يسمى الاستدلال الدائري
( الإسلام الدين الوحيد و الدليل انه مذكور في القرآن ).
طيب القرآن الكريم خارج الالتزامات الاعتقادية للطرف الاخر .. فهذه حجة غير مقبولة عندما نتحدث لطرف غير مسلم ..
الحجة غير و البراهين التى تقف عليها شي أخر .
بالإضافة أن لديهم معتقداتهم الخاصة التى تثبت لهم أن دينهم هو الأوحد كذلك !

و لذا كان لازما على العقلاء منا و منهم أن يتحاورو و يتفاهمو للعيش معا بأمن و أمان .
و ليس هنا موضع كي نتحدث عن فوائد الحوار و اهميته فلا أظن ذلك يخفى عليكم سيدي العزيز او على رواد هذه الزاوية من زويا هذا الموقع .
فالله سبحانه و تعالى يقول ( فستبقو الخيرات ) و هذا يعني ان الاخرين يستطيعون فعل الخير ايضا بل و ينافسوننا عليه .



قلت :
سيدي الكريم /
ما أبديه لا ينتابه ويخامره " التفكير أو المنطق المتناقض " فتلك حقائق ظاهرة الحقيقة لا يختلف عليها اثنان ،
ولا يتمارى فيها عقلان إلا من تنكب الحيادية والموضوعية ممن تعلق بالجدل وتشتيت الأفكار _ لا أعنيك بهذا سيدي قطعا _


فيما يتعلق في محاججة من نختلف معه ايدلوجيا ، وذلك التفريق بين الحجة والبرهان والتي تختزل في ذاك التعريف المبسط
البرهان : الحجة الفاصلة والدليل الذى لا شك فيه.
الحجة : الدليل الذى يستخدم فى مواجهة خصم.
الدليل : العلامة المبيِّنة لصدق الدعوى.

وهنا أوافقك الرأي بأن من أراد الحوار فعليه اتخاذ الجانب العقلي وتلك الرزم من التساؤلات التي توصله للقناعة أو مراجعة الحسابات وهذا ما أرشدتنا إليه وحثتنا عليه آي القرآن ،
وكم لي من حوارات مع من يخالفونا المعتقد والدين ، وتلك طريقتي وسجيتي في تبيين الحجة ليسطع بعدها نور البرهان ،

لم يكن سيدي الكريم تبين معالم الحق يوما ما وسيلة هجوم بقدر ما هي دعوة لتبين ما لدى الطرف الآخر ،
وما كانت لدولة الإسلام منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام إلا حاضنة لجميع أطياف المجتمع مع تعدد أعراقهم وجنسياتهم ودياناتهم ،
بل وحفظت لهم حقوق وأبرمت عهود ومواثيق تضمن لهم البقاء بأمن وسلام ، فمن هنا وجب علينا تجاوز نقطة أهمية الحوار ،
أما عن حوار الأديان السماوية كما يسمى زورا وبهتانا فذاك من أجل تظليل العوام من أجل التساوي وحرية الإختيار في أي دين يختار المرء لكونها " سماوية " !
وخرجت من مشكاة واحدة ، وما هو إلا حوار بين " الحمل والذئب "

" وهنا الحديث يطول ، وإذا أردت البسط فلك اختيار المحاور ولي شرف الحوار معك كي أستفيد مما لديك "

يقول الله تعالى : وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) سورة البقرة
أي: كل أهل دين وملة ، له وجهة يتوجه إليها في عبادته، وليس الشأن في استقبال القبلة، فإنه من الشرائع التي تتغير بها الأزمنة والأحوال ،
ويدخلها النسخ والنقل ، من جهة إلى جهة ، ولكن الشأن كل الشأن، في امتثال طاعة الله، والتقرب إليه، وطلب الزلفى عنده ،
فهذا هو عنوان السعادة ومنشور الولاية، وهو الذي إذا لم تتصف به النفوس ، حصلت لها خسارة الدنيا والآخرة ،
كما أنها إذا اتصفت به فهي الرابحة على الحقيقة ، وهذا أمر متفق عليه في جميع الشرائع ، وهو الذي خلق الله له الخلق، وأمرهم به.

خلاصة القول :
من هنا علينا التفريق في أمر المنافسة بحيث لا نخلط الأمور ، كي لا تلتبس علينا الحقيقة ، فالأمر جد دقيق ،
لهذا وجب التفقه والإلمام بأمر التفسير وأسباب النزول لتلك السور والآيات ، ونتجنب الحكم بظاهرها عن جهل وبحسن نية ،
فالإنسان لن ينفعه ذاك العمل إذا كان خارج سياق الإيمان بالله وما جاء من تعاقب تلك المتتابعات من قواعد الإيمان ،
فمن بادر بالخير في الدنيا وهو بعيد عن الإيمان والإخلاص يكون الجزاء في الدنيا نصيبه ،
وفي الآخرة يكون عند الله الجزاء الذي يستحقه .

ملحوظة :
تمنيت الإستفادة من مقالة للدكتورة /
زينب عبد العزيز عنونتها ب "خديعة حوار الأديان إلى أين " ؟

ففيه الفائدة ،

وكذلك انصح بمتابعة حلقة الإتجاه المعاكس
في لقاء مع الدكتور / إبراهيم الخولي في موضوع " حوار الأديان " ،
ففيه تبيين حقيقة ذلك الحوار .