الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2022, 11:30 AM
المشاركة 92
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مُهاجر
عندما أمر على تلكم العبارة " لن أعيش في جلباب أبي " ،
أجدها عبارة تعني الرغبة في التمرد على من تيقن حرصه على سلامته والمشفق على حاله !
الكثير من الذين يتذمرون من تدخل الأهل في شؤون حياتهم لا يفكرون التخلص من ذاك الواقع إلا بمنطق الحدية والندية ،
متغافلين بذلكَ عن وجود البدائل التي تحفظ بينهم ذلكَ الميثاق الغليظ ، فما ضر أولئك لو أنهم اتخذوا سياسة المهادنة ،
والدبلوماسية والإقناع وسيلة للإستقلال الذاتي ليخرجوا بقرارات من قبل الوالدين تلبي تطلعات ذلك الإبن من غير أن يخلق حالة من الإحتقان ،
وشرخ في وجه كرامة ذلكَ الأب ؟! فمن المعلوم أن الأب والأم يريدان أن يفرضا ويبسطا شخصيتهما وقراراتهما من غير تعطيل أو مداولات ،

ومن تأمل واقع اليوم تجد من أن رأي ذلكَ الشاب / الشابه هو من يفرض الواقع وما الوالدان إلا ولهما دور المتفرج ! وعجبي كيف سيسير ذاكَ المنادي بالاستقلال
في خياراته وقراراته؟! إذا كان هو لا يدري ماذا يريد ! لهذا تجد الكثير من الشباب يسير علىَ الأرض جسدا بلا عقل ؛ فالعقل يهيم في سماء الأحلام الوردية !

قد جعل الموصل إليها مداعبة أمنية مقرونة بضربة حظ ! أما يحتاج ذلكَ " الغر" لمن يبصره الطريق ؟! ويرسم له تلك المعالم كي لا يضيع الطريق ؟! أ
ما يحتاج إلى تلك الأعداد والكميات من التجارب لتكون له رصيدا تغنيه عن العودة لبداية الطريق ؟! الكثير منا لديه أبوين ليس لديهم شهادة علمية غير شهادة عملية وتطبيقية من مدرسة الحياة ،
وهي حصيلة عقود جاءتنا من غير موعد مسبوق ، لتكون لنا غنيمة ورصيد بها نقهر الظروف ، ونجتاز ونختصر بها الطريق لنتعلم المزيد من الدروس ، قد نحتاج لتعلمها سنون ،

قد يقول قائل :
بأن زماننا تجاوز زمانهم ! ولكن أقول : لابد من وجود ترابط وتشابه ولو اختلفت المسميات والتفاصيل ، ،
وما على الأب والأم إلا إبداء الرأي ليكون الخيار للأولاد بعد أن يتم التوجيه ، والتبيين ، والمتابعة من بعد ،
وما علينا غير مراعاة أن للأب والأم الوقار ، والإحترام ، والتقدير ، وأن الخير وما هو صالح لنا هو ما يريدانه لنا وذاك كل ما في لامر ،
فعلينا جعلهم لنا مرجعا ومفزعا إذا ما تلبد في وجوهنا وعقولنا أمر .