الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2022, 09:34 AM
المشاركة 83
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مُهاجر
كم أتألم عندما اصطنع الابتسامة والقلب منها خواء ! وكم هو مؤلم عندما أجعل من الحزن لي دواء !
والسجن وجلد الذات حكم يكون لي عقاب ! مسترسلا في قمع السعادة والذات ، ورسم الفرحة على الشفاه ،
متمرد على الأماني ، وعلى الأمل إذا ما أرسل سناه ، أدون في صفحتي معاني ؛
الحزن
القهر
اليأس
الضياع
نفق مظلم من الإحباط لا أجده في سواه ..
هو حال منهزم تابع لهواه ..
والخير أمامه ولكن لا يراه !
يسوق أرتالا من الأعذار ..
وفي مجملها قنوط قد غشاه ..
يجاري طول البقاء ..
على ضريح البكاء ..
يصطرخ حبيبا جفاه ..
يوصل ليله بنهاره ..
يذكره ولا ينساه ..
فأسمعته جملة همست بها في أذناه ..
وقلت :
هل يصح أن نمضي العمر ..
نذكر من بالجفا كان عطاه ؟!
نضاجع الوهن ..
ونركض خلف الوهم ..
ونلوذ بالأسى ..
ونرجو بعدها النجاه !

هو حال من يفني عمره يندب حظه ،
وعلى أطلال الأماني يذرف دمعه ،
ويطفي بحزنه الشموع التي تبدد ذاك الخضوع والخنوع ،

يسترسل في مد الحزن ليكون له رفيق درب ،
يمشيان في خط متوازن لا يفترقان ، وكأنه قدر لا ينساه !
هو حال ذلك الشاب أوالفتاة الذي صدمته حقيقة لطالما داعب نوالها ،
وبنى عليها أحلاما سعى أن يجعلها واقعا يتلمسه ،

وحين أتاه خبر المستحيل أن ينال ما يريد جعل من اليأس له سبيل ،
متناسيا بأن هناك نصيب وأن المقدر لا بد أن يصيب وما عنه محيد ،
فلو أمعن المرء النظر بأن هناك أماني وأحلام يرجو نوالها ،

ولكن تبقى تحت طائلة المشيئة التي تكون بيد الله ،
ولهذا وجب التسليم بالقضاء والقدر ،
وأن لا يجعل المرء من تلكم الصدمة نهاية العالم !
بل يجعل منها بداية المشوار نحو هدف جديد .

" هنا أقصد بكلامي هذا حال البعض في تعاطيه مع الأحداث _ ولا استنثني من ذلك نفسي _ التي تطرأ على حياته ، وكيفية التعاطي معها ،
فركزت هنا على تلكم الفئة التي تمعن في جلد الذات ، وقضاء عمرها في اللوم ، والحزن ، والبكاء ،

" لتقبع في سجن الماضي تتجرع الآهات " .