الموضوع: إلى صديقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2022, 10:14 AM
المشاركة 67
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: إلى صديقي
صداقة عمرها 5سنوات، بعد ثلاث سنوات ..
بدأت تسألني أسئلة تتعلق بها وأساعدها على الإجابة بكل شفافية..
لم أكن أعلم أن أسئلتها مبطنة والهدف منها تجميع معلومات عني..

مثلا :
1- تسألني : أنا محتارة أرغب بتغيير الرقم السري ، لا أعلم ماذا أختار ، أرد عليها ابتعدي عن سنة ميلادك وميلاد الأولاد ، لا أحد سيخطر عليه سنة ميلاد الزوج ، الأفضل أن يكون الرقم السري سنة ميلاده.

2- مرة من المرات كنا نتسوق في مول الكوت الجديد( المنشر سابقا ) في منطقة الفحيحيل ، حقيقة أحب بضاعة بعض المحلات فيه على سبيل المثال المحل (list) في إحدى المرات وعند المحاسبة لم تعمل ماكينة السحب لديهم ، مما اضطرني أن أخرج وأسحب من مكائن السحب الخارجية في المول، وقلت لها حينها، أي وقت كانت الوجهة إلى هذا المول بالذات أخبريني حتى أحرص على حمل مبلغ كاش احتياطيا..

3- سألتني فيما إذا كنت أعرف بالضبط المبلغ الذي أحمله ! قلت : لا ، آخذ مجموعة لا بأس بها من الأوراق النقدية من ( التجوري) ليس من الضروري أن أعرف كم المبلغ !

كوّنت معلومات عنّي، بالنسبة لي بسيطة ، على عكس ذلك بالنسبة لها ، فبدت المعلومات ثمينة، وثمينة جدا …

من شهر تُلح عليّ ، سوف أعزمك على وجبة عشاء دون أن تحدد المكان، وأنا أعتذر ، إلى أن جاء يوم السبت الماضي، أثناء عودتي من الشاليه ، وتحديدا تاريخ 19 فبراير 2022 ، هاتفتني، حقيقة خجلت من إلحاحها واتفقت معها أن نخرج في اليوم التالي ،يوم الأحد ، لأي مكان هي تحدده، وحدّدت " مول الكوت الجديد" وافقت على المكان ، وأعقبت" لاتنسين الكاش ، هذه رغبتك بأن أذكّرك ، ضحكت وأغلقت الجوال…

- يوم الأحد 20 فبراير 2022 وأوثق اليوم والتاريخ للزمن، دخلنا المول ، اعتدت أي مول أدخله ، أولا ؛ أبحث عن مطعم بعد ذلك أبدأ بالتسوق، حتى أحرق الطعام ، اخترت طاولة في الخارج،جاء النادل طلبنا وتعشينا، وبسرعة أخرجت بطاقتي الائتمانية وتركتها على الطاولة، كأني أوجه لها رسالة " أنا من ستدفع" ، لم تعقّب ، كل ما فعلته أنها نظرت إلى جوالها، كأنها تقرأ ، ولكن في الحقيقة التقطت صورة، ظننت أنها صورة سلفي لنفسها ،لكن بدا لي غير ذلك فيما بعد…
- بعدما انتهت من التقاط الصورة ، حملت بطاقتي بيدها وصارت تدورها وتسألني، لم بطاقتك سوداء ومذهبة،
- لا أعلم عندما فتحت حسابا منحوني هذه البطاقة ، إن أردتِ سأسأل لك عندما أزور مديرة الحسابات الشخصية في البنك.
- أمور غامضة تحدث ، ماهي بالضبط لا أعلم !..
- وقت الدفع، قلت للنادل ( كي نت)
- قال تعالي معي لأن الجهاز في الشحن ادفعي في الداخل ، أخذت البطاقة وتركت حقيبتي على الطاولة وأثناء دخولي المطعم لمحتها تمد يدها داخل حقيبتي لتأخذ بعضا من الأوراق النقدية -ظانة أني كما أخبرتها سابقا لا أحسب النقود التي أحملها معي - وذلك من الزجاج العاكس للمطعم ، هي تجلس عكس الزجاج وتدير ظهرها له - يخرب بيت شيطانك لصة معي وليست صديقة-تغاضيت عما شاهدته وبمزاجي ، كان من الممكن إحراجها ، لكني اكتفيت بالقرار الذي اتخذته حينها بأن تكون هذه المرة الأخيرة التي أخرج معها، بل أخرجها من حياتي،، أنا من أخطأت ووثقت فيها فلأتحمل ما يحدث لي…
- ( لا زالت الحياة تمنحني دروسا)
- لكن لمَ السرقة وهي ميسورة الحال ؟ هل هي مريضة بمرض السرقة ؟!
- قبل أن نغادر المطعم استأذنت مني بالذهاب إلى دورة المياه، انتظرتها تقريبا نصف ساعة، تأخرت كثيرا، قلقت عليها ، قلت ربما زحمة شديدة سأنتظر قليلا، في هذه اللحظة جاءتني رسالة نصية قصيرة من البنك ، لم أعرها أي اهتمام حتى أنني لم أفتحها ، ظنا مني بالخصم لوجبة العشاء.
- لمحتها من بعيد تقترب، قلت ليس لدينا الوقت الكافي للتسوق ، سأدخل محلين فقط ، فأنا لم أتعود أن أطيل البقاء خارج المنزل حتى أيام المرحوم بالكثير الساعة 9.30 أكون في بيتي .
- وأثناء التسوق وأنا أراقب ملامح وجهها قلت :
- تخيّلي ،لأول مرة أخرج وأنا أعلم بالضبط كم أحمل معي من النقود.- حقيقة لا أعلم، فقط لأرى ردة فعلها-
- تغيّرت ملامح وجهها مال إلى الاصفرار ، الصوت تغيّر ليس على طبيعته، وأيضا مزاجها تغيّر لا ترغب بالتسوق معي ، طلبت الجلوس والانتظار إلى أن أنتهي ،
- سأجلس معك ليس بالضرورة التسوق ، لا يوجد شيء معين في خاطري، الأفضل أن نرتاح قليلا في إحدى الكافيهات ثم نغادر ، قالت :
- هذه المرة أنا سأدفع.
- لا بأس ، لن أدع شيئا في خاطرك .
- في قرارة نفسي فرحت قلت ربما تدفع كاش وأكشف حقيقتها .
- ولأن المبلغ بسيط جهزت ورقة نقدية فئة العشرين دينار..
- تظاهرت بالاستغراب وطلبت منها أن تناولني تلك الورقة وقلت :
- سبحان الله الأوراق النقدية التي أحملها مرقمة وهذه الورقة تحمل تسلسل ما أحمله معي ، -الحقيقة ما ذكرته كان تأليفا في تأليف ، وهل أملك الوقت كي أدقق بالأرقام ؟!- كل ذلك كي ألاحظ ملامحها ، أجزم بأنها تقول لنفسها ( كان يوم أسود يوم ما خرجت مع هذه الياسمينة)🥰، لعبت بأعصابها لعبا …
- قبل أن أخرج من المول وعند الباب لمحت عطرا تحبه أم عبدالله كثيرا اشتريتها لها ودفعت عبر البطاقة الائتمانية..
- أوصلتها وأكملت طريق العودة إلى المنزل وأثناء الطريق كنت أفكر كثيرا حتى أنني تهت ، أدخل منطقة وأخرج إلى غيرها وصلت البيت الساعة الحادية عشرة ، أول مرة أتأخر بهذه الطريقة ، كانت أم عبدالله قلقة علي وتنتظرني ، ولم يهدأ لها بال إلا عند دخولي البيت.
- قبل أن أخلد إلى النوم ، راجعت رسائلي ، كانت هناك رسالتان من البنك، إحداهما تتعلق بالخصم لوجبة العشاء ، المصيبة في الرسالة الثانية، تم تغيير معلوماتك البنكية، هنا اتضح الغموض :
- كانت الصورة التي التقطتها لبطاقتي الائتمانية،وعندما حملتها بيدها ،كي تحفظ بذلك المعلومات خلف البطاقة هناك رقم ثلاثي( الكود) لابد منه لأي معاملة.
- عندما استأذنتني بالذهاب إلى دورة المياه ، ربما أخذت زاوية لتنقل المعلومات البنكية ، كل شيء أصبح لديها ، الرقم السري ورقم البطاقة مع الكود..
- خروجها معي بالنسبة لها غنيمة لاتعوض.
- دخلت الأبليكشن فورا( تطبيق البنك) دخلت على معلوماتي فوجدت أنه تم تغيير رقم الهاتف وسجلت رقمها، حتى إذا حوّلت ، البنك يرسل لها الـ(OTP) لذلك عند شرائي للعطر لم أستلم رسالة من البنك بقيمة الخصم ، بل هي التي استلمت..
- ووجدت إيميلها وهذا ذكاء منها لعملية تحويل الأموال حتى تستلم ( OTP) على جوالها -فيما إذا رجّعت رقم هاتفي- تأكيدا بأن هي العميلة ياسمين سواء رسالة نصية أو رسالة البريد الإلكتروني.
- خاطبت البنك ( خدمة 24) في هذه الليلة بعد أن ضفت رقم جوالي وأيضا الإيميل الخاص بي، لاستلام كل ما يخصنيذمن البنك ، وأخبرتهم بتفاصيل ما حدث ، وقال لي الموظف
- هل أقدّم لكِ شكوى و ونتخذ الاجراءات القانونية مع محامي البنك؟!
- نعم ..
- قلت لنفسي ، لن أتهاون بعد اليوم مع من يضرني مهما كانت هذه الشخصية
- لذلك كانت تتصل بكثرة في الأيام الماضية ولم تتلق ردا مني، ربما تود الاعتذار ، أو تطلبُ منّي التنازل !
- لأن البنك أخبرني بأنهم خاطبوها وطلبوها ….
- لم أتابع موضوعها إلى الآن لانشغالي بمناسبة فرح ، وانتقالي بالأمس إلى منزل والدي ..
- هذه الصديقة خرجت من حياتي نهائيا وبذلك سقطت ورقة جديدة من شجرة الصديقات ….