لماذا؟
لماذا؟
عَجِبْتُ لهذه الدنيا، ولا أخفيكُمُ عَجَبي
فكم من مَذهَبٍ فيها، وكم فيها منَ الشُّعُبِ
يُجافي بعضُها بعضًا، تُحيّرُنا بلا سبَبِ
فشرقيٌّ وغربيٌّ، وسنّيٌّ وشيعيٌّ،
وقبطِيٌّ ورومِيٌّ وآخرُ غيرُ منتَسِبِ..
وَكلٌّ يدَّعي وعدًا سماويًا، وخيرَ نبي
وآمالاً بفــردَوسٍ بُعَيْدَ الموتِ مُرتَقَبِ
وذو التقوى بمذهبه بحُكمِ الآخرينَ غبي!
لماذا، أيّها الباري، جعَلتَ الكونَ في صَخَبِ؟
وأينَ الحقُّ يا ربي وفيمَنْ أرتجي أرَبي؟
أنا سُيِّرتُ، ما خُيِّرتُ في أمري وفي طلبي
فلم أختر أنا إسمي ولا عِرْقي ولا نَسَبي
ولم أختَرْ أنا لَوني ولا ديني ولا كُتُبي
وُلِدتُ فكانَ لي اسمٌ وشعبٌ اِسمُهُ عَرَبي
ودينٌ كَي يُعَلِّمَني طريقَ البرِّ والأدَبِ
وحبَّ الناسِ كلِّهِمِ، مِنَ الأعجامِ والعرَبِ!
فدَع لَوني ودع ديني
ودَع نَسَبي وأصلَ أبي
وهيَّا نجعلُ الإنسانَ مَرجانا وغايَتَنا
لنرقى فوقَ غيمِ الفرقةِ الدَّهماءِ والسُّحُبِ!
التعديل الأخير تم بواسطة جورج جريس فرح ; 02-18-2022 الساعة 12:03 AM
سبب آخر: تصحيح خطأ