الموضوع
:
أسباب تأزم الأخلاق في مجتمعاتنا
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
2
المشاهدات
5530
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
المشاركات
2,945
+
التقييم
0.53
تاريخ التسجيل
Mar 2010
الاقامة
رقم العضوية
8997
10-09-2010, 11:21 AM
المشاركة
1
10-09-2010, 11:21 AM
المشاركة
1
Tweet
أسباب تأزم الأخلاق في مجتمعاتنا
أخوتي الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
من الواضح أن كثيرا ً من المجتمعات الإسلامية , تئن
تحت مطارق الفقر والجهل والمرض والبطالة
والاستبداد , كما أن شروط العيش الكريم فيها تزداد
صعوبة يوما ً بعد يوم , وكثير من الشباب الذين قذفت
بهم الثانويات والجامعات إلى معترك الحياة , يشعرون
بالإحباط وانسداد الآفاق ... وهذا كله لا يشكل الوسط
الصالح للاستقامة الخُلُقية , ولا لوضوح المُثُل العليا
في أذهان الناس . حين يعيش المرء في مجتمع يقتات
معظم موظفيه من وراء الرشوة والاستيلاء على المال
العام , والاحتيال على النظم - تصبح نزاهته وعِفته -
بمثابة عقوبة له ولأسرته , حيث إن عليه آنذاك أن
يعمل عملا ً ثان - إن وجد - حتى يؤمن ضروريات الحياة ,
وفي هذه الحال , فإن أقل من 20% من الناس يحجزهم
دينهم وخلقهم عن الولوغ في الحرام , أما الباقي
فيسبحون مع التيار , بحجة الضرورة وبحجة أن هذا ليس
حراما ً ؛ لأنه موظف وله حق الكفاية , وحجة أن فلانا ً
( التقي ) يفعله ؛ ولذا فإنه لم يعد حراما ًوهكذا ....
ولا يخفى أن ألفاظ الثناء في الشارع الإسلامي , صارت
تعكس معيارا ً قيميا ً جديدا ً, فعلى حين كان الناس
يقولون : فلان آدمي وابن حلال وطيب , صاروا يقولون :
فلان ( كدع ) و( شاطر ) ويعرف كيف يدبر نفسه ... وصارت
كلمة ( طيب ) التي كانت مديحا ً , ترمز إلى نوع من
اللمز في نباهته وحُسن تدبيره ...
والأخطر من كل هذا أن ( العرف ) يتحور شيئا ً فشيئا ً
لينسجم في النهاية مع الواقع الرديء .
كما أن المجتمع الذي ينتشر فيه الانحراف الخلقي
والسلوكي , يفقد تدريجيا ًقدرته على ممارسة الضغط
الأدبي على المنحرفين من أبنائه ؛ لأن الذين
سيمارسون الضغط , يصبحون آنذاك قلة قليلة , وموقفها
نفسها يصبح موضع تشكيك , ويتحولون من قوة نافذة إلى
قوة غريبة ( فطوبى للغرباء ) بل إن ( الفتوى ) نفسها
قد تتراجع حيث تكثر الضرورات , ويتضخم ما تعم به
البلوى , ويتراجع المصلحون من موقع إلى موقع ؛
ليؤكدوا في النهاية على جوهر الإيمان وأصول الأخلاق
عوضا ً عن الحديث عن السنن والمكروهات والواجبات
والمحرمات !
فهذه السلوكيات أحد أسباب تأزم الأخلاق في أوطاننا
وللحديث بقية إن شاء الله ..
رد مع الإقتباس