الموضوع
:
ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
عرض مشاركة واحدة
02-07-2022, 07:53 AM
المشاركة
6
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
412
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
لماذا نذهب الى الحج
؟!
الكاتب
:
يجوب بخياله وحدسه متصفحاً وجوه الركاب
وقد صنفهم وقسمهم لقسمين ،
وإن
:
كُنت أتساءل في أمر ذاك التقسيم على ماذا بناه ؟!
إذا ما نظرنا إلى رحابة الخيار لدى المسافر لرحلة الحج تلك !
حيث بالامكان تأخير الرحلة لوقت ما يريد ،
ليكون الاستعداد النفسي الذي يجعله سعيد ،
إذ هو بنفسه لفكرة الحج على عقله يُعيد !
فغالباً
:
تكون الرغبة هي المحركة لتحويل القول _ ب
عدما كانت نية الحج في القلب
_
لتنفيذ وفعل وعمل ، من هنا نحتاج لتدقيق في المعنى
الذي يعنيه بقوله ذاك وعن ذلك التقسيم ،
ذكُره
:
لتلكم الجلبة والربكة التي طغت على مشهد الركاب ،
أرى وجودها لو _ سلمنا بوجودها _ لعلها تتصل بمن كان :
مرافقاً لأمه ،
أو أبيه ،
أو أحد من أهله ،
بذلك
:
قد يتسلل إلى فكره وقلبه ذلك الاحساس ،
لكونه مجبر على فعله وهو لم يكن مستعدا لذاك !
يطوف
:
بنا الكاتب واصفاً لنا تلك الفيوضات من المشاعر ،
وتلك الأمنيات التي يطلقها ضيوف الرحمن ، ويأملون أن تكون واقعاً يتنفسون حقيقته ،
ذاك الشوق الذي يسبق من أخلص النية وعزم ،
على تبديل حاله واحواله للأحسن حال ،
الذي
:
يتقرب به من الله ، لتكون الطمأنينة والسكينة هي المحولة
والمبدلة لذلك الواقع الذي يعيش مرارته ،
ففي تلك المرابع تذوب الحزازات وتضمحل الفروقات
:
الطبقية
الطائفية
المذهبية
الحزبية
العرقية
لتتوحد الأرواح مع الأجساد
،
بحيث لا يكون هنالك ما يُفرق وحدتهم
،
وقفوا على صعيد واحد يلهجون بالدعاء لرب واحد ،
ف"
ليت ما يجمعنا هناك يجمعنا هنا
" !
ومن خلال هذه الأمنية أبُث هذا السؤال :
ما الذي جّمعهم هناك ، وبدد بينهم الخلاف هنا ؟!
"
ليكون الجواب موضع تفكر ، ومن ذاك نبحث عن العلاج بتبصر
" .
تفكُر وسؤال الكاتب عن أولئك الصغار وجدوى ذهابهم إلى هناك
ولم يخط ولم يجري عليهم بعد قلم الحساب
؟!
"
جوابه كان في السياق فتلك الحاجة التي ساقتهم لذاك القرار
" !
فهنيئاً
:
لم كان فكره يجوب به آفاق الكون يستنبط من المُشاهد ، ليغوص في الغيب ،
عن تلك اللطائف ، والمنن من المولى ، يتأمل ليستقر الإيمان في سرادق الظمآن .
وكيف يكون عظيم مخلوقاته ؟
وكيف هو لطفه ورحمته على قدرته وعظيم عذابه ،
ومع هذا سبقت رحمته غضبه ،
واسدل على عباده الستر ،
وأمهلهم ،
وأرشدهم وحثهم على القرب
والفرار منه إليه لينالهم أنسه وعذب جنابه
.
عند الطواف
:
تمنيت أن يترك الكاتب مسافة أمان كحسن الظن والتماس العذر لذلك الانسان ،
فهناك من يخشى العودة لسالف عهده من العصيان إذا ما لامست قدمه ثرى الأوطان ، فالتيار جارف ، وبحر الفتن عميق والزاد قليل ،
الناس في ذلك منقسمون
:
_ فهناك من جعل الأمل والسعي لتصحيح المسار باباً يسأل المولى
أن يفتحه له ويتجاوز عتبته في سلام ليكون به راحة البال .
ومنهم
:
من يخشى على نفسه الوقوع في براثن ما كان عليه فيما مضى من أعوام ، ليعيد ذات الشريط ولذاك السيناريو ليعيش به الدور ،
وبذاك يمضي بقية الحياة .
"
من هنا كان لزوم حسن الظن بالعباد واجب الإتيان
" .
في ذلك الزحام وتدافع الأجساد
:
من كان مستحضراً ذاك المقام ما ضره تدافع الأنام ، ولا ذاك الزحام ، لأنه في ملكوت الله يسبح ،وفي حضرة القدس يأنس ،
غاب عن أشباح الأشياء لا يرى غير وقوفه بين يد ِرب الأرباب ،
يناجيه
،
يسأله من عطاياه
،
يسترحمه
،
يعتذر إليه
من ذنب سُطر في صفحته ،
يعاهده
بتوبة نصوح راجياً أن يُنسي بذاك الحفظة الكرام
ما عليه قد أحصوه وخطوه في غابر الأزمان ،
وأن لا يبقي عليه شاهد من
:
إنس
أو
جان ،
أو
حجر
أو
وحيوان
، و
نبات
و
"
الجوارح تأتي مع جملة ذاك
" .
في ذلك المقام
:
يَنفُض ويُقيل الإنسان ما تكدس من هموم وأحزان ،
لطالما أثقلت كاهل ذلك الإنسان ،
فهو في رحاب ضيافة الرحمن " و
حُق للمزور من إكرام زائره
"
فضلٌ من الرحمن لا إكراها وإلزام على خالق ذاك الإنسان .
"
وما على الإنسان غير الدعاء والجزم واليقين بأن الإجابة حاضرة الآن ،
وما يُرجيها غير حكمة أودعها الرحمن ككنز مخبوء لذلك الإنسان
" .
في تلك المحافل والمشاعل
:
تغور الماديات التي لطالما جثمت على صدر الأرواح ،
والتي كانت سبباً لبعد الإنسان عن خالقه ، الذي أوجده وآواه ،
لتعانق بذلك الروح الجسد ، وتحس بوجودها لأول مرة بعدما أشقاها ذاك الغياب !
وما ختام قول الكاتب الهمام
:
"
يرحلُ هؤلاء إلى مكّة ليتوبوا عما مضى ، أما أنا ، فرحلتُ لأتوب عمّا هو آت
"
فلعل القصد منه
:
" هي تلك الخشية من الوقوع في الآثام بعد هذه الحياة التي عاشها في تلكم الرحاب ، من هنا كان
لزاماً أن يستشرق الإنسان المستقبل على أنه سيكون أفضل بعد أن سأل المولى منه :
العون
و
الحفظ
و
والرشاد
و
السداد
.
رد مع الإقتباس