الموضوع
:
ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
عرض مشاركة واحدة
02-07-2022, 07:30 AM
المشاركة
2
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
412
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
أنا أتألمّ إذا أنا موجود
"
الألم هو مباين ونقيض الراحة والسكينة ،
ولولاه ما عرفنا للراحة معنى ،
ولا لون ،
ولا طعم ،
من ذلك تتجلى حكمة المولى عندما يخلق لكل شيء ضدا ،
كي نُدرك قيمة الشيء إذا ما قارعه ضده ،
فلولا الليل ما علمنا قيمة ومعنا للنهار .
ولولا الشقاء ما علمنا معناً للسعادة .
ولولا الحزن ما علمنا معناً للفرح .
بذلك
:
يخوض الانسان غمار التحدي والتكيف ،
بحيث يعلم يقينا بأن لكل بداية نهاية ولا تكون النهاية غير البداية ،
بذلك تستمر الحياة حتى يحين وقت الرحيل لدار البقاء ،
التي
:
فيها تتبدد وتزول تلك الفوارق والأضداد :
" إما إلى نعيم خالد ، وإما إلى عذاب خالد " !
ومن
:
ذاك وجب علينا تقبل ما يتخلل الحياة من مصاب ورخاء ،
فالإنسان
:
إما أن يكون في ذلك مخير ،
وإما أن يكون مسير ،
ففي مساحة التخيير
:
يكون له وعليه بذل الجهد لسوق السعادة والبحث عنها من مظانها ،
و
أما في دائرة التسيير
:
فذاك منقطع فيه أمله في أن يُغير ما ينزل في ساحته من بلاء ،
وما عليه غير التسليم والتعاطي مع ذلك بالصبر والتكيف ،
ليجعل من ذلك مسارا يُعبد به الطريق ،
يجعل الحياة فيه وعليه تسير .
ليبقى
:
الألم طارئ يطرق باب المرء في ظاهرة العذاب والهموم ،
وفي باطنه التنبيه والحث على مراجعة النفس وتعديل المسير ،
ولا
:
يفطن لذلك غير من قدح في عقله التدبر وأعمل فيه التفكير ،
ليجعل من ذاك الألم وقود حركة يكسر به جمود الروتين ،
وما تعود عليه من رتابة ملَّ واقعها ومع ذلك رضا بالتحجيم والتسويف !
في
:
غالب العوائق والابتلاءات يكون الناس فيها بين نائح يصيح بسوء الحظ
ويدعو على نفسه بالفناء ، والويل ، والثبور ،
خامل الهمة ذاوي التطلع ، لا يجيد التعامل مع حوادث الأيام ،
ما
:
نحتاجه هو معرفة التعاطي وإدارة تلك المعطيات والنوازل ،
لا أن نقف على أعتاب الخطب الجسيم وعلى قوارع المشكلة نفترش الطريق !
دوماً
:
ننظر للجانب الأوحد من المشكلة !
ولا نرى إلى ما يعقب خروجنا من تلكم المحنة "
بمنحة
"
تكون لنا وسام بها نوسم "
بخبرة الحياة
" .
نعيش
:
على واقع السعادة نرجو أن لا تبتعد بظلالها ،
وتدوم علينا سرمدية من غير أن يناكفها نقيض،
لذلك
:
ومن ذلك نجد ذلك الجزع والتذمر من ذلك الكسير به يذيع ،
متعام عن الذي جُبلت علية الدنيا بأنها :
"
لا تستقر على حال ، ولا تدوم بحالها لإنسان
" .
رد مع الإقتباس