" أَ إِلَى هَذَا الحَدِّ تُرَاكَ تُحِب الأَرْض؟"
ألبير كـامو
-----
خًلِقْتُ من الطِّين
وفي رحمها تكونتُ لِأكثر من تسعة أشهُر
لفَظتْنِـي، حِين وُلِدت
فصرختُ، وسعِد الجميع لصراخي
صُدِمت
وعن الكلام صُمْت
وفي النهاية، بالنور والنار فُتِنت
ونسيت
للسماء أردتُ أن أرتقي
أُعجِبت بالطيور، وتمنيت أن أطير
وأحببت خفة الغيوم
واللوحة الفنية التي يشكلها الثلاثة أثناء الغروب
كرهت الأرَضين
والبشر الطاغين
كرهت الأرَضين
حين سُمِّمَت بالحروب، وبالشر المُبين
ومن رماد هذا الكره الأعمى
تَوَلَّدت الفوضى
ماتت الأرض، ماتت أرضِي
أهي الأرض التي لفظتني؟
تذكرت
وبكيت
وللسماء شكيت
أين أمي؟ أين أمي؟
عالجوا جروح أمي!
امسحوا عنها الدماء
أيقِظوها، أيقظوها
هاكُم دمائي، وها روحي أعطوها
أعيدوها، كي ترى السماء
كي ترى الشمس والبحر
والخير في البَشر
'على هذه الأرض ما يستحق الحياة'
عُدت لأمي الرؤوم
إنا لِلأرض وإنا إليها راجعون