الموضوع
:
على قارعة الشجن
عرض مشاركة واحدة
12-28-2021, 08:20 PM
المشاركة
3
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 8
تاريخ الإنضمام :
Oct 2020
رقم العضوية :
16283
المشاركات:
6,249
رد: على قارعة الشجن
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسين الحازمي
على قارعة الشجن...
هتفتُ بالشعرِ ما للوجدِ يضطرمُ؟
حصادُه بعد طول الرحلةِ السّقمُ
يا شعرُ يا شعرُ وانهالتْ على رئتي
أنّاتيَ السُّودُ والنيرانُ والحِممُ
يحفني الزمنُ الدّوّارُ يرمقني،
عيونُه الحمرُ كم أورى بها النّهمُ
ما أفدحَ الجرحَ لا طبٌّ يهدهدُه،
ولا يرقُّ به التّبريحُ والألمُ
ولا المكانُ الذي قد كنتُ آلَفُهُ
يأسو كأنّ الهوى ما كان يرتسِمُ!
ولا عهوداً مضتْ أشتاقُ عودتَها
تعودُ يوماً.. ولا حتّى الرفاق هُمُ
لا الأمنياتُ التي ظلتْ مسافرةً
ولا سنا الشمسِ حين الشمسُ تبتسمُ
ما كان أظمأَ أشواقي إلى زمنٍ
تخضرُّ فيه نفوسٌ.. تُورِقُ الهِمَمُ
شرعتُ نافذَتي للنورِ فانغلقتْ
شُبّاكُه ما يشاءُ البؤسُ والعدمُ
يا غُصّةَ الروحِ في نفسٍ ممزَّقةٍ
هلْ كلُّ رحلةِ عشقٍ دمعةٌ ودمُ؟!
هتفتُ بالشعرِ ماتَ الشعرُ وانطفأتْ
شبّابتي.. وشبَابي هدّهُ الهَرمُ
يا شعرُ.. يا ريشةً غنّى الجمالُ بها
ليسكرَ الوترُ المشبوبُ والنّغمُ
لو غردتْ في شفاهي لو تَنَهُّدَةٌ
حنونةَ الآه.. لو يستيقظُ الحلُمُ
على التّأنّقِ تلقاني إذا زهَرَاً
بعد الربيعِ وتهمِي في الدُّنا الدِّيَمُ
رحلتُ فوقَ الدُّروبِ الخُضْرِ أغنيةً
فما تبقّى لها في الذكرياتِ فَمُ
الذكرياتُ التي رويتُها بدمي
عوى بها العطشُ المحمومُ والضّرمُ
بها مشاعرُ لو باحتْ بمهجتها
ترقرَقَ العطرُ في الأرواحِ والنّسمُ
شعر : الحسين الحازمي
يا اللـــــــــــه
عندما ينزفُ الشعر سطرًا سطرًا وصورةً صورة؛ بل حرفًا حرفَا
نغوصُ معه في لُجةِ الأشجانِ، لا الشجن
أما المشاعرُ التي باحت بمُهجتِها؛ فقد انداحَ عِطرُها في الأرواح
ثم علا حتى لامَسَ اللازوردَ في السماء
نِعمَ الشعرُ ما تغلغل في مسامِّاتِ القلوبِ دموعًا وأنداء
بُورِكَ المِداد
رد مع الإقتباس