عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2010, 05:43 PM
المشاركة 11
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثانيا : بالنسبة للساتر الترابي المصري المقابل للساتر الإسرائيلي على الضفة الغربية كان الحل إعداد ثغرات مخفية مغطاة بحجم أقل من الرمال والأتربة سهلة الإزاحة تمركزت خلفها قوات الموجة الأولى من العبور بحيث تمكنت القوات من إزاحتها بسهولة عندما بدأت العمليات ,
أما الساتر الترابي على الضفة الغربية فقد تكفل بحل المشكلة أحد عباقرة سلاح المهندسين وهو المقدم ( اللواء فيما بعد ) باقي زكى يونس والذى وجد بعبقريته حلا للمعضلة التى وقف أمامها الخبراء السوفيات أنفسهم عاجزين , حيث أعطى فكرة استخدام القناة نفسها فى إزاحة الساتر عن طريق طلمبات ضخ مياه شديدة تكون بمثابة مدافع مياه متفجرة تتسبب حتما فى إزاحة الكمية الهائلة من الرمال والأتربة وفى وقت قياسي لا يتعدى أربع ساعات ,

أما الطمى المترسب والذى أثبتت التجارب أنه سيكون بارتفاع متر كامل ويستحيل أن تعبر قطع المدفعية الثقيلة فوقه فقد كان الحل فى استخدام معدات البناء من الأوناش والرافعات لكسح طبقة الطمى إلى مياه القناة وفرش أرضية من الزلط والدبش تحتمل عبور المعدات الثقيلة وقطع المدفعية

ثالثا : أما مشكلة قوات العبور الأولى والتى ستظل بلا تغطية من المدرعات طوال ست ساعات طويلة من الممكن أن يستغلها العدو فى تصفية الفرق العابرة من المشاة والصاعقة فكان الحل الفريد البالغ البساطة إلى حد العبقرية أن يتم تزويد الموجات الأولى من العبور جميعا بمدافع الآر بي جى المضادة للدبابات ليستخدمها المشاة جميعا فى ردع مدرعات العدو ومقاومتها حتى انتهاء فترة إعداد رءوس الجسور والكباري والتى ستعبر عليها مدرعاتنا ,
وعبقرية الحل تكمن فى أن فكرته ليست جديدة بالنسبة للسلاح ذاته لأنه كان معروفا بالطبع ومستخدما إنما العبقرية تكمن فى كمية استخدامه التى تعدت كل نسب الإستخدام فى سائر جيوش العالم حيث لم يسبق أن تم تزويد قوات مشاة بحجم قواتنا العابرة بتلك المدافع حيث صار مع كل جندى من القوة العابرة الأولى مدفعا صاروخيا مضادا للدبابات وتم تدريب أفواج العبور جميعا على نظرية ( الرجل ضد الدبابة ) والتى كانت واحدة من عشرات النظريات التى تم تدريسها فى المعاهد العسكرية العالمية والتى أسقطت وأنهت عصر الدبابة عمليا فى العصور الحديثة بعد أن بلغت خسائر العدو حدا مذهلا من الدبابات بمعدل انهيار لم يسبق تسجيله من قبل
أما مشكلة ثقل المعدات التى حملها كل جندى معه وزادت عن ثمانين كيلوجراما مما يعيق حرية الحركة لا سيما فى تسلق الساتر الترابي فوجدت القوات الحل فى عربات خفيفة القيادة يسحبها الجندى خلفه حاملة معداته وتعيينه من الماء والغذاء بالإضافة لسلالم الحبال التى سهلت مهمة الموجهة الأولى التى تسلقت الساتر الترابي قبل فتح الثغرات فيه بمدافع المياه

رابعا : مشكلة الألغام المضادة للدبابات والأفراد والتى بثها العدو أمام مواقع خط بارليف الحصينة وكانت تمثل مصيدة كبري لقواتنا المهاجمة ,
تم التغلب عليها عن طريق المدفعية المصرية التى وجهت نيرانها بكثافة غير مسبوقة بقوة 2000 مدفع نحو تلك التحصينات لتطهير حقول الألغام ,
ولكى يكون الضرب دقيقا ومثمرا فقد عبر رجال توجيه المدفعية مع القوات العابرة فى أول لحظة للهجوم وهم الذين تولوا بانتحارية مذهلة تصحيح نسبة الخطأ أمام رجال المدفعية على الضفة الغربية للقناة لتنفجر كافة الألغام المحيطة بخط بارليف
ولا شك أن هذا الحل كان ينطوى على خطورة بالغة حيث أن المعدل الطبيعى لابتعاد الأفراد عن مدى قصف المدفعية كان يجب ألا يقل عن 300 متر بحد أدنى لكن القوات العابرة كسرت هذا الرقم بشجاعة فائقة واقتحمت خط بارليف على بعد من 100 إلى 150 متر من القذائف المتفجرة كما تم تدريبهم من قبل

خامسا : وجاء دور المشكلة المزمنة المتمثلة فى أنابيب النابالم الحارقة التى كان باستطاعتها إذابة جنود العبور , فقد تمكنت المخابرات المصرية من الحصول على كافة الخرائط والتصميمات التى تم وضعها لتلك الفتحات وفى فجر يوم السادس من أكتوبر تسللت وحدات من الصاعقة إلى مياه القناة تحت الساتر الترابي وقامت بكشف مواقع الفتحات وسدها بمادة جيلاتينية سريعة التصلب بالإضافة إلى قيامها بقطع الخراطيم المغذية لتلك الفتحات مما عطلها عن العمل دفعة واحدة ولم تعمل ماسورة واحدة من تلك الأنابيب عندما حاول العدو استخدامها ,
كما قامت وحدات الصاعقة بواحدة من أصعب المهام وهى تلك الوحدات التى تم إسقاطها بيوم كامل خلف خطوط العدو عند ممرات سيناء والتى كانت مهمتها العمل على إعاقة عبور إمدادات إحتياطى العدو من الدبابات والمدرعات إلى الخطوط الأمامية عند اشتعال القتال , ولمدة ست ساعات على الأقل حتى بدء عبور المدرعات المصرية
وقامت الوحدات بمهمتها الإنتحارية كاملة حيث لم تتمكن وحدة واحدة من وحدات مدرعات العدو من الوصول إلى خط المواجهة إلى مع أول ضوء من اليوم الثانى للقتال

يتبع ...