عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2010, 05:40 PM
المشاركة 8
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العبــــــــــــــــــــــــور


أجمل ما في معجزة العبور على الإطلاق وسر عبقريتها الحقيقية أنها جاءت برد صاعق على كل هزيمة في كل معركة من معارك عام 1967 م وأثبت بها رجال القوات المسلحة المصرية أنهم تعرضوا لظلم فادح سببته قيادتهم السياسية والعسكرية ,
وسر إعجاز أكتوبر الحقيقي يكمن في أن القوات المسلحة استطاعت أن ترد الصاع صاعين رغم الفوارق الهائلة في الإمكانيات والتسليح بين الجيشين المصري والإسرائيلي ,
فالجيش الإسرائيلي كان عام النكسة في أوج تفوقه العسكري بينما كان الجيش المصري في أدنى درجاته تسليحا وإعدادا وتدريبا ونصف قوته الضاربة غارق في معركة اليمن ,

وعندما دار الزمن وحان الوقت للرد كان الجيش الإسرائيلي لا زال في عنفوانه وليس كما هو الحال مع الجيش المصري أيام النكسة
ورغم هذا ..
تمكن الجيش المصري من رد الصفعة بمثلها وسدد ديون عام 67 م كاملة على مستوى جميع الأسلحة ,
ففي البداية كان الجيش المصري التي تعرض لهزيمة 67 هو نفسه الجيش الذى رد اعتباره وشرفه العسكري وحقق معجزة على أى مقياس عسكري بشهادة أعدائه قبل أصدقائه ,
وتمكن الطيران المصري من تدمير طائرات العدو المتفوقة على الأرض على نحو ما حدث عام 67 رغم التفوق الجوى الساحق الذى يمتلكه جيش الدفاع الإسرائيلي ,
وتمكن الجندى المصري أن يسوق أمامه جنود العدو وهم في حالة رعب مقيم فضلا على أنه ساق دبابات العدو أيضا لتفر من أمام جنود المشاة المصريين في مشهد خلدته دوائر الإعلام بصورة مذهلة لدبابة تفر من حامل الآر بي جى !
وتمكن جنود المشاة المسلحين بالأسلحة الخفيفة من اقتحام مانع قناة السويس المستحيل وخلفه المانع الرملى ومن خلفهم خط بارليف الحصين الذى أفتى الخبراء السوفيات أنه يحتاج قنبلة ذرية لتدميره !
فتمكنت موجات الإقتحام الأولى من المشاة في إسقاطه وحدها قبل عبور الأسلحة الثقيلة للجيش المصري بعد ست ساعات كاملة قضاها المشاة على الضفة الغربية بلا أى تغطية من المدرعات !
وتمكنوا من اصطياد دبابات العدو وسجل بعضهم أرقاما قياسية مذهلة غير مسبوقة في اصطياد الدبابات بصواريخ مولوتكا وستريلا حتى أن الجندى عبد العاطى أسقط ثلاثين دبابة بجهده المنفرد !

والأهم من هذا وذاك ,
أن مخططى هزيمة يونيو في إسرائيل والولايات المتحدة والذين ذاقوا لحظة نصرهم بالخطة الشهيرة التي صاغتها إدارة الرئيس الأمريكى ليندون جونسون ,
كانوا هم نفس الفريق الذى ذاق وبال الهزيمة الساحقة في حرب أكتوبر ولم يغب عن المسرح في ذلك الوقت أحد إلا ليفي أشكول رئيس الوزراء الإسرائيلي الذى مات قبل حرب حرب أكتوبر وحلت محله جولدا مائير

ولكى نتمكن من معرفة حجم هذه المعجزة العسكرية يجدر بنا أن نتعرف على طبيعة الموانع والعوائق التي جاهر العدو الإسرائيلي بأنها ستظل عقبة دائمة أمام أى محاولة للعبور من الجانب المصري , وظل الإعلام الموجه للعدو يدندن حول تلك العوائق باطمئنان كامل حتى أن وزير دفاعه موشي ديان جزم بأن أى محاولة للعبور تعنى الإنتحار المؤكد !