الموضوع
:
من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس )
عرض مشاركة واحدة
10-07-2010, 07:41 AM
المشاركة
6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
Feb 2009
رقم العضوية :
6405
المشاركات:
25,776
أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
( عبد الجبار بن حمديس )
أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
وأن يهدم الإيمان ما شاده الكفرُ
وأن يُرْجعَ الأعلاجَ بعد عِلاجها
خزايا على آثارها الذلّ والقهرُ
ليهنك فتحٌ أولغ السيف فيهمُ
ولاح بوجه الدين من ذكره بشرُ
بِسَعْدٍ كساكَ الله منه مهابة ً
وإشراقَ نور منه تقتبسُ الزُّهر
ودون مرامِ الروم فيما سموْا له
قلائدُ أعناقٍ هي القضبُ البتر
وخطية ٌ تختطّ منهم حيازماً
وأحداقها زرقٌ وأجسادها حمرُ
إذا أُشْرِعَتْ للطّعنِ سَرَتْ كأنَّما
كأن حبياً ساكباً فيضَ ودقه
أشبّهها بالقطر يبدي تألقاً
بأطرافِ أغصان يحاصرها غُدْرُ
وَسُحْبٌ بأجوافِ الكنائن أودعت
شآبيبها نبلٌ من الزنج لا قطر
وخيلٌ ترى خيلَ العلوج، مضافة ً
إليها، حميرا لا التي نتج القَفْرُ
كأنّ على العقبان منها ضراغماً
فأنيابها عصلٌ وأبصارها جمرُ
وحمرُ دماءٍ كالخمور التي سقوا
تحمّرَ منها في الظبا ورقٌ خضرُ
بنو الأصفرِ اصفرّت حذاراً وجوههم
فأيديهمُ من كل ما طلبوا صفرُ
تنادوا كأسراب القطا في بلادهم
وكان لهم في كلّ قاصية ٍ نَفْرُ
ولمّا تناهى جمعهمْ ركبوا به
تولْتْ جنودُ الله بالّريح حَرْبَهُمْ
وليس لمخلوقٍ على حربها صبر
فكم من فريقٍ منهمُ إذ تفرقوا
له غَرقٌ في زخرة ِ الموج أو أسر
وظلّت سباغُ الماءِ وهي تنوشُهُمْ
فلا شلو منهم في ضريحٍ ولا قبرُ
فإن سَلِمَ الشطرُ الذي لا سلامة ٌ
له من ظُبا الهيجا فقد عَطِبَ الشطر
أتوْا بأساطِيلٍ تمرّ كأنَّها
وخيلٍ حَشَوا منها السفينَ ولم يكنْ
لها في مجال الحرب كرّ ولا فرّ
وقد ركبتْ فرسانُها صَهَواتِها
سلاهبُ أهدوْها إليك ولم يكنْ
جزاءٌ لذاكَ من علاك ولا شكر
فسلْ عنهم الديماسَ تسمعْ حديثهم
فهم بالمواضي في جزيرته جَزْر
وما غنموا إلاّ مُنى ً كذبتْ لهم
وكان لهم بالقصْرِ عن نيلها قصر
شَرَوْهُ فباعوا بالرّدى فيه أنفساً
أربحٌ لهم في ذلك البيع أم خُسْر
وقد طمعوا في الزعم أن يثبتوا له
جناحين يُضْحي منهما وهوَ النّسْر
وراموا به صيدَ البلاد وغنمها
فأضحى وقد قصّت خوافقه العشرُ
أُذيقوا به حصراً أذلّ عرامهم
كما ضاق عند الموت عن نفسٍ صدر
وجرّ إليهم في جبال من القنا
مناياهم بالقتل جحفلكَ المجرُ
وقائِدكَ الشهمُ الذي كان بينهمْ
صبيحة لاقاهم على يده النصرُ
رأوا بأبي إسحق سحقاً لجمعهم
فإبْرامُهُمْ نَقْضٌ ونظمهمُ نثر
ولو لبثوا في ضِيقِ حصرهمُ ولمْ
يَطِرْ منهمُ شوقاً إلى أجلٍ عُمْر
لقامَ عليهم منجنيقٌ يُظلّهمْ
بِصمّ مرادٍ ما لما كَسَرَتْ جبر
إذا وُزنَ الموتُ الزؤامُ عليهمُ
بكفّة وزّانٍ مثاقيله الصخرُ
فكم جهدوا أن يفتدوا من حِمامهم
بأوزانهم تبراً فما قُبِلَ التبر
هناكَ شَفى الإسلامُ منهم غليلَهُ
بطعن له بترٌ وضربٍ له هبرُ
وكانوا رأوا مَهْدِيَّتَيْكَ وفيهما
لعزِّ الهدى أمرٌ فهالهمُ الأمرُ
كأن بروجَ الجوّ منكَ رمتهمُ
بشهبٍ لها نارٌ وليس لها جمرُ
فما للعلوج امتدّ في الغيّ جهلهم
أما كان فيهم مِنْ لبيبٍ له حجرُ
رد مع الإقتباس