عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2010, 10:14 PM
المشاركة 111
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
شناشيل ابنة الجلبي
( بدر شاكر السياب )


و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور
من خلل السحاب كأنه النغم
تسرب من ثقوب العزف ارتعشت له الظلم
و قد غنى صباحا قبل فيم اعد طفلا كنت
ابتسم
لليلي أو نهاري اثقلت اغصانه النشوى عيون الحور
و كنا جدنا الهدار يضحك او يغني في ظلال الجوسق
القصب
و فلاحيه ينتظرون غيثك يا اله و أخوتي في
غابة اللعب
يصيدون الأرانب و الفراش و أحمد الناطور
نحدق في ظلال الجوسق السمراءفي النهر
و نرفع للسحاب عيوننا سيسيل بالقطر
و أرعدت السماء فرن قاع النهر و ارتعشت ذرى السعف
وأشعلهن و مض البرق أزرق ثم أاخضر ثم تنطفئ
و فتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب
عاد منه النهر و هو ممتلئ
تكلله الفقائع عاد أخضر عاد أاسمر عص
بالأنعام و اللهف
و تحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه
تراقصت الفقائع و هي تفجر انه الرطب
تساقط في يد العذراء و هي تهز في لهفه
بجذع النخلة الفرعاء تاج و ليدك الانوار ال الذهب
سيصلب منه حب الاخرين سيبرئ الاعمى
و يبعث في قرار القبر ميتا هذه التعب
من السفر الطويل الى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما
و يوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب
و ابرقت السماء فلاح حيث تعرج النهر
و طاف معلقا من دون اس يلثم الماء
شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر
عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا
و اسية الجميلة كحل الاحداق منها الوجد و السهر
يا مطرا يا حلبي
عبر بنات الجلبي
يا مطرا يا شاشا
عبر بنات الباشا
يا مطرا من ذهب
تقطعت الدروب مقص هذا الهاطل المدرار
قطعها و وراها
و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار
كغرقى من سفينة سندباد كقصة خضراء ارجأها و خلاها
الى الغد أحمد الناطور وهو يدير في الغرفة
كؤوس الشاي يلمس بندقيته و يسعل ثم يعبر طرفه
الشرفه
و يخترق الظلام
و صاح يا جدي أخي الثرثار
انمكث في ضلام الجوسق المبتل ننتظر
متى يتوقف المطر
و ارعدت السماء فطار منها ثمة انفجرا
شناشيل ابنة الجلبي
ثم تلوح في الافق
ذرى قوس السحاب و حيث كان يسارق النظر
شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق
ثلاثون انقضت و كبرت كم حب و كم وجد
توهج في فؤادي
غير اني كلما صفقت يدا الرعد
مددت الطرف ارقب ربما ائتلق الشناشيل
فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة الى وعدي
و لم ارها هواء كل اشواقي اباطيل
و نبت دونما ثمر و لا ورد