الموضوع: آية وتفسير ~
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2010, 08:22 PM
المشاركة 76
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
{ ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ }

وقال مجاهد أيضاً: { وَمَا تَغِيضُ ٱلأَرْحَامُ } إراقة الدم حتى يخس الولد، { وَمَا تَزْدَادُ } إن لم تهرق المرأة، تم الولد وعظم. وقال مكحول: الجنين في بطن أمه لا يطلب ولا يحزن ولا يغتم، وإنما يأتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها، فمن ثم لا تحيض الحامل، فإذا وقع إلى الأرض، استهل، واستهلاله استنكاره لمكانه، فإذا قطعت سرته، حول الله رزقه إلى ثديي أمه حتى لا يحزن ولا يطلب ولا يغتم، ثم يصير طفلاً يتناول الشيء بكفه فيأكله، فإذا هو بلغ قال: هو الموت أو القتل، أنى لي بالرزق؟ فيقول مكحول: ياويلك غذاك وأنت في بطن أمك وأنت طفل صغير، حتى إذا اشتددت وعقلت قلت: هو الموت أو القتل، أنى لي بالرزق؟ ثم قرأ مكحول: { ٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ } الآية.

وقال قتادة: { وَكُلُّ شَىْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } أي: بأجل، حفظ أرزاق خلقه وآجالهم، وجعل لذلك أجلاً معلوماً. وفي الحديث الصحيح: أن إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم بعثت إليه أن ابناً لها في الموت، وأنها تحب أن يحضره، فبعث إليها يقول: " إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمروها فلتصبر ولتحتسب " الحديث بتمامه. وقوله: { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } أي: يعلم كل شيء مما يشاهده العباد ومما يغيب عنهم، ولا يخفى عليه منه شيء { ٱلْكَبِيرُ } الذي هو أكبر من كل شيء، { ٱلْمُتَعَالِ } أي: على كل شيء
{ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمَا }
[الطلاق: 12] وقهر كل شيء، فخضعت له الرقاب ودان له العباد طوعاً وكرهاً.


//


~ ويبقى الأمل ...