عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1505
 
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7


محمد أبو الفضل سحبان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,969

+التقييم
1.15

تاريخ التسجيل
Dec 2014

الاقامة

رقم العضوية
13461
10-11-2021, 03:41 PM
المشاركة 1
10-11-2021, 03:41 PM
المشاركة 1
افتراضي المنطقة الرمادية....!
في مقال رائع للدكتور القدير عبد الرحمن الشلاش تطرق فيه لمفهوم الشخصية الرمادية حيث يقول :
بين الأبيض والأسود تقع المنطقة الرمادية. هذه المنطقة شاسعة المساحة ممتدة أطرافها بعيدة تلامس حدود الأبيض والأسود. في المجتمع هناك من يقعون في المنطقة البيضاء : واضحون شفافون وطيبون ومحبون للخير وأصحاب مبادئ ثابتة حتى ولو كان لديهم بعض التشدد أو حتى التساهل لكن يظل التعامل معهم مريحا ولن تجد أي متاعب عندما تناقشهم أو تتحدث معهم لأنك تتمكن من خلال معايشتهم من قراءة أفكارهم وتوجهاتهم وبالتالي يسهل عليك اتباع أسلوب معين للتعامل معهم. تجد منهم الوسطي في تعاملاته وفي تفكيره وسلوكه ونظرته للحياة يحارب أي نوازع للشر ويتمتع بقدر عالٍ من الإيجابية.

المنطقة السوداء سكانها لا يعانون من التذبذب والازدواجية ولديهم ثبات عالٍ جدا لكنه في اتجاه معاكس للمنطقة البيضاء. السوداوي سلبي بل ويصل لدرجة أن يتحول لخطر كونه ينزع للتشاؤم والتثبيط وبث الإحباط بين الناس وزرع الهلع والخوف في نفوسهم. شرير في تصرفاته ويظل دائما في سعي حثيث للبحث عن أي نقطة سوداء, ورغم سوء هذه النوعية من البشر إلا أن ثباتهم في هذه المنطقة يسهل كثيرا التعامل معهم للإدراك المسبق بفكرهم وتوجهاتهم وسلوكياتهم والحذر منهم ينفع وتجنبهم خير وسيلة .

وفي زمن المصالح ،واللهاث الشديد وراء المال والشهرة والمناصب والمكانة الاجتماعية والعلاقات الواسعة والحصول على الهبات ،لم تعد تفرق كثيرا بين البشر، وحتى المصداقية والشفافية وأمور كثيرة باتت غير واضحة, وكأن أغلب الناس أصبحوا يعيشون في منطقة بين الأبيض والأسود هي المنطقة الرمادية.

الشخص الرمادي طينة وعجينة جديدة طرأت على مجتمع نامي متطلع للتقدم ولديه رؤية جديدة وطموحات لا حدود لها. عرف هذا المجتمع في فترات سابقة بالطيبة في العموم, كثرة طيبة وقلة أشرار. حاليا كثيرون يهيمون في المنطقة الرمادية، متلونون حسب المصالح، لا تستغرب حين تجد شخصا لديه انحرافات سلوكية قد تصل إلى أنه لا يمانع من أخذ الرشوة وأكل أموال الناس بالباطل، ويكذب ويسرق ويفسد العلاقات بين الناس ويعد تلك التصرفات من الذكاء الخارق، لكنه في المقابل يحب الصالحين وهو ليس منهم، ويدافع عن المتشددين والمتطرفين ويدعو لمحاربة كل المخالفين ليثبت أنه دائما مع الخير.. هذه العينات هي أخطر الفئات إذ ليس لها مبادئ ثابتة ،وهي تمارس في النهاية النفاق بكل ألوانه . ويبقى التعامل معها معقدا ومحفوفا بكل الصعوبات والمخاطر..!
موضوع منقول بتصرف.