الموضوع: أبطال الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 01:09 PM
المشاركة 8
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: أبطال الحياة

منقول عن : مركز دراسات و أبحاث و رعاية المعوقين
علي الحاج
العبور إلى النور

قصتنا التالية مع حدث جديد لمعوق بصرياً , المتدرب علي الحاج
هو مثال ساطع عن النجاحات الفريدة التي حققها المركز .
علي أكمل العقد الثاني من عمره وهو الآن في باكورة شبابه , ترتسم على محياه البراءة النقية فعندما تنظر إليه يأخذك بمجامع القلب , رقيق كنسمة من بلادي , نقي كماء بردى , وطاهر كتربة سلمية .
علي أتى بصحبة شقيقته الصغرى والتي لم تتجاوز العاشرة من عمرها فكان قلبها يعتصر من الألم والحزن على شقيقها كهمّ ذات التسعين من عمرها فعلي لم يرى بصيص النور منذ ولادته وهي في الوقت نفسه أخذت على عاتقها أن تكون نور دنياه وعيناه إلى المستقبل , لدى زيارتهم لنا أبدينا كل الاهتمام بهذا الوافد الجديد ومن خلال تعاوننا وترابطنا وإيماننا بعملنا استطعنا أن نصنع المستحيل .
الآن بمقدور علي الكتابة واستخدام الكمبيوتر على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهتنا هل تعرفون السبب ! علي أمي بالمطلق ، لم يتلقى طيلة فترة حياته أي تعليم أو مجرد محاولة للتعليم لكننا أخيراً استطعنا أن ننزع الابتسامة من شفتيه ونرى النور في عينيه ، لقد أحب كل جزء في الكمبيوتر وأبدى تعلقاً فيه بكل كيانه لقد خاطب علي الكمبيوتر وخاطبه الكمبيوتر أيضاً وبفرح قال إنك تنتظرني , وكما أسلفنا سابقاً لو تدرون كم هي الصعوبات التي مرت في المراحل الأولى من تعليمه , ولكنه وبشكل يثير الإعجاب انسجم مع التوجيهات المقدمة إليه ، تمكن من أن يطور نظاماً حسيا يعتمد على الذاكرة البصرية ساعده على نقل أحاسيسه , لقد استطاع المدربون بالمركز على تفعيل القدرات الكامنة لدى علي , ورغبته في تعلم المزيد .
بإمكان علي الآن أن يشكل جملاً مفيدة كاملة وذات معنى , وبإمكانه أيضاً أن يجد مدخلاً إلى المكتبة الإلكترونية, ويقرأ ما يشتهي من الكتب وخاصة الكتب السياسية لأن له ولع شديد بمتابعة الأخبار والتحليلات السياسية على شاشات التلفاز ، وهذا ما لاحظناه عندما يقدم لنا تقريراً يومياً عن الوضع السياسي المحلي والعربي والعالمي قبل أن يبدأ الدرس الجديد .
يا له من إنجاز رائع, أن يبصر القلب النور, لم يعد علي ذاك الشخص الذي ينظر إليه على أنه أميّ بل غدا فعالاً منتجاً متفائلا, لا يشعر بالنقص تجاه الآخرين وخاصة المتعلمين منهم.
الآن تلعب عائلته دور هاماً في هذا المجال , إنها أسرة متفهمة وواعية ، تلتزم بالتعليمات والتوجيهات المقدمة لها من أسرة التدريب وحتى لحظة كتابة هذه السطور يتابع علي تدريبه لدينا في المركز.
دعونا نضم جهودنا ونمد أيادي الخير لكي نطلق هذه الطيور الحبيسة من داخل سجن الظلام لتحلق في فضاء واسع رحب.
لقد انضم علي إلى عائلته وأسرته لقد استعاد روحه واستعاد الحياة وربما يكون له مستقبل جميل كمستقبل زملائه ويلقى عملاً مناسباً ويتوج ريعان شبابه بفتاة أحلامه التي ستسعد حياته .
إننا نناشد المهتمون بهذا المجال أن تمد يد العون إلى هؤلاء الشباب والأطفال كي ينعموا بحياة أفضل

لهم الحق بالحياة ، لهم الحق في أن يحلموا وأن يحلقوا في سماء الأمل .