الموضوع: أبطال الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 01:07 PM
المشاركة 7
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: أبطال الحياة
سيمفونية الحب والأمل
لقاء مع ألما المحمد
س: ما معنى اسم ألما؟
ج: المقصود بـ ألما كناية عن الجمال – ويقصد به أحياناً الشجرة المورقة الأزهار
- هل لديك أخوة يعانون من نفس الإعاقة؟
- نعم عدد أخواتي المعوقات بنفس الإعاقة البصرية اثنتان هالة كفيفة تعمل ربة منزل تقوم برعايتنا وتأمين كافة متطلباتنا اليومية أما رولا فهي كفيفةأيضاً ومتخرجة من كلية الفلسفة تدرس الشريعة حالياً وهي تعمل كمدرسة في مدرسة المكفوفين بدمشق / قسم تأهيل الأطفال
- ألما متى بدأ المرض لديك؟
- في الصف الثالث الابتدائي عند إصابتي بمرض الحصبة أدت إلى ارتفاع شديد في الحرارة وتأكد لي المرض في بدايته في سن السابعة من عمري ، وكانت الإعاقة في بداياتها لا تعيقني عن القراءة والكتابة والتنقل واللعب. ثم بدأت رحلتي مع الإعاقة فكانت حافز لي دفعتني للإنتاج في الكل ومحاولة التأكيد أن المعوق بصرياً يملك قدرات ومهارات كأي إنسان عادي وطبيعي ذلك أن حقيقة الإعاقة الظاهرة بصرياً أم جسدياً أم دماغياً تكمن في مهارات التفكير والقدرة على الاتصال والتواصل بالعالم المحيط لا يلزمنا الكثير من العمل والتخبط في مجال إدراك العناية بالمعوقين ودمجهم في المجتمع هناك شيء واحد يمكن أن نلتفت إليه ألا وهو الإنسان من خلال تطوير مهاراته وقدراته.
- يطلقون عليكم تسمية ذوي الاحتياجات الخاصة ما رأيك بذلك؟
- إطلاق مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة ينطبق على من يعانون من فقدان الحواس أو خلل عضوي فهذا المصطلح لا يدل إلا على حاجة خارجية يحتاجها المعافى والمعوق في آن معاً ولكن فيما يتعلق بحاجتة الذهنية والفكرية فكلاهما في ذلك سواء.
- ما هي علاقة ألما مع الصوت هل جسدك يتفاعل مع مختلف الأصوات وخاصة الصوت العالي والمنخفض ؟

- الصوت أتلقاه بهدوء مهما كان الصوت سلبي إيجابي صوت موسيقى أو صوت انفجار.
- إحساسك بالفراغ كيف يتجسد لك ؟
- من خلال خلجة الصوت ، فعند الاقتراب من باب سيارة أعرف أنها سيارة وبالتالي هذا الحسن الداخلي يتطور مع الزمن ضمن مفهوم الحواس الداخلية الخاصة بالإنسان .
- سؤال: هل تحبين ؟
- نعم الإحساس العاطفي لدي كبير جداً ، يعطيني إحساس أني طائر في الكون يجذبني كل ما في الكون حتى النملة أو النحلة المارة أو أي مخلوق أرضي يشعرني بالحياة.
في أحد المرات كنت أناغي عندليباً واقفاً على الشجرة وشعرت أني تواصلت معه بشكل متسامي مع الطبيعة .
- نعرف أن لك تجربة في التعامل مع الخيل ؟
- نعم ، لقد دربني والدي على الفروسية والخيل وكانت عربية أصيلة وبالتالي التعامل معها كان دقيقاً كنت أطعم الخيل بيدي وألقي عليها التحية فكانت تستجيب للمصافحة وترفع قوائمها الأماميتين لرد التحية وكان أبي متمرس في التعامل مع الخيل يزودني بالملاحظات في كيفية التعامل معها.
- علاقتك بالمياه من خلال السباحة ؟
- أنا أحب الماء كثيرا ، السباحة أعطتني مرونة في التفكير لتحقيق عملية التوازن مع الذهن الصافي.
- هل تحبين عناق أمواج البحر ؟
- نعم وحتى في حالة هيجانه أشعر وكأن البحر يتعامل مع الشخص حسب قدرته. وأسال هل البحر يقّوم الإنسان أم الإنسان يروض البحر وبالتالي معرفة كيفية فهمي لتلقي موجات البحر .
- أعطنا فكرة عن كيفية البدء بالمراحل الدراسية.
- مسائل الدراسة بدأت في المدارس الرسمية كان هناك دراسة جيدة وعلاقة حميمة مع الكتاب ولم تخلو المسألة من الصعوبات في رؤية السبورة وفي محاولة اللحاق بما يكتب عليها ومع ذلك كانت الأمور تجري على ما يرام عندما كان الأهل يهتمون بقراءة المنهاج ويساعدونني على فهم المعلومات . ثم انقطعت فترة عن الدراسة بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة القسم العلمي ولكن الإصرار وتحدي الإعاقة دفعني إلى العودة للدراسة من جديد وخططت لنفسي الاتجاه للسير به وكنت في تلك الفترة قد بدأت العمل في وظيفة من أجل متابعة دراستي.
- ما هي أول شهادة تلقيتها ؟
- إصراري دفعني إلى الحصول على إجازة الأدب قسم اللغة العربية بمدة زمنية 4 سنوات. ثم انتقلت إلى مرحلة دبلوم الدراسات العليا واجتزت اختبارات الدبلوم واللغة الفرنسية المؤهلة لنيل شهادة الماجستير ثم حصلت على هذه الشهادة سنة 1996 وقد عانيت فيها الكثير لأني لم تكن لدي الأدوات المتوفرة الآن لتجاوز هذه المرحلة في السنتين الأولى والثانية كان والدي يتولى مساعدتي في القراءة وبعد وفاته بقيت سنة وأنا عاجزة عن المتابعة لأني لم أجد من يقف إلى جانبي وكانت والدتي قد توفيت أيضاً أثناء تخرجي من كلية الأدب في أيلول 1989 كانت لها اليد الطولى في تشجيعي وتحريضي على المتابعة لا سيما أنها كانت تقرأ معي بشكل متواصل الكتب وخاصة اللغة الإنكليزي والفرنسية.
- كيف واجهت هذه الأزمات ؟
- واجهت أزماتي عندما التف حولي الأصدقاء يساعدوني في انجاز أطروحتي وقد زادت خلالها الضغوطات وخاصة على صعيد متابعة التحصيل العالي الجامعي إذا تقبلوا طلبي بالتدريس فيها ولم يشكل ذلك عقبة أمام إصراري فقد ازداد تعنتي وإصراري.
إن العلم والمعرفة أهم العبارات في هذه الحياة عندما قدمت أطروحتي يوم 11 شباط 1996 ولدى إعلان أستاذي المشرف درجة الامتياز كنت قد فقدت الرؤية نهائياً وسلمت بالأمر الواقع ذلك أن الأطباء قرروا أن لا علاج لهذا المرض وبدأ خط السير يتناهى وحاولت أن أراسل أكثر من جامعة خارجية لأدرس فيها وقد قبلت في جامعة ليون الفرنسية وكانت كل الظروف مهيأة للمتابعة إلا الظرف المادي الذي لم أعلن عنه فكان هذا سبب عدم التحاقي بالجامعة، ولذلك التفتُ إلى جامعة دمشق العريقة ودخلتها مع أوسع أبوابها بفضل مساعدة الوكيل للشؤون العلمية في دمشق ومساعدة أستاذي وكان موضوعي لأطروحة الدكتوراه حول ( جلال الدين الرومي ). ذلك الشاعر العرفاني الفذ الذي انهضي بالأفكار المعرفية من كبوات كثيرة وقد عانيت أيضا من مشكلة العلاقات بالمراجع والمصادر فامتدت إلي يد المساعدة من المتشارية الثقافة الإيرانية بدمشق ثم المعهد الفرنسي للدراسة العربية فكان لطلابهما فضل كبير قطع شوط من العمل لأطروحة الدكتوراه . وحالياً تبقى لي أقل من ثلاثة أشهر لمناقشة الرسالة النهائية للدكتوراه.
- الما وعلاقتها بالكمبيوتر
بدأت علاقتي بالكمبيوتر مع المهندس نبيل عيد في مركز سلمية للكمبيوتر سنة 1997 م. وكان يحضر لبرنامج الإملاء الصوتي فيما يخص المكفوفين فعملت معه في الجانب اللغوي والتحليل الصرفي للحرف العربي ودربني على استخدام الكمبيوتر لمدة سنتين كأي إنسان عادي ومرت الأيام التقينا بعدها مرة أخرى في شبكة المعرفة الريفية ، ضمن مركز سلمية المجتمعي. ومن خلال مركز دراسات وأبحاث المعوقين وكان قد حقق تطوراً جديداً على برامج جديدة للإعاقات المختلفة منها / الحركية / البصرية / الذهنية / النطقية / وقد أهتم المركز ببرنامج خاص بالمكفوفين يقوم بمساعدة البصير على تناول المعلومة وعلى استخدام الكمبيوتر بالشكل السليم. وقد تدربت على يد الأستاذ المهندس نبيل عيد وقمنا بفعالية متنوعة حول هذا البرنامج وحالياً أنا عضو في مجلس إدارة مركز أبحاث ودراسات المعوقين والذي يرأس مجلس إدارته المهندس نبيل عيد ومسئولة عن قسم الإعاقة البصرية في هذا المشروع.
- هل قدمت لك أية مساعدات تذكر؟
- لم تكن لدي الإمكانات المادية لاقتناء الكمبيوتر والبرنامج لأن سعرهما معاً يفوق قدرتي المادية بكثير وكانت يد الإحسان تمتد دائماً لتورق بالخير وتسمر عن أعمال متنوعة أحدهما من السيدة الفاضلة لينا الرفاعي ,والدكتورة سراب أتاسي إذ تلقيت مساعدة في شراء برنامج خاص بالمكفوفين ومن ثم مساعدة في اقتناء جهاز محمول من قبل جمعية السيدات الفرنسيات بهدف إفادة الأطفال المعوقين إضافة إلى بعض المساعدات المعنوية والمالية من قبل الدكتور نور الدين شيخ عبيد وبعض الأصدقاء العاملين في شبكة المعرفة الريفية وخارجها.
- كلمة أخيرة؟
- الشكر لشبكة المعرفة الريفية ولمركز دراسات وأبحاث المعوقين ولكافة العاملين ضمن هذا المركز فهم جنود مجهولون يقدمون العطاء والبسمة والأمل دون مقابل فهدفهم زرع البسمة والتفاؤل والسير على طريق النور للتحصيل المعرفي والذي هو حقنا كحق غيرنا من المبصرين.

بالإصرار والمحبة والنجاح يحيا الإنسان ويعزف سيمفونية الحب الأمل

منقول عن موقع مركز دراسات و أبحاث و رعاية المعوقين