الموضوع
:
تزكيةُ النفسِ عند الامام الباقر
عرض مشاركة واحدة
07-23-2021, 01:54 PM
المشاركة
2
مازن الفيصل
كاتب متميز ومهندس عراقي
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 5
تاريخ الإنضمام :
Jun 2012
رقم العضوية :
11246
المشاركات:
3,671
رد: تزكيةُ النفسِ عند الامام الباقر
اقسام النفس :(منقول)
قال أرسطو : إن جوهر النفس لا يختلف عن جوهر الجسد ، ولذلك كانت قوى النفس موافقة لقوى الحياة . فالأحياء تتغذى وتحس وتتحرك وتعقل ، والنفس منها : المغذية والحسية والمحركة والناطقة.
وهذه الأقسام الأربعة هي أقسام النفس الكاملة . فالنبات له القوة المغذية ، والحيوان له الحسية والمحركة ، والإنسان وحده له الناطقة.
وسنقف على شبيه هذا التقسيم في جواب الإمام علي (عليه السلام) : لكميل ابن زياد، حين سأله أذ يعرف له النفس .
عناصر النفس :
قال افلاطون : إن نفس الإنسان هي مجموع ثلاث نفوس :
١ - نفس عاقلة : محبة للحكمة والعمل ، ومركزها الدماغ .
٢ - نفس غضبية (سبعية) : هي مصدر الشجاعة والعواطف الكريمة التي تنزع إلى المجد ، ومركزها القلب .
٣ - نفس شهوانية : هي مصدر الرغبات المادية ، كحب الطعام والمال والشهوات ، ومركزها الكبد .
وقد شبه أفلاطون مجموع هذه القوى الثلاث بعربة فيها سائق ( هو النفس العاقلة )، يقود فرسين ؛ أحدهما مطيع أصيل (هو النفس الغضبية)، وآخر لئيم جموح ( هو النفس الشهوانية).
ويكون ترتيب هذه القرى كما يلي : العاقلة فوق الغضبية، والغضبية فوق الشهوانية، ورابطها كلها العدالة . فإذا أخضع الإنسان قوته الغضبية وقوته الشهوانية لسلطان العقل ، بحيث يسخرهما فيما يرضي الله تعالى ، بلغ درجة العدالة (1) .
حالات النفس :
عبر القرآن الكريم عن النفس بعده معان ، تمثل حالات النفس التي تطرأ عليها ، وهى ثلاث :
١ - النفس التي تدعو إلى الحق وتأمر بالخير، وهى النفس المطمئنة . قال تعالى : {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } [الفجر : 27، 28] . وسميت مطمئنه لأن صاحبها حين يطيع الله بلغ درجه الاطمئنان في الدنيا والآخرة .
٢ - النفس التي تدعو إلى الشر وتأمر بالسوء وهى النفس الامارة .
قال تعالى : {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف : 53]
3 - النفس التي إذا فعل الإنسان سوءا لامته وأنبته على فعله، وهى النفس اللوامة . قال تعالى : {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } [القيامة : 1، 2]
وفي حين أن تأثير النفس الأمارة بالسوء كبير على الإنسان ، متمثلا في حبه للمال والنساء والشهوات ، فقد جعل الله عليه حجتين : الأولى قبل فعل السوء وهي النفس العاقلة تيتن له الخير وتدعوه إليه ، والثانية بعد فعل السوء وهي النفس اللوامة ، تؤكد له خطأ فعله وتوبخه عليه .ونلاحظ في مبحث ( النفس ) أن أغلب كلام الإمام منصب على ذم النفس ، يقصد بها النفس الأمارة بالسوء كما هو اصطلاح العرفانيين .
مثال ذلك قول الامام علي (رضي الله عنه) :
◄ فرحم الله رجلا نزع عن شهوته ، وقمع هوى نفسه . فإن هذه النفس ابعد شيء منزعا ، وانها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى .
◄ أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه .
◄ عباد الله، إن من أحب عباد الله إليه، عبدا أعانه الله على نفسه ! فاستشعر الحزن ، وتجلبب الخوف .
◄ فأخذ امرؤ من نفسه لنفسه ... امرؤ الجم نفسه بلجامها ، وزقها بزمامها ، فأمسكها بلجامها عن معاصي الله ، وقادها بزمامها إلى طاعة الله .
المراسلة على بريدي الالكتروني
mgasip@yahoo.com
ما كلّ ما يكتبهُ الكاتبُ يمَثِّلهُ
رد مع الإقتباس