الموضوع
:
مملكتي الحبيبة ~
عرض مشاركة واحدة
10-02-2010, 07:59 PM
المشاركة
649
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
ج - معالم الغــاط التاريخية والأثريـة
* 1 – النقوش والرسوم الثمودية :
إلى الجنوب الشرقي من بلدة الغلط القديمة ؛ وعلى بعد نحو 10 كم ؛ وعلى الضفة الغربية من وادي مرخ ؛ هناك موضع يحوي العديد من النقوش والرسوم المنحوتة على صخور منفردة لايعرف شيء عن ماهيتها ؛ وقد قمت بعرض صو فوتوغرافية لتلك النقوش والرسوم ؛ على قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة الملك سعود للتعرف على مدلولات تلك النقوش وكشف غموضها. وقد أوضح الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزي الأستاذ بقسم الآثار بالكلية أن هذه النقوش والرسوم الأثرية ثمودية يرجع تاريخها للفترة ما بين 900 قبل الميلاد _ 400 م ؛ أي أن تاريخها يزيد عن 2900 عام.
* 2 - بئر الحطيئة :
إلى الجنوب الشرقي من بلدة الغلط وبالقرب من موضع النقوش الثمودية ؛ وعلى الضفة الشرقية لوادي مرخ ؛ هناك موضع يسمى (الحطية) أصلها الحطيئة نسبة إلى الشاعر المعروف، به مورد ماء وآثار منازل ؛ ويقال أن به قبر الحطيئة ؛ ويسميه البعض حطابة أو الطحية ؛ ويعود تاريخ هذا البئر إلى حوالي 1400 عام.
* 3 - وادي مرخ :
يقع إلى الشرق من الغاط، على بعد حوالي 10 كم ويوازي وادي الغاط، ويتجه شمالا ويصب في روضة السبلة القريبة من الزلفي ؛ ويعد وادي مرخ من أهم الأودية في محافظة الغاط : قال فيه الحطيئة عندما حبسة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسبب هجاءه ؛ ووقوعه في أعراض المسلمين ومستعطفاً الخليفة : ماذا تقول لأفراخ بذي مــرخ ******* زغب الحواصل لا ماء ولا شجر ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ******* فاغفر عليك سلام الله ياعمـر
* 4- خشم العرنية :
وهو أنف بارز، في جبال طويق، وإلى الجنوب منه يقع خشم الشاش ؛ وبينهما تقع مدينة الغاط ؛ وخشم العرنية أكثر شهرة من الآخر حيث قصده حميدان الشويعر بقوله في مدح الأمير سليمان السديري :
من قابل خشـم العرنيـة ******* فالخاطـر منقـول خطـره
ولشهرة هذا المعلم ؛ فقد تغنى به عدد من الشعراء منهم الشاعر: الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري في قصيدة أخشوم العراني ؛ وقد قالها وهو في الغاط شتاء سنة 1402هـ منها : من شافها يامن عن الغدر والكيد ******* حموا إحماها عن حسود أو حقودي أعلامهـا بجبالهـا والتواكيـد ******* إخشـوم العراني ثبتـن الحدودي
وقال الشاعر : أحمد بن محمد السعد العضيدان أحد شعراء الغاط في قصيدة موجهة للشيخ خليفة بن حمد آل خليفة : العرانـي في طويق إلى بـدن ******* بشروا أهل الركايب سالمات قالها حميدان وأقوالـه بقـن ******* وارثين المجد وأقوالي ثبات
* 5 – وادي الغـاط :
واد يمتد من أقصى جنوب الغاط بطول حوالي 20 كم ؛ ويصب سيله في سهل الحمادة التي تقع عليه مدينة الغاط الحالية ؛ وعلى جانبي هذا الوادي نشأت مزارع النخيل والتي كانت وربما لا تزال مصدر دخل للسكان ويصب بهذا الوادي عدة روافد منها : الوسيعة والقويصرات والمربعة وأم برقى وغيرها ؛ وهذا الوادي غني بمناطقه الأثرية مثل ؛ منطقتي مغيران والسبيخة ؛ وعليه أنشأت وزارة الزراعة سدا لحفظ مياه السيول لتغذية المزارع ولزيادة مخزون المياه الجوفية ؛ ويعرف هذا الوادي أيضاً بوادي الباطن.
* 6- بلــدة الغاط القديمــة :
بين جبلين من جبال طويق ؛ وعلى الضفة الشرقية من وادي الغاط تقع بلدة الغاط القديمة ؛ وقد اتخذت هذه البلدة شكلاً طولياً فرضته العوامل الطبيعية (التضاريس) ؛ وقربها من الوادي. تبعد عن مدينة الغاط الحالية بنحو 3كم إلى الجنوب منها ؛ وتعد من أقدم المستوطنات البشرية في المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية ؛ قد تطرق الأستاذ أحمد بن علي الحميدان في مجلة المنهل العدد (144) لبلدة الغاط الـقديمة حيـث قال: (... فيها الكثير من الأبنية القديمة المتينة التي يتحدث أهلها أنها كانت في عهد بني العباس).... ؛ وهذه البلدة غنية بمعالمها الأثرية التي تدل على تاريخها الموغل في القدم ومن أشهر الأبنية القديمة في هذه البلدة قصر الأمارة، ومسجد العوشزه ؛ الذي يرجع تاريخ بنائه إلى منتصف القرن الماضي.
* 7 - قلعـة مغيــران :
قلعة تاريخية قديمة يرجع تاريخها _ كما يذكر بعض كبار السن في المنطقة إلى أكثر من أربعة قرون ؛ تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الغاط الحالية على بعد نحو3كم ؛ بالقرب من وادي أبا الصلابيخ ؛ لم يبق من هذه القلعة سوى شراذم بنيان تدل على عمران كان فزال ؛ وقد تطرق الأستاذ أحمد بن علي الحميدان لهذه القلعة في مجلة المنهل حيث قال : (... كثيرا ما يجد الأهالي فيها شيئا من النقود الفضية القديمة وقد وجد فيها سيف قد لعبت به الأرض وعندما صقله الحداد وجده صارما ؛ غيرأنه لم يجد ما يعمله به إلى أن جعله سكـاكين).
* 8- السبيخـة :
كانت إحدى المستوطنات التي سكنها أهالي الغاط في وقت مضى ؛ ويقال إن السكان انتقلوا من مغيران إليها ؛ ولا يعرف تاريخ محدد لسكناهم بها ؛ ويذكر بعض كبار السن أن تاريخها يرجع لأكثر من أربعة قرون ؛ وتقع على الضفة الشرقية لوادي الغاط محاذية لجبال طويق إلى الجنوب من بلدة الغاط القديمة على بعد نحو 3 كم منها ؛ ولم يبق منها سوى أبنيه قديمة أكل عليها الدهر وشرب. ومن الملاحظ أن هناك تغيراً مستمراً في مواضع المستوطنات التي سكنها أهالي الغاط ؛ وقد يعود ذلك للمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها المنطقة عبر العصور السالفة.
* 9 – القلتتيــن :
الأولى : تسمى (قلتة الرصفة) وتقع إلى الجنوب من الغاط على بعد حوالي 20 كم في أقصى وادي الغاط ؛ وتشبه عين مياه لا تنضب تغذيها المياه المتدفقة من التصدعات الموجودة في الصخور الرسوبية، وتزداد كمية المياه بعد سقوط الأمطار ؛ وتقل بانقطاعها. وبها بعض النخيل وكانت لا تزال مورد مياه للبادية كما أنها معلم سياحي بارز. الثانية : تسمى (قلتة حليفة) وتقع إلى الشمال الشرقي من الغاط القديم على بعد 4 كم وإلى الجنوب الشرقي من الغاط الحديث على بعد 5 كم تقريبا، ولا تختلف عن سابقتها إلا في كمية المياه، حيث يكاد ينضب ماؤها عند انقطاع سقوط الأمطار، ومياهها تغذي بعض أشجار النخيل التي قامت بجوارها. وبالقرب منها ؛ آثار لأرجل إنسان وهي عبارة عن تجويفات منحوتة في الصخور، لا يعرف شيء عن تاريخها.
* 10 - الزويليـة :
تقع إلى الجنوب الغربي من الغاط القديم على بعد حوالي 2كم ؛ وهي منطقة رملية على ضفاف وادي الغاط في الجهة الغربية منه، وعلى مقربة من وادي أم برقى ؛ وقد زادت شهرتها عندما استقبل بها أهالي الغاط الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في العقد الثالث من القرن الماضي ؛ كما كانت قديماً ؛ مكاناً لاستـقبال بعض الأمراء الذين زاروا الغاط ؛ وفيها بئر مياه عذب يسمى (القيعانية) ؛ كما كانت مورد ماء أساسي للسكان اندثر عبر الزمن وحفر بالقرب منها بئر ارتوازي لتوفير المياه.
* 11 - مقصـورة السهيــب :
كانت كما يذكر كبار السن في المنطقة جزءاً من الأسوار التي تحيط ببلدة الغاط القديمة ؛ اندثرت عبر الزمن، ولم يتبق منها سوى بقايا بنيان ؛ بنيت في زمن اختلال الأمن في ذلك الوقت حتى لا تداهم البلدة من الغزاة على غرة ؛ تقع هذه المقصورة إلى الغرب من البلدة القديمة ولا يعرف تاريخ محدد لبنائها.
* 12 - المرقــب :
وهو بناء دائري الشكل يعتلي جبال طويق يشرف على بلدة الغاط القديمة.من الجهة الشرقية ؛ بني هذا المرقب في زمن اختلال الأمن، وقل أن تخلوا البلدان القديمة في المملكة من هذه المراقيب ؛ ذكر لي بعض كبار السن أن تاريخ بنائه قديم ؛ وغير معروف تماماً ؛ إلا أنهم أجمعوا على إرجاعه إلى ما قبل القرن العاشر الهجري.
* 13 - قصـر الأمــارة :
يقع جنوب بلدة الغاط القديمة، بناه الأمير ناصر بن سعد السديري يرحمه الله ؛ قبل حوالي 90 عاما ؛ إبان توليه أمارة الغاط ؛ ويعتبر تحفة معمارية اتخذت من الطراز الإسلامي في فن العمارة أسلوباً في البناء ؛ وقد زار القصر بعض البعثات الإعلامية، منها بعثة التلفزيون الأسباني في عام 1413هـ ؛ كما زاره بعض السفراء ومنهم السفير الألماني.
وبما أن محافظة الغاط تزخر بهذا الكم من المعالم الأثرية التي تؤكد مكانتها التاريخية العريقة ؛ أجدها فرصة ثمينة عبر هذا الموقع ؛ أن أنوه إلى ضرورة الاهتمام بهذه الآثار ؛ ولاسيما أن النقوش والرسوم الثمودية ؛ تعرضت للتشويه والتزييف وتكاد تندثر ؛ بفعل أناس لا يدركون ماهية هذه الآثار وما تمثله من بعد حضاري وتاريخي ؛ ليس فقط لمحافظة الغاط بل والمملكة العربية السعودية قاطبة. كما تعرض بئر الحطيئة ؛ للردم والهدم بفعل عوامل التعريه من مياه السيول وغيرها ؛ ومن ثم يكاد يندثر.
وأرى أن مشروع وطني وحضاري يتمثل في صيانة وترميم هذه المواقع ؛ وحمايتها ؛ والتعريف بها ؛ وإصدار كتيبات ومنشورات وخرائط توضيحية لها ؛ وتصويرها وعرضها بقالب وثائقي ؛ يعد بادرة رائده وسبقاً هاماً ؛ لتبقى هذه المعالم شاهدة على البعد التاريخي والحضاري لمحافظتنا الغالية ؛ ومواقع سياحية مميزة لسكان المحافظة وزوارها..... فأمة لا ماض لها ربما لا مستقبل ينتظرها..
فالغاط تاريخ مجيد ومشرف .
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس