عرض مشاركة واحدة
قديم 07-13-2021, 05:52 AM
المشاركة 5020
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
2850

.... قَدْ يَضْرَطُ العَيْرُ وَالمِكْوَاةُ في النَّارِ ....


أول من قَال ذلك عُرْفُطة بن عَرْفَجة الهِزَّاني، وكان سيد بني
هِزَّان، وكان حُصَين بن نبيت العُكْلي سيد بني عُكْل، وكان كل
واحد منهما يغير على صاحبه، فإذا أسرت بنو عكل من بني
هِزَّان أسيرًا قتلوه، وإذا أسرت بنو هِزَّان منهم أسيرًا فَدَوْه، فقدم
راكب لبني هِزَّان عليهم فرأى ما يصنعون، فقال لبني هِزَّان‏:‏ لم
أر قومًا ذوي عَدَد وعُدَّة وجَلَد وثَرْوَة يلجئون إلى سيد لا ينقض
بهم وتْرًا، أرضيتم أن يَفْنَى قومُكم رغبةً في الدِّيةِ، والقومُ مثلكم
تؤلمهم الجِرَاح، ويَعضُّهم السلاح‏؟ فكيف تقتلون ويسلمون‏؟
ووبخهم توبيخًا عنيفًا، وأعلمهم أن قومًا من بنى عُكْل خرجوا
في طلب إبل لهم، فخرجوا إليهم فأصابوهم، فاستاقوا الإبل
وأسَرُوهم، فلما قدموا محلتهم قَالوا: هل لكم في اللِّقَاح، والأمة
الرَّدَاح، والفَرَس الوَقَاح‏؟‏ قَالوا‏:‏ لا، فضربوا أعناقهم، وبلغ عُكْلًا
الخبرُ، فساروا يريدون الغارة على بني هِزَّان، ونذرت بهم بنو
هِزَّان، فالتفوا فاقتتلوا قتالًا شديدًا حتى فَشَتْ فيهم الجراح،
وقتل رجل من بنى هِزَّان، وأُسِرَ رجلان من بني عُكْلٍ وانهزمت
عكل، وإن عرفطة قَال للأسيرين‏:‏ أيكما أفضل لأقتله بصاحبنا‏؟
وعسى أن يفادي الآخَر، فجعل كل واحد منهما يخبر أن صاحبه
أكرم منه، فأمر بقتلهما جميعًا، فقدِّمَ أحدُهما ليقتل، فجعل
الآخَر يَضْرَطُ، فَقَال عرفطة‏:‏ قد يضْرَطُ العَيْرُ والمكواة في النار،
فأرسلها مَثَلًا.
يضرب للرجل يخاف الأمر فيجزع قبل وقوعه فيه.
وقَال أبو عبيد‏:‏ إذا أعطى البخيل شيئًا مخافة ما هو أشد منه
قَالوا‏:‏ قد يَضْرَطُ العَيْرُ والمكواة في النار.
ويقَال‏:‏ إن أول من قَاله مُسَافر بن أبى عمرو بن أمية، وذلك
أنه كان يَهْوَى بنت عتبة، وكانت تهواه، فَقَالت له: إن أهلي
لا يزوجونني منك لأنك مُعَسِر، فلو قد وَفَدْتَ إلى بعض الملوك
لعلك تصيب مالا فتتزوجني، فرحل إلى الحِيرَة وافدًا على
النعمان، فبينما هو مُقيم عندهُ إذ قَدِم عليه قادم من مكة،
فسأله عن خبر أهل مكة بعده، فأخبره بأشياء وكان فيها أن
أبا سفيان تزوج هندا، فطُعِنَ مسافر من الغم، فأمر النعمان
أن يكوى، فأتاه الطبيب بمَكَاويه فجعلها في النار، ثم وضع
مكواة منها عليه وعِلْجٌ ‏من عُلُوج النعمان واقف، فلما رآه
يُكْوَى ضَرِط، فَقَال مسافر‏:‏ قد يَضْرَطُ العَيْرُ والمكواة في النار،
ويقَال‏:‏ إن الطبيب ضَرِطَ.