الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
07-05-2021, 06:18 AM
المشاركة
4911
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
رد: مَجْمعُ الأمثال
2819
.... أفْتَكُ مِنَ الجَحَّافِ ....
هو الجَحَّافُ بن حَكيم السُّلَمي.
ومن خبر فَتكه أن عُمَير بن الحُبَاب السُّلَمى كان ابن
عمه، فَنَهضَ في الفتنة التي كانت بالشأم بين قَيْس وكَلْب
بسبب الزُّبَيْرية والمَرْوَانية، فلقي في بعض تلك المُغاورات
خيلًا لبنى تغلب فقتلوه، فلما اجتمع الناسُ على عبد الملك
ابن مروان ووضَعَتْ تلك الحروبُ أوْزَارَها، دخل الجَحَّاف
على عبد الملك والأخطلُ عنده، فالتفَتَ إليه الأخطلُ فَقَال:
ألا سَائِلِ الجَحَّافَ هَلْ هُوَ ثائرٌ
لقَتْلَى أصِيبَتْ من سُلَيمٍ وَعَامِرِ
فَقَال الجحاف مُجيبًا له:
بَلَى سَوفَ أبكيهِمْ بِكُلِّ مُهَنَّدٍ
وأبْكَي عُمَيرًا بالرِّمَاحِ الخَواطِرِ
ثم قَال: يا ابن النصرانية ما ظننتك تجترىء عليَّ بمثل
هذا، ولو كنت مأسورا، فحُمَّ الأخطلُ فَرَقًا من الجَحَّاف،
فَقَال عبد الملك: لا تُرَعْ فإني جارُكَ منه، فَقَال الأخطل:
يا أمير المؤمنين هَبْكَ تُجِيرني منه في اليَقَظَة فكيف تجيرني
في النوم؟ فنهض الجَحَّاف من عند عبد الملك يَسْحَبُ
كساءه، فقال عبد الملك: إن في قفاه لَغَدْرَةً، ومرَّ الجَحَّاف
لِطِيَّتِهِ وجمع قومَه وأتى الرُّصَافة، ثم سار إلى بني تغلب،
فصادف في طريقة أربَعَمئة منهم، فقتلهم، ومضى إلى البِشْر
- وهو ماء لبني تغلب - فصادف عليه جمعًا من تغلب
فقتل منهم خمسمئة رجل، وتَعَدَّى الرجالَ إلى قتل النساء
والوِلْدَان، فيقَال: إن عجوزًا نادته فَقَالت: حربك الله يا جحاف!
أتقتلُ نساءً أعلاهن ثُدِيٌّ وأسفلُهن دُمِيٌّ، فانخزل ورجَع، فبلغ
الخبرُ الأخطلَ فدخل على عبد الملك وقَال:
لَقَدْ أوْقَعَ الجَحَّافُ بِالبِشْرِ وَقْعَةً
إلى الله مِنْها المُشْتَكَى وَالمُعَوَّلُ
فأهْدَرَ عبدُ الملك دم الجَحَّاف، فهربَ إلى الروم، فكان بها سبع
سنين، ومات عبدُ الملك وقام الوليدُ بن عبد الملك فاستؤمن
للحجاف فأمنه فرجع.
رد مع الإقتباس