الموضوع
:
تبلّد!
عرض مشاركة واحدة
06-01-2021, 08:17 PM
المشاركة
8
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 8
تاريخ الإنضمام :
Oct 2020
رقم العضوية :
16283
المشاركات:
6,128
رد: تبلّد!
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود
مخيف
أن تعتاد مشاهدة مستنقعات الدم في نشرات الأخبار
دون أن تثور معدتك وتشعر بالغثيان…
أن ترى رؤوسًا تُقطف وأجسادًا تُسحق
حديدًا وبارودًا ورصاصًا تختلط بالأعضاء البشرية الممزقة
دون أن تأخذك رِعدة ويقشعر جلدك!
أن ترى الموت يثرثر على الشاشة بلسان فصيح
دون أن يتحرّك فيك ساكن!
مخيف
أن تُشاهد أبرياءَ يُقتلون ولا يغتالك شعور القهر…
أن تُشاهد بيوتًا تُهدم ولا تسمع بداخلك دويّ تحطّم…
أن تشاهد أطفالًا يُشردون ولا تتسكّع في غُمّتك…
أن تُشاهد ثكالى ينتحبن ولا تتسعّر بغيرتك …
مخيف
أن تكون مصيبتك في إحساسك
وتتوقف عن كونك كائنًا حيّا ذا شعور…
مخيف
ألّا يُخيفك الوجه المخيف من العالم…
نعم أيتها النابغة الإنسانة
مخيفٌ حدَّ الرعب وحدّ استحالةِ التصديق
كيف نجحوا بلانهائيةِ المجازر في جعلِ البعض يعتادُ
وأي اعتيادٍ هو؟
هو موتُ مَنْ هم على قيدِ الحياة
فلا تلسعُهم نيرانٌ تلسعُ إخوتَهم
وهو مكسبٌ خُرافيٌّ لمُجرمي الحرب؛
فلن يثور عليهم ثائرٌ إذا اقترفوا المزيد
ولنْ يُدرِكَ المُتبلّدونَ
أن دورَهُمْ آتٍ آتٍ ولو بعد حين
فما أيسرَ أن يؤخذوا على غِرّة!
هي إذنْ حلقةٌ جهنميةٌ مُفرغةٌ تُحاكُ بشراسةٍ واقتدار
فلا يملك الأحرارُ المُخلصونَ إزاءها إلا البكاءَ والدعاء
دُمتِ مرهفةَ الإحساس عميقةَ الفكر
رد مع الإقتباس