الموضوع
:
سبارتاكوس المجالد الثائر
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
9
المشاهدات
3950
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 8
المشاركات
14,144
+
التقييم
8.78
تاريخ التسجيل
Dec 2020
الاقامة
المغرب
رقم العضوية
16516
05-01-2021, 11:56 AM
المشاركة
1
05-01-2021, 11:56 AM
المشاركة
1
Tweet
سبارتاكوس المجالد الثائر
سبارتاكوس المجالد الثائر
تختلف المصادر التارخية، والتي ينصح بالتعاطي مع أخبارها بحذر لكونها كتبت من طرف رومان، في أصل سبارتاكوس ونشأته، وإن كانت معظمها تذكر أنه تراقي من أصل بدوي من قبيلة مايدي جنوب شرق البلقان، خدم كجندي ضمن الفرق المساعدة في الجيش الروماني، قبل أن يهرب من الخدمة العسكرية، ويصبح قاطع طريق ( أو متمردا ضد الحكم الروماني كما يورد بعض المؤرخين)، ثم أسره الرومان وسيق إلى كابوا، حيث بيع كمجالد في مدرسة لودوس التابعة لنتولوس باتياتوس.
خطط وتمكن من الفرار مع مجموعة مكونة من سبعين عبدا. هزموا الجنود الذين أرسلوا لإيقافهم بعد ان تسلحوا والتحق بهم عبيد آخرون، ثم نهبوا المنطقة المحيطة بكابوا، وتحصنوا في جبل فيزوف.
بعثت روما فرقا عسكرية بقيادة غايوس كلاوديوس غلابر، الذي حاصر سبارتاكوس في موقعه على جبل فيزوف، ولكن هذا الأخير استطاع ان يخدعه و يهاجم المعسكر الروماني، ويبيد أغلب قواته. وأن يهزم أيضا حملة أخرى جندت لقمع تمرده.
وبسبب انتصاراته انضم إلى سبارتاكوس الكثير من العبيد والرعاة في المنطقة، حتى زاد عدد رجاله عن السبعين ألف بين عامي 73-72 قبل الميلاد، فاستولوا على البلدات التالية نوسيرا إنفيريوري ونولا وثوري وميتابونتو، لكن قوات رومانية استطاعت هزيمة جزء من قواتهم كانت بقيادة المجالد الغالي كريكسوس، وسعت بعد ذلك إلى الانقضاض على سبارتاكوس إلا أنه تمكن من سحقها.
كلف مجلس الشيوخ الروماني ماركوس لوسينيوس كراسوس وهو أغنى رجل في روما آنذاك، بإنهاء التمرد وتم تزويده بثمانية فرق، تضم حوالي أربعين ألف جندي روماني محنك، ومنح صلاحيات واسعة.
وفي أوائل 71 قبل الميلاد، حققت قوات كراسوس العديد من الانتصارات على قوات سبارتاكوس، مما اضطر هذا الأخير إلى الانسحاب بقواته لأقصى الجنوب إلى منطقة ريجيوم (ريجيو كالابريا) وذلك عبر منطقة لوكانيا ، فحوصروا وقطعت عنهم الامدادات.
رفض كراسوس محاولة سبارتاكوس التوصل لاتفاق، مما أدى إلى فرار جزء من قوات المتمردين نحو الجبال الواقعة غرب بيتيليا في بروتيوم. حيث قامت بعض فرق الجيش الروماني باللحاق بهم، والقبض على مجموعة منهم.
وفي عام 71 قبل الميلاد بإقليم سينتركيا الحالي، هزم سبارتاكوس وقتل في معركة أخيرة ضد كراسوس، إلا أن جثته لم يعثر عليها. أخمدت ثورته، وتم صلب حوالي ستة آلاف متمرد من الذين نجوا من المعركة، على الطريق بين روما وكابوا.
شكلت ثورة سبارتاكوس مصدر إلهام لعدد من الأعمال الفنية والأدبية، وضمنها أدباء عرب في أعمالهم، ولعل أشهرها قصيدة "كلمات سبارتاكوس الأخيرة" لأمل دنقل، والتي عارضتها الشاعرة ثريا نبوي بقصيدة رائعة بعنوان" لا تسأموا "، كما انتقلت حياة سبارتاكوس إلى شاشات السينما، فصورت في عدة أفلام شهيرة، ثم في مسلسل أمريكي ضخم من عدة أجزاء، تميز بتركيزه على حياة المجالدين، والمبالغة في مشاهد العنف وسفك الدماء.
رغم أن ثورة العبيد شكلت خطرا كبيرا على روما في عصر الجمهورية، فإنها حسب العديد من المؤرخين لم تكن حركة من أجل القضاء على العبودية، باعتبار أن الرق والاستعباد كان نظاما متقبلا في العصور القديمة، وإنما تمردا شارك فيه عبيد من مختلف القوميات و آلاف من سكان إيطاليا الفقراء.
رد مع الإقتباس