عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2010, 12:38 AM
المشاركة 56
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
هناك تطويّر في بعض المناهج كما أسلفت ، هذا التطور يبدو لي أنه أخذ من بعض الدول الأجنبية كما قيل لي ، ولم يراعى فيه المجتمع الذي سيتعلم . مناهج الصفوف الأولية صعبة جدا لاسيما أن الكثير من الأطفال لم يتلقى تعليم في البيت أو في التمهيدي مما يزيد المعاناة على المعلم ، أو الأسرة .
  • وأرى يادكتور محمد أن تكون هذه الدبلومات داخل الدوام المدرسي ودرجاتها تكون جزءا من الشهادة(نجاح ورسوب)، حتى تتخذ طابع الجدية والإلزام..أما رؤيتك بعمل دورات خارج الدوام المدرسي، فـ"لن يحضر أحد!!"..
في نظري تؤخذ الأمور بشكل تدريجي ، لا يمنع أن تكون دورات خارج الدوام ، وتمنح شهادات عليها . والالتزام بالحضور لتلك الدورات كما يحدث الآن في بعض المعاهد الخاصة . بعض المدارس الخاصة تبنت مثل هذا العمل ، وزاد طلابها ثقافة في ذلك . ولو كانت أثناء الدوام ستزيد من عدد الساعات في اليوم الواحد ، وهنا مشقة على المعلمين ، لكون ساعة واحدة قد لا تكفي في يوم مزدحم بالمواد الأخرى .
* - وجود معامل جادة لمقرر اللغة الإنجليزية، لتعليم الطلاب أساليب الاستماع والمحادثة وفق منهج معد لذلك، بدلا من السبورة والطبشور وجهاز تلقين متهالك، وبطريقة بدائية(ضع الكاست وشغّل وياغافل لك الله!!)...
اتفق معك في هذا الرأي ، وسبق أن ذكرت لك أنه أثناء زياراتي لبعض المناطق المجاورة يعنون بهذا ، وحتى المباني صممت ، وأخذ في الحسبان تلك المعامل ، والتمديدات الكهربائية ، وتصريف المياه للمختبرات الأخرى.
أعرف أن تلك الأساليب لم تعد تجدي في هذا العصر ، كان ينبغي على وزارة التربية والتعليم أن تأخذ في الحسبان عند تشييد مبان مدرسية . الطالب من حقه أن يبحث ويتجول في هذا العالم ليحصد المزيد من المعارف بدلا عن تلك الأساليب العقيمة والتلقين المميت .
*. - اعتماد مناهج اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية منذ الصف الأول، كتابة ومحادثة، وعدم الخوف من التطبيق لأن تجربة المدارس الخاصة تثبت نجاح التجربة متى ما أخلص المعلمون العمل لوجه الله..
نوافقك هذا الرأي أيضا لكن الوزارة قد تخشى تبعات مالية ، لكون هذا الأمر سيكلفها المزيد من معلمين ، وإعداد للمناهج ، ومعامل لا أظنه خوفا جراء التطبيق بالعكس الطالب الصغير شغوفا بتلك المادة، وقد رأيتهم أنا وسبق لي الحديث حول هذا الأمر ، بل كان ذلك الطفب يتحدث دون خجل ، مما زاده ثقة في نفسه ، وزاد من حماس أقرانه من الطلاب ( حدثني معلم اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الخاصة عندما سألته وقلت : هل الطلاب الذين شاركوا مميزون عن غيرهم فقال : لا والجميع يحبون المشاركة في الإذاعة المدرسية لذا فقد خصصت لكل مجموعة أسبوع ليتحدث أمام بقية الطلاب .)
*- تقليل عدد مقررات اللغة العربية والدين إلى مقررين لكل مرحلة، مع دمج الخط والإملاء والقراء والنحو في كتاب واحد لترابطها، بدلا من خمسة كتب أو أربعة لا يستفاد منها، وبذلك نستفيد من فائض الحصص في استحداث مقررات جديدة تواكب العصر.
تكلمنا عن هذا في محور سابق ، وقلت هناك مواد في اللغة العربية لا يمكن تجاهلها لربما نستطيع التخفيف أو حذف بعض المواضيع التي نرى عدم فائدتها ، ودمج البعض منها .
.* - إدخال مقررات جديدة في الميكانيكا والكهرباء على المرحلة الثانوية، حتى يتخرج لدينا طلاب مؤهلون لسوق العمل إذا ما لفظتهم الجامعات..
جميل هذا ، ورأينا كيف دولة فقيرة مثل الهند ، وكيف يتم التعامل مع بعض الطلاب الغير قادرين على ملاحقة زملائهم . وذكرت أيضا أننا بحاجة ماسة إلى شبابنا في كل المجالات بدلا من استقدام تلك العمالة من شرق أسيا، ولكن هل ترى أن شبابنا سيرضون بتلك الأعمال .؟ هنا المشكلة أخي نحن هنا نبحث عن الراحة والاسترخاء ، لربما على سيكون منا لكن على المدى البعيد ، ومع زيادة تكاليف المعيشة قد يكون هذا ، وصدقني لن يبني وطنك غير يدك . رغم شكري وتقديري لبعض العاملين هنا من أخواننا العرب ، والمسلمين ، لكن ابن بلدك أولى من غيره ،و لو رأيت كم من المليارات تحوّل إلى البلدان الأخرى كل عام ، وكانت لديّ إحصائية لهذا لكنها فُقدت مني ،و تقدر بالمليارات ،وأظنها تفوق الآن بكثير إذا كان كما ذُكر في الإحصاء السكاني الأخير عن عدد غير السعوديين .

· - إلغاء فصول الأقسام الشرعية من المدارس الثانوية، واستبدالها بمعامل أو ورش عمل أو استحداث أقسام فيما ذكرته في رقم(5)، فطلاب العلوم الشرعية هم من (حثالة) طلاب المدرسة و(الدشير) الذين هربوا من الأقسام العلمية، أو هي لفظتهم..
  • المشكلة أخي أن البعض من الطلاب ليست لديه القدرة على البقاء في الأقسام العلمية ، وهنا مشكلة أخرى فهم إما يُتركوّن للشارع ، ونزيد الطين بلة ، أو أننا نكلف أنفسنا ، ويتم فتح فصول للشرعي ، وأتفق معك قد تحدث منهم بعض المشاكل التي ،تربك العملية التربوية والتعليمية لتلك المدرسة ، وبالفعل الكثير يشكون ذلك ، ونحن هنا أمام معضلة أخرى ، وكان من المفترض أن تسن لهم لائحة خاصة بهم ليتم السيطرة عليهم، ولكن عملية الإلغاء أرى في ذلك صعوبة لكون المواد الشرعية البعض من مبدعٌ فيها ، ومن غير المعقول تجاهل تلك الرغبة ،وقتلها . لو تذكّرت حديثك عن بروز البعض من الطلاب في مادة بعينها فكيف يُحكم عليه لكون معدله أقل من المطلوب لكنّه في مادة معينة كان متميّزا عن غيره ، وأوردتَ مادة الحاسب مثالاً على ذلك ..
. *. - إعادة ما كان معمولا به سابقا من أقسام العلوم الإدارية، مع حذف وإضافة بعض المناهج عما كان سابقا

لا يستبعد أن تعاد تلك الأقسام الإدارية ، ولعلك تذكر ( المطوّرة ) تُركت ثم أعيدت في بعض المدارس ، وقد تعمم في المستقبل القريب لكني لا أعلم عمّا إذا كان ذلك سيكون في المستقبل القريب ، لكنها في رأيي في إعادتها خيرُ كما أوردت .
  • تخفيض عدد سنوات الدراسة في المرحلة الابتدائية من ست "كئيبة" من عمر الطالب إلى أربع سنوات مكثفة ومفيدة..ولا نريد عند اتخاذ قرار كهذا إجراء دراسات وبحوث تمتد لسنوات تضاف إلى سنوات الكآبة الأخرى عند اتخاذ أي قرار..
    فعلا - يا دكتور أنت والأستاذة ريم- : لماذا يدرس الطالب في التعليم العام اثني عشر عاما؟!!
    هل فكرنا في ذلك؟!
فكرتُك هذه معمولٌبها في الكثير من لبلدان العربية ، والمرحلة المتوسطة ( الإعدادي ) من خلال مناهجها تحتاج إلى مدارك أوسع ، ولاأظن التلميذ في سن العاشرة سيكون قادرٌ عليها ، وبقاؤه في المرحلة الابتدائية حتى يصل سنه 12 سنة مناسب جدا لتلك المرحلة ومقرراتها ، ودولتنا رعاها الله كما تعلم مترامية الأطراف ، ولم تكن المرحلة الإعدادية متوفرة قريبا من سكن الطالب لذا رأوا أن زيادة السن سنتين مناسب جدا ، حتى لو احتاج إلى السير مسافة كيلو مترات ، وقد كنا في تلك الحقبة نقطع أودية وجبال حتى نصل إلى مدرستنا ، ونحن نعد أنفسنا صغارا في حينه ، ويُخاف علينا الأمطار ، وحتى السباع ،فما بالك لو كان السن أصغر من هذا ، ولا زالت بعض الهجر والقرى تعاني تلك الظروف لكون بعض القرى لا تتوفر فيها مرحلتين ..
*- حذف كثير من الدروس المكررة في مقررات اللغة العربية منذ الرابع الابتدائي وحتى يتخرج الطالب في المرحلة الثانوية..

أنا في الحقيقة ضد كثرة المناهج ، وكثرة المواضيع الغير مفيدة ، وضد الإثقال على الطالب بمواضيع لا تفيد الطالب من قريب أو بعيد . من هنا يبان التخطيط لإعداد المنهج الإعداد المناسب ، وطبيعة المتعلم ، والمادة العلمية التي تدرس ، وكان على المخططين لتلك المناهج الأخذ في الحسبان تقليص تلك المقررات ، واختيار كل مفيد بدلا من إيجاد ما هب ودب بين تلك الكتب .
  • بعض المقررات يجب أن تدمج في مقررات قريبة منها وتناسب توجهها..والأمثلة كثيرة.
سبق أن تحدثت عن أهمية دمج بعض المقررات مع بعضها ، وتقليص عدد الساعات المقررة لتلك المواد ، واستغلال تلك الساعات في مواد أخرى مفيدة للطالب . في نظري أن الطالب سيكون في هذه الحالة أكثر تفاعلا ، وفهما للمادة العلمية. فطالب اليوم صبره أقل عمّا كان عليه بالأمس ، وكثرتها تجعله أكثر مللاً لتلك المناهج ، وما بداخلها ، والمشكلة أن بعض تلك المواضيع مكررة بمعنى أن الطالب سبق وأن عُرضتْ عليه أكثر من مرة .
ولو عدنا إلى مادة التربية الوطنية مثلا ما هو الجديد الذي رأيناه فيها ؟ معظمها مكررة ، اللهم إجراء بعض التغيير في الغلاف أو عناوين بعض المواضيع المطروحة . أيضا بعض المواضيع في مادة التاريخ والجغرافيا البعض منها سبق تعليمه ، عدى بعض الإسهاب في بعض مواضيعها ، وكذلك بقية المواد .
*- أرجو أن تكون لدينا الجرأة الكافية في عمل ورش لتعليم الطالب شرف المهنة، وكسر حاجز (العيب) و(العربي البطل) و(ابن القبيلة) وغيرها من مسميات تخلّفنا أمام الأمم..فما المانع من أن يخرج المعلم مع طلابه أثناء الدوام الحكومي إلى محطة بنزين وتكليف الطلاب بخدمة السيارات لمدة نصف ساعة..أو أن يصطحبهم إلى ورش الكهرباء والميكانيا..
قد يقول قائل: هناك معاهد مهنية.
نعم ! ولكن لماذا لا تتحول مراحل تعليمنا كلّها إلى معاهد مهنية؟!
أرجو أن نرى ذلك قريبا، وثقوا تماما بأنني على أتم الجاهزية والاستعداد أن أنزل إلى الشارع وأشارك شخصيا في خدمة السيارات، للسعودي (البطل) والمقيم (المسكين)..وللأسف هذه عقدتنا في بلد الرسالة وسبب من أسباب تأخرنا؛ بل و"تخلّفنا"..!!
أخي الكريم : ليس عيبا في خروج الطالب إلى الشارع ( الميدان ) لكن لماذا كل هذا التكلّف؟ بل قل : لماذا لا تفتح فصول مجاورة للفصول الدراسية؟ وبها بعض الحرف اللازمة . تلك الساعات التي وفّرت جراء تلك المواد تستغل لهذه الحرف ، حتى لا يتخرج من مدرسته الثانوية ، أو حتى الإعدادية إلا وقد أكتسب خبرة تفيده في المستقبل ، وحتى لو كان بعض أولياء الأمور يعانون من تلك النعرات ، أظنهم سيخضعون للأمر الواقع . لن يبقى الحال كما هو عليه الآن سيكون منا ( الكهربائي ـ الميكانيكي ـ النجار ـ السباكة ـ الحلاق ـ عامل في المطاعم ) وأبشرك أني رأيتهم هذا اليوم حيث كنت مصادفة مع زميل لي ، وكان جميع العاملين في ذلك المطعم أخوة ، وبصراحة قد منا لهم التشجيع والتأييد على ما قاموا به، وقد أخبرنا أحدهم بعدم تمكنهم من إكمال دراستهم ، وكان والدهم ثريّا ، وفتح لهم ذلك المطعم ، وسبق أن تكلمت عن الهند كيف تتعامل مع طلابها ، وغيرها من الدول المتقدمة . طلابنا أخي في خروجهم من المدرسة أذيّة لمعلمهم ، وحتى المارة ناهيك إذا كان المعلم لا يتميّز بشخصية مع طلابه .