عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
13

المشاهدات
6908
 
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني

عمر ابو غريبة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
468

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Jun 2010

الاقامة

رقم العضوية
9422
09-30-2010, 11:30 PM
المشاركة 1
09-30-2010, 11:30 PM
المشاركة 1
افتراضي بَينونَةٌ صُغْرَى
.
.








بينونة صغرى

شعر/ عمر أبو غريبة






فتقتَ جرحي فهلاّ كنتَ ترتقُهُ
وانفكّ بوحي فهلاّ عُدتَ توثِقُهُ

وكنتُ أقسمتُ خنقَ البوحِ في كبدي
فخـنتَ عهدي بأشعارٍ تمزّقـهُ

كم هـدّني جِنُّهُ حبساً بـقمقمِهِ
وأنت تـرصدني بـغْتاً وتطلقهُ

وكم حسبتُ حنايا القلبِ قد بردتْ
ونفخةٌ من هوىً تسري فتحرقُهُ

أيقظتَ فـيَّ شجونَ الفكرِ هاجسةً
بعقْبِ غـفـوتِه عادت تؤرقهُ

حططتُ عن كاهلي أوزارَه ورعاً
وجـئتَه بـقديـمِ الوزرِ تـوبقهُ

ومُحرِماً من ثيابِ الشِّعرِ منسلِخاً
فجـدَّ ثوبٌ لـه هيهات يُخلِقهُ

رميتُ بالجمراتِ الصُّم عبقرَه
كأنما الرجمُ يحيـيه ويَـخلُقهُ

أطلّ من كُوّةِ الأفكارِ يحفزها
ويبعث الحلمَ فينيقاً يـحلِّقهُ

يسري دماً بشراييني فيفجُرُها
ضاقت عليه وأعياها تدفّـقُـهُ

يحيي اليباب بقاعِ النفسِ هامدةً
ويسكبُ الماءَ بالأوهامِ يمذقُـهُ

كأنما هو ذا الدجالُ يفتنني
بجـنةٍ وأرى قلبي يصدقهُ

وفاغرٍ من سياطِ الجوعِ ثَمَّ فمـاً
وهو الذي من جبالِ الخبزِ يرزقهُ

يحيي أبيـدَ خيالٍ رُمَّ ميـتُهُ
بساحرِ النفخِ فـي رَوعي ويُنطقهُ

يرفُّ قلبي تبـيعاً ساقه دجلٌ
يسبي ولمّا يزلْ عـقلي يحقّقهُ

حتى إذا حطَّ فوق الأرضِ أجنحةً
بان السرابُ لصديانٍ فيصعقـهُ

وتلك حيتُـه من سـعيِها انـقلبتْ
حـبلاً تـلفُّ العُرى عنقي وتخنقهُ

وذلك الخبزُ في أيديه ذاب كـما
يذوب طَلٌّ إذا مـا الشمسُ ترمقهُ

وانماثَ ما زيَّن الدجالُ من كلِمٍ
وباطلُ الليلِ فجـرُ الحقِّ يزهقهُ

وكلُّ عَذبٍ سقاني منه في علَلٍ
فـجٌّ يعافُ فـمي منه فيبصقهُ

قد هـّني ناهجاً في كلِّ مـعمعةٍ
بمسعفٍ خلفَـه بالسلوِ يلحقـهُ

أكلما خاطراً شاقتك قـافـيةٌ
ركضتَ في إثرِها بالجُنحِ تخفقهُ

ما لي وللشعرِ قد طّلّقتُه ردَحاً
وفات عِـدّتَه قـاضٍ يوثّـقهُ

هجرتُ من أمدٍ هذا الطريقَ وها
أنت العشيةَ بـالأهواءِ تطرقهُ

وكنتُ أجمع في دَنٍّ صُبابتَـهُ
كسرتُ دَنّـي وجئتَ الآن تلصقهُ

هَرقتُ خمرتَه الصهباءَ عن شفتي
وها هو الآنَ يـغري بي تذوقهُ

يا شعرُ لو كان للألحانِ مستمعٌ
لكنما الـنايُ لا يـشجي ترقرقُهُ

سما رويـبضةٌ والدهرُ أسعدهُ
وشاعرُ الـقومِ أشقـاه تفيهقهُ

لو كان يحن سقطَ اللغوِ من هذَرٍ
لكنه حـائكٌ سحراً يـنمّـقهُ

فاكسرْ يراعَك ليس الدهرُ مكترثاً
وكاسـدٌ عنده أنى تسوِّقُـهُ