الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
04-24-2021, 01:12 PM
المشاركة
4240
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
رد: مَجْمعُ الأمثال
2731
.... أفْلَتَ فُلانٌ جُرَيْعَةَ الذَّقْنِ ....
أفلت: يكون لازمًا ويكون متعديًا، وهو هنا لازم، ونصب
"جريعة" على الحال، كأنه قَال: أفلت قاذفًا جريعة، وهو
تصغير جُرْعَة، وهي كناية عما بقي من روحه، يريد أن
نفسه صارت في فيه وقريبًا منه كقرب الجرعة من الذقن،
قَال الهُذَلي:
نَجَا سَالِمٌ والنَّفسُ مِنْهُ بِشِدِقِه
ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سَيْفٍ وَمِئْزَرَا
قَال يونس: أراد بجفن سيف ومئزر، وقَال الفراء نصبه على
الاستثناء، كما تقول: ذهب مال زيد وَحَشَمُه إلا سعدًا
وعبيدا، ويقولون: أفلت بجُرَيْعَةِ الذَّقن، وبجريعاء الذقن
وفي رواية أبي زيد "أفْلَتَني جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ" وأفلت على هذه
الرواية يجوز أن يكون متعدّيًا، ومعناه خلصني ونجاني،
ويجوز أن يكون لازمًا، ومعناه تخلص ونجا مني، وأراد
بأفْلَتَنِي أفلَتَ مني فحذف "من" وأوصل الفعل، كقول
امرئ القيس
وأفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيضًا
وَلَوْ أدْرَكْتُهُ صَفِرَ الِوطَابُ
أراد أَفْلَتَ منهن، أي من الخيل، وجريضا: حال من عِلْباء،
ثم قَال "ولو أدْرَكْنَه" أي الخيل لصَفِرَ وطابُه: أي لمات،
فهذا يدلُّ على أن "أفلتني" معناه أفلت مني، وصغر
"جُرَيْعَة" تصغير تحقير وتقليل؛ لأن الجُرْعَةَ في الأصل اسمٌ
للقليل مما يُتَجَرَّع كالحُسْوَة والغُرْفَة والقُدْحَة وأشباهها،
ومنه "نوق مجاريع" أي قليلات اللبن، ونصب جريعة على
الحال، وأضافها إلى الذقن، لأن حركة الذقن تدل على قرب
زهوق الروح، والتقدير: أفْلَتَني مُشْرِفًا على الهلاك، ويجوز
أن يكون جريعة بدلًا من الضمير في أفْلَتَني، أي أفلت
جريعَةَ ذقني، يعني باقي روحي، وتكون الألف واللام في
"الذقن" بدلًا من الإضافة كقول الله عز وجل (ونَهَى النَّفْس
عَن الهَوَى) أي عن هواها، وكقول الشاعر:
* وآنُفُنَا بين اللِّحَى وَالحواجب *
ومن روى "بجريعة الذقن" فمعناه خَلَّصني مع جُرَيَعْة كما
يُقَال: اشترى الدار بآلاتها، مع آلاتها.
رد مع الإقتباس