الموضوع: آية وتفسير ~
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2010, 09:32 PM
المشاركة 56
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

وقال الطبراني: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا علي بن المديني، حدثنا ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور، عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة، عادت مكانها أخرى " وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأكل أهل الجنة ويشربون، ولا يتمخطون ولا يتغوطون، ولا يبولون، طعامهم جشاء كريح المسك، ويلهمون التسبيح والتقديس كما يلهمون النفس " رواه مسلم، وروى الإمام أحمد والنسائي من حديث الأعمش عن تمام بن عقبة، سمعت زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ قال: " نعم، والذي نفس محمد بيده إن الرجل منهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة " قال: إن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، وليس في الجنة أذى؟ قال: " تكون حاجة أحدهم رشحاً يفيض من جلودهم كريح المسك، فيضمر بطنه " رواه الإمام أحمد والنسائي.

وقال الحسن بن عرفة: حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك لتنظر إلى الطير في الجنة، فيخر بين يديك مشوياً " وجاء في بعض الأحاديث: أنه إذا فرغ منه، عاد طائراً كما كان بإذن الله تعالى، وقد قال الله تعالى:
{ وَفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ }
[الواقعة:32-33]، وقال:
{ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـٰلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً }
[الإنسان: 14] وكذلك ظلها لا يزول ولا يقلص، كما قال تعالى:
{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً }
[النساء: 57].

وقد تقدم في الصحيحين من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجنة شجرة يسير الراكب المجد الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها " ثم قرأ: { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } وكثيراً ما يقرن الله تعالى بين صفة الجنة وصفة النار؛ ليرغب في الجنة، ويحذر من النار، ولهذا لما ذكر صفة الجنة بما ذكر، قال بعده: { تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَـٰفِرِينَ ٱلنَّارُ }. كما قال تعالى:
{ لاَ يَسْتَوِىۤ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ }
[الحشر: 20]. وقال بلال بن سعد خطيب دمشق في بعض خطبه: عباد الله هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئاً من عبادتكم تُقُبلت منكم، أو أن شيئاً من خطاياكم غفرت لكم؟
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ }
[المؤمنون: 115]، والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا، لاستقللتم كلكم ما افترض عليكم، أو ترغبون في طاعة الله لتعجيل دنياكم، ولا تنافسون في جنة { أُكُلُهَا دَآئِمٌ } رواه ابن أبي حاتم.





انتهى ~

~ ويبقى الأمل ...