الموضوع: أبيقور المظلوم
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2021, 04:48 PM
المشاركة 2
حسن زكريا اليوسف
شاعر وأديب عربي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: أبيقور المظلوم
اليوم المزاج عال العال نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وأبيقور يستحق الجلوس على إحدى شواطئ مدينة نيس الفرنسية و الكتابة عنه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ولكي لاتذهب بعيداً عزيزي القارئ، أقول لك باختصار مخل، غير ممل أن أبيقور فيلسوف يوناني أراد أن يختصر الدوافع التي تحرك الإنسان في كلمتين هما : اللذة والألم…نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ففي رأي هذا الفيلسوف أن الإنسان ، أي إنسان، إنما هدفه الوحيد في الحياة أن يحصل على اللذة ويتجنب الألم…
ولكي لاتظلمني ولا تظلم أبيقور…
أرجوك ألا تفهم اللذة بالمعنى السطحي أو العامي الشائع لها في زماننا…نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إلا أن تكون من قراء الإعلانات وتعرف أن البيبسي لذيذ، وأن الفاكهة كذلك ألذ ، ألذ، ألذ …
كل ما أراده الرجل أن الكائن الحي في طبيعته يتجنب الألم، ويحاول أن يحقق لنفسه لنقل: الراحة والرضا والسعادة وقد اختصر هذه المعاني في كلمة ( اللذة) …
أما علاقتي الخاصة - بعد أن خنتُ حبي الأول الجاحظ - بأبيقور وفلسفته فكانت حين بدأت أقرأ وبكثرة عن الشاعر " علي محمود طه"
ودون أن أسيء الظن بذاكرتك، فإنني أذكرك مجرد تذكير بأنه مؤلف قصيدة "فلسطين" و " الجندول" اللتين غناهما محمد عبد الوهاب الذي بدأ مطرب الملوك وانتهى مطرب الأجيال…
أما شعر علي محمود طه فإنه شعر اللذة والسعادة والجمال والترف…
لكن لا أدري لماذا يهرب النقاد من استخدام هذه الكلمات، وكأنها تدخل في باب الصور العارية التي تُباع سرا في الميادين، وعند شبابيك السينما، فيحرص على هجرها مكتفياً بوصف " علي محمود طه" في شعره أنه شاعر " أبيقوري"

ألا ترى عزيزي القارئ أن " أبيقور" فيلسوف مظلوم وراح " وطي" ؟!!!نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ياسمين الفرح
مسا النور
( أول شي كتير حلو انه المزاج عال العال هههه )
بالطبع أبيقور يستحق هذه الجلسة الوادعة الرائقة على شاطئ ٍ حنون، ترفل به مدينة نيس الفرنسية، ويستحق التأمُّل والإبحار معه في رحلة فلسفية إنسانية كلما طالت أينعت لذتها
نعم لذتها
وهنا نتحدث عن اللذة بمفهومها ( الأبيقوري ) وبُعدها الأقصى والأسمى؛ فهي إدراك الغاية وما تصبو إليه النفس البشرية بفطرتها وطبيعتها من جني ثمار الرضا والسعادة والراحة والسكينة والانتشاء بالتربُّع على عرش الفرح ؛ وليس ذلك المفهوم البليد القاصر و الرخيص لـ ( اللذة )، المتداول في زمننا وهو اللذة المادية، وبالأخص الشهوة الجنسية المحضة. مع أنها من فروع اللذة ولا ننكر ذلك. ولكنها فرع من شجرة هي الأصل وهي حُبلى بثمر اللذة بما تطيب به النفس وتقر به الروح، ومع ذلك فإن لذة الشهوة تلك لا تكون ( لذة ) إلا عندما تكون ثمرة عناق شعوري وإحساس دافق يرتقي لعليائها.
ومن يفهم اللذة بمفهوم سطحي ومادي بحت فهو يراها بمنظار أصحاب الملذات الخاطفة، ذات الاشتعال السريع والانطفاء السريع
وهذا يذكرني بأولئك السارقين الذين كانوا يظهرون ببرنامج ( الشرطة في خدمة الشعب ) على القناة السورية الأولى منذ زمن.
( يعني هدول الحرامية والسارقين كان يجري معهم المذيع علاء الدين الأيوبي ــ الله يرحمه ــ لقاء ببرنامج " الشرطة في خدمة الشعب" ، ويسألهم عن المصاري والدهب المسروقات وين راحوا فيها، فكان جواب كل اللي يلتقيهم من هالنماذج هو جواب واحد تقريباً " على الملذات سيدي " هههه ، " يعني قصدهم عبيوت الدعارة والخمارات" هيك أنا عبشرح المفردات لتكون أوضح ههه ).
فمن يفهم اللذة والملذة على هذا النحو هو أبعد ما يكون عن أبيقور وفلسفته ومفهومه لـ اللذة بمعناها الأرقى والأشمل والأنبل كما ذكرنا.
ذاك هو الجناح الأول الذي تحلِّق به النفس البشرية كما يراها أبيقور ( اللذة ) بالمفهوم الذي ذكرته والسعي لإدراكها حيثما وجدت ـ وأنا معه في ذلك ـ أما الجناح الآخر فهو اتقاء الألم ودفعه قبل أن ينال مبتغاه.
نعم هكذا النفس البشرية، أهم ما يحركها هذان الدافعان، نيل اللذة، ودفع الألم
فنيلُ تلك ودفعُ ذاك يعدِل ميزان النفس البشرية ويحلِّق بها إلى فضاء المبتغى من الصفاء والسكينة
وأبيقور بفلسفته هذه ـــ التي قمت ِ ياسمينة المنابر بتبسيطها بأسلوب جميل واختصار غير مخلّ ــــ يستحق التصفيق بحرارة لأنه أدرك كُنه الطبيعة البشرية وفطرتها وما هي مجبولة عليه من رضا وخشية
وبهذا المعنى نعم وبحق فإنَّ شعر الشاعر " علي محمود طه" شعر اللذة والسعادة والجمال والترف ، وهي معان ٍ سامية لا تنتقص لا من الناقد ولا الموصوف، لكن الهروب من الجمال أمرٌ مخز ٍ وخصوصاً ممن يُصنَّفون على أنهم نُقَّاد، والناقد أول ما يجب عليه إبرازه وتسليط الضوء عليه هو الجمال بكل تجلياته.
نعم يا كل الألق، أبيقور مظلوم لأنه لم يُفهَم كما فَهِم، أو ربما شاؤوا ألا يفهموه وأن يتجاهلوا عمداً حقيقةً بيّنها وأوضحها بجلاء
فهو لم يُعطَ حقه كما يليق به
مقال وإضاءة في غاية الأهمية
سلمت أناملك الورد ياسمين الألق
مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

قناتي على يوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCjD...VUEJrfj86v0h-Q
فيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100060987426703
إنستغرام hasan_zakaria_alyousef