الموضوع
:
رحلة من العمر
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
7
المشاهدات
1773
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
378
+
التقييم
0.10
تاريخ التسجيل
Jun 2015
الاقامة
رقم العضوية
13953
03-22-2021, 10:02 AM
المشاركة
1
03-22-2021, 10:02 AM
المشاركة
1
Tweet
رحلة من العمر
اعتدال الطقس في شهر فبراير ذكر مطر بتلك البلاد البعيدة عن موطنه، فالتفت إلى زوجته وأطفاله والذين كانوا جلوساً بالقرب منه وقال: ما دامت كورونا جاثية على صدورنا ما رأيكم في رحلة إلى أرض الأجداد؟
صرخ أبناؤه فرحين مؤيدين، وقالت زوجته ساخرة: ماذا ؟! الديرة ؟! نقطع 700 كم لنقف على الأطلال ؟!
أحاط بها أبناؤها، وأخذوا يتوسلون، حاولت الأم التهرب قائلةً: وماذا عن الدراسة؟
فأجابوا مسرعين: الدراسة عن بعد ...
نظرة الى عيونهم فشعرت بالعجز واستسلمت فسالت زوجها: متى؟
ما رأيُكِ غداً صباحاً؟
ما هو المطلوب مني عمله؟
لا شيء سوى حافظه للقهوة واخرى للشاي، 700 كم على الخط السريع يعني خمس ساعات ونحن في الديرة ..
وهم في الطريق توقف في أحد المحطات وطلب من ابنه البكر ذي العشرة أعوام مستلزمات الرحلة، وعندما وصل مفرق الطرق خرج عن الخط السريع وسلك الخط الترابي الذي يقوده إلى قريته، وبعد أن قطع 5 كم استفاق على اهتزاز العربة وصوت ضوضاء إلى الجهة اليمنى للمركبة، توقف وخرج من سيارته فاكتشف أن الإطار الخلفي قد تمزق، فأخذ يبحث عن طقم إصلاح الكفرات لربع ساعة، فقالت زوجته: ألا تعرف مكانه؟ فقال: وهل عملت بنشري من قبل !!
نزل الجميع من السيارة وأخذوا بالبحث، وبعد مضي نصف ساعة اكتشفوا موقعها ..
أخذ ساعة لنزع الكفر من مكانه، ورمى به جانباً، واتجه إلى الإطار الاحتياطي فلم يجده ... لقد نساه عند البنشري، طأطأ رأسه وفتح باب سيارته وصوب عيناه إلى الفراغ، ثم طلب من زوجته ماءً، نظرت الزوجة تحت قدميها في الخلف فلم تجد شيء، فسألت ابنها فقال متلعثماً: لا يوجد، لقد أحضرت خمس قوارير ، واحدة لهالة وواحدة لي وأخرى لأحمد ولك واحدة وأخرى لأبي ...
وعندما سمع الأب ذلك أخذ يضرب قدميه الأرض ويشد شعر رأسه وهو يصرخ في وجه ابنه: أيه الأحمق خمسٌ ونحن في سفر ؟!
فانفجرت زوجته قائلة: لا تشتت أفكارك بالصراخ، هذه هي فكرتك، يكفي خطئاً واحداً لهلاكنا جميعاً، اطلب المساعدة ...
نظر إليها بغضب، وابتعد عن السيارة لعدد من الأمتار، نظر إلى جواله " لا توجد شبكة ...
فأخذ يحوم حول السيارة وتساؤلات كثيرة تدور في فكره وهو ينظر إلى الشمس في كبد السماء، تسللت ابتسامة، وأخذ يتمتم: ديرة .. أرض الأجداد ماهذه الحماقة !
ظل يدور في مكانه منتظراً من يسعفه من الظهيرة حتى اقترب المساء، عندها اتخذ قراراً وهو تركيب الإطار الممزق ومتابعة طريقه بثلاثة إطارات، وأدار المحرك ...
تحركت المركبة فقط لمسافة ثلاثمائة متر ثم سمع صوت تسرب الهواء ...
إنه الإطار الآخر، فتوقف وخرج من المركبة واخذ ينظر الى الإطار لدقائق وهو يكاد يجن، ثم صعد السيارة ونظر لزوجته لثوانٍ، واسند رأسه على الكرسي ...
فجأة سمع صوت محرك مركبة، فالتفت إلى مصدر الصوت فرأى مركبة تخرج من بين الكثبان، فخرج مسرعاً من سيارته وأخذ يُلوِّحُ لها، تهلل وجهه عندما اتجهت إليه ...
كانت سيارة ( ونيت غمارة ) تحمل في حوضها أغناماً ، يقودها رجل تجاوز السبعين من عمره ، توقف بجانبه وقال مازحاً بعد معاينة : ما شاء الله أنت مبروك ! إطاران مرة واحدة ؟! وخرج من سيارته حاملاً معه رافعة متطورة، وشنطة طقم إصلاح إطارات "رقعة " ووضعها بجانب السيارة وأخذ يتفحص الإطارات، ثم قال لمطر: أخرج الاطار الاحتياطي ..
فقال مطر بخجل: لا يوجد ...
نظر الرجل الى مطر ثم سالة: أخبرني من أين أتيت؟ وإلى أين أنت ذاهب؟
وبمجرد أخبره مطر نظر اليه الرجل طويلا ثم انحنى وحمل عدته واتجه الى سيارته .. فسمع زوجة مطر تقول: اسأله إن كان معه ماء .. الأولاد عطشى ...
فلتفت الرجل اليها وصرخ بغضب يوجد ماء! نعم يوجد ماء
وضع العدة في السيارة ثم التفت الى مطر وقال اصعدوا السيارة لآخذكم للقرية ...
وعندما حاول مطر الصعود هو وزوجته في الغمارة اعترضه الرجل وقال: دع الأطفال يركبون معي فركوبهم في الحوض مخاطرة ...
فقال مطر متعجباً: وأين نركب نحن ؟!
في الحوض ؟!
مع الأغنام ؟!
فقال الرجل بضجر: نعم في الحوض مع الأغنام، فأنا لا أرى الفرق الذي تراه !!!
رد مع الإقتباس