الموضوع: الحب والوجود
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
1550
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.43

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
03-15-2021, 12:25 AM
المشاركة 1
03-15-2021, 12:25 AM
المشاركة 1
افتراضي الحب والوجود
الحُب
ليس بالضرورة أن يكون رجُلاً مُتيّماً بأُنثى أو العكس

الحُب
قد يكون دعاء أُم في جوف الليل، الحُب قد يكون أخاً يحتضنك لو أنكرك الجميع،
الحُب قد يكون كتف صديق تستند عليه متى ما دكّت الحياة حواجزك.
أعجبني رد أمّي ناريمان في موضوع على أبواب المدائن
أحببت أن أفتح هنا موضوعاً خاصاً وأتناول موضوع الحب من عدة جوانب

كل شيء ربما يصلح للتساؤل إلا الحب، فإنه الذي يستعصي على كل الأسئلة، لذلك فالحب يخلو من أدوات السؤال والاستفهام، وليس فيه حتى
" كان" أو "كيف" وهو بعيد عن إرادة الإنسان، لذلك فإن الحب خروج عن المألوف ولكن المؤكد أنه أرقى المشاعر لأنه المحرك الأساسي لكل القيم النبيلة، فليس هناك نصيحة إلا وراءها الحب، وليس هناك شجاعة بغير حب، فكل شيء بالحب جميل والجمال نفسه يزداد تألقاً وإبهاراً.
والإنسان إذا أحب حبا صادقا ينفجر قلبه بحب الله ومخلوقاته والوطن والأشياء والأشخاص، فهل يكفي أن يوجد الإنسان في الدنيا ليقول : أنا موجود؟ نحن نعرف أن كثيراً من الناس يشعرون بأنهم غير موجودين، وتفسيرنا لهذا الشعور أنه لا يكفي أن يشعر الإنسان بأنه موجود بكيانه المادي، إنما يجب أن يشعر بأن الناس يدركون أنه موجود، فالإنسان يتعسه التجاهل ويسعده التناغم مع المجتمع ، وكلما شعر الإنسان بأهميته ازداد شعوره بوجوده، وهناك كثيرون ممن يشعرون بالأهمية سواء في مجالات الثقافة أو العلوم أو الرياضة أو الفن.
لكن أعظم مشاعر الإنسان بالوجود تكمن في الحب، أن يكون محباً وأن يكون محبوباً، ذلك لو أحبّنا أحد دون أن نحبه لشعرنا بمرارة انعدام الإحساس أو الشعور بالحب، لكن أن تكون موضوعاً لحب متكامل فتلك قمة الإحساس بالوجود.
إن الحب كلمة تتكون من حرفين "ح" و"ب" وتجربة الحب لابد لها من شخصين ، وإذا كان حرف "ح" وحده أو "ب" وحده بلا معنى لأيهما فإن الحب من طرف واحد يمثل عذاباً شديد الوطأة ، لأن الإنسان يشعر حينئذ بأنه منشطر إلى نصفين، يعيش في ضراعة وتوسل بأن يهديه الله إلى نصفه الآخر أو يهدي نصفه الآخر إليه ليكتمل كيانه ويشعر بوجوده، أحد يهتم به أو يهتم هو بأحد، ليكون الاهتمام المتبادل متلاحماً شعورياً وحسيّاً تبدأ من شرارة الوجود.
إن الإحساس بالوحدة من الممكن أن يحدث بين الناس، فالوحدة ليست وحدة جسدية إنما هي وحدة عقلية روحية قلبية في المقام الأول، من الممكن أن تكون وسط جمع غفير من الناس لكنك تشعر بوحدة قاتلة إذا كان القلب يئن تحت وطأة الهجر أو الشوق إلى الحبيب، فالحب إذن هو معيار الإحساس بالوجود والشعور بالكينونة، لأن الدنيا لا نحس فيها من جمال إلا إذا كان الحب متبادلاً.



التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 04-04-2021 الساعة 08:11 AM