عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2010, 11:14 PM
المشاركة 10
حسن زكريا اليوسف
شاعر وأديب عربي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساؤك الشهد والورد يا ريـم الألق

أيتها المترفة إبداعـا ً

هذا نص في غـااااااية الروعة

آثرت ألا أعـقـِّب عـليه على عُـجالة

بل أقول فيه تعـليقي المدندن عـلى وتر فتوني وسحري به كالتالي :

هكذا وبمباغـتة تبعـث فينا الدهشة بدأت ريم حكاية حلمها بصيغة الأمر التي تجذب النظر والسمع وتلزم بالانتباه للأهمية ( دعـني ) ، ومتى ( الليلة ) هكذا تضعنا في الحيز الزماني الذي على شواطئه رفعـت أشرعـة الحكاية . الليلة تشرع في حياكة حلمها ومعلوم أن الحياكة في الليل مهارة فائقة تستدعي وتتطلب توقدا ً في الحرفية وصفاء ً في الذهن وحرصا ً على الإتقان ، تفصيل الحلم صورة بكر عـذراء في غاية الروعة ، وأي حلم ذاك ؟! حلم تجاوزت قامته حـدود المنطق وتـفـلــّت َ من سطوة العـقـل سارحا ً في هلاميات الجنون ، وللقاء بعـد فرقة وغـياب مرارته وندوبه المصلوبة على جدار الروح ساهرة على الدوام لا تغـفو أجفانها ليل نهار ، تلك الندوب ـــ وبصورة عـذراء أخرى فاقعة الجمال ــ تقرؤها ريم وتتصفح طياتها وتتحسس كل سطورها بقراءة متأنية إذ تعتبرها وثائق ومعالم تاريخية وإرثا ً أصيلا ً تأبى محوه واجتثاثه ، وحقا ً إن قيمة الذهـب تتجلى بتعـميده في عـين النار انصهارا ً حتى الطهارة والنقاء الخالص الذي لا يترك لكل فنان إلا الانصياع لجاذبيته وفتونه ، وبتشويق عـذب ومحترف تأخذ ريم بنواصي السمع والانتباه والإصغاء ( دعـني أخبرك ) وأي خبر ؟! تخبره خبرا ً ما هو بالنافلة وإنما هو الفريضة التي أداؤها واجب وتركها جناية إن لم نقل أكثر من ذلك ، تحكي له قصصا ً كتلك التي ترنمت بها شهرزاد في لياليها الألف ولكن ريم زادتها ثمانية ليال ٍ أخـَـر صاغـتها وغـزلتها من أحلامها ، فلماذا الثمانية ليال ٍ تحديدا ً ؟! أتراها كأبواب الجنة ثمانية تشرعها له ليدخل فردوس أحلامها وجنان نعـيمها من أي باب شاء وارتأى . وفي لفتة بارعـة تعـيدنا ريم إلى الأوديسة وبنقلة مشهدية متكاملة فتستحضر بينلوبي وهي مُـنكبّة عـلى غـزل نسيج والاشتياق وبذات اللهفة والعـناية والإتقان تغـزل ريم كلماتها ، وحقيقة ما عـدت أدري أيه المشهدين أحرى بالتشبّه بالآخر ، ثم ما تلبث أن تتحول إلى قابلة وصورة القابلة قرينة الحياة والولادة فهاهي تقطع حبل السر الواصل بين الحكاية ورحم القطيعـة وبهذه الولادة البداية تطوي دروبا ً طالت قاماتها وتعـلن صرخة وولادة سـفـر مشرق المحيا ورؤاه تتخطى الأفق . وتدأب ريم في براعـة مترفة على توظيف الزمن واللون والصوت والحركة في النص بحيث تخلق ( ديناميكية) وحيوية تضمن بها تفاعـل المتلقي وتأسر ذائقته فيتمنى الخلود في نعـيم حكاية حلمها المتمرد على المكان والذي لا يرتديه الوقـت فللقاء شهقة أولى واللقاء يفر وينسل ُّ من قبضة الحظ السيء فيبقى طاهرا ً ونظيفا ً لا يمرّغ أو يلطخ صفاءه ونقاءه لون ســواد ولا رماد ، تلك اللحظات بقيت خالدة بعـد هروبها من مقصلة الألم ( صورة في منتهى الشاعـرية ) وذاك هروب ليس هروب الطائش الهائم بلا أفق بل هو هروب المتيقن من الحضن الدافىء والملاذ الآمن فالمستقر هـو كـف القلب وعـلى خصوبة تلك الكف تكبر شجرة اللحظات الهاربة لتزهر وتعـطر الكون كل مساء ، فعـلى شاطىء البداية كنا مع ( الليلة ) وعلى مشارف شاطىء النهاية ( مساء ) ترسخ ريم انطباعـنا بأن الليل والمساء له نكهـته الخاصة لديها فـفي فـنائه تحيط حلمها الجنوني وفي الليل والمساء تعـبق شجرة لحظاتها الهاربة ويفوح شذاها ليثمل أنفاس الأمـداء ، تلك اللحظات ماثلة على جدار الوقت متخذة لنفسها مـدائن َ أثرية تستعـصي على حـت وتعـرية الزمن في سيله الجارف ( وهذه صورة تشع دهـشة ) وهي على يقين أنها كلما قرأت سطور تلك اللحظات والنتوءات المصلوبة على جدار الروح أنها قصداً أو عـن غـير قـصـد ستعـثر لا محالة على حروف اسمه ، وتلك قراءة مستمرة ومتواصلة ( كل ثانية ) لا يقطع وصلها أو يشغـله وقت ولا هـم .
لا يسعـني في الختام إلا أن أقول :

هذا نص محكوم الحياكة ودقيق الصنعـة لا يتأتى إلا لفنانة تحسن التطريز بالكلمات

مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

قناتي على يوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCjD...VUEJrfj86v0h-Q
فيس بوك https://www.facebook.com/profile.php?id=100060987426703
إنستغرام hasan_zakaria_alyousef