الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2021, 11:16 PM
المشاركة 3243
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كشكول منابر
[color="navy"]لا تكونوا كــ "سلطان الأباريق"

يُحكى أنّ رجلاً كانت وظيفته ومسؤوليته هي الإشراف على الأباريق لحمَّام عمومي والتأكُّد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق لدخول الحمام، ثم يُرجِع الإبريق بعد أن ينتهي من الحمّام إلى صاحبنا، الذي يقوم بإعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.
في إحدى المرات جاء شخص وكان مستعجلاً فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة اليه فرجع الرجل على مضض،
وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى سريعاً لدخول الحمّام ، وحين عاد لكي يُسلّم الإبريق سأل #مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق؟
فقال مسؤول الأباريق بتعجب: إذن ما عملي هنا؟
إنّ مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا ولا تحتاج إلى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق

🔸إن سلطان الأباريق موجود بيننا وتجده أحياناً في الوزارات أو في المؤسسات أو في الجامعات أو المدارس أو في المطارات، بل لعلك تجده في كل مكان تحتَكُّ فيه مع الناس!
🔸ألم يحدث معك، وأنت تقوم بإنهاء معاملة تخُصّك، أن تتعطل معاملتك لا لسبب إلا لأنك واجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال بعد ساعتين،
ثم يضعها على الرف وأنت تنظر، مع أنها لا تحتاج إلا لمراجعة سريعة منه
ثم يُحيلك إلى الشخص الآخر، ولكن كيف يشعر بأهميته إلا إذا تكدّست عنده المعاملات وتجمَّع حوله المراجعون.. إنه سلطان الأباريق يُبعَث من جديد!
🔸إنها عقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص بالقوة والتحكم بخلق الله!
إن ثقافة سلطان الأباريق تنسحب أيضاً على المدراء والوكلاء والوزراء..
تجدها في مبادئهم حيث إنهم يؤمنون بالتجهم والشدة وتعقيد الأمور ومركزيتها
لكي يوهموك بأنهم مهمُّون، وما علموا أن أهميتهم تنبع من كراسيهم أكثر من ذواتهم!!
ولقد جاء في الحديث الشريف
(اللهُمَّ من رفقَ بأمّتي فارفق به ومن شقّ على أمّتي فشقَّ عليه) ،
ولكنك تستغرب من ميل الناس إلى الشدة وإلى التضييق على عباد الله في كل صغيرة وكبيرة،
ولا نُفكِّر بالرفق أو اللين أو خفض الجناح، بل نعتبرها من شِيَم الضعفاء!
إنها دعوة لتبسيط الأمور لا تعقيدها ولتسهيل الإجراءات لا تشديدها وللرفق بالناس لا أن نشق عليهم، ولكم نحن بحاجة للتخلص من عقلية سلطان الأباريق
(وما أكثرهم في هذا الزمان)
[/color]