كَـانَـا
.
.
.
كانا لصيقينِ جدَّ الحُبُّ فالتصقا
لم يَتركا في حُميَّا المُلتقى رَمَقا
تَنازفاهُ جَوًى راحًا وقافيةً
وأَسلماهُ جنونَ الريحِ مُعْتَنَقا
وأَغفيا بُرهةً حتى إذا حَسِبا
دهرًا نأى بِهما في ودِّهِ صدقا
مرَّتْ يداهُ على خدَّيهِما صَفَعتْ
يا طالما الْتَثما يا طالما اعْتَنقا
ماذا عليهِ وفي سِردابِ غفْلَتِهِ
تغفو الدّواهي أَيشْقى فيهِما رَهَقا ؟
أنْ يتركَ العاشقَيْنِ الحبُّ دينهُما
لم يأثَما جَسَدًا للبابِ ما اسْتَبَقا
ولِلأصابعِ لمْ تَقْطَعْ بهِ شَغَفًا
ولمْ تَقدَّ قميصًا دونَهُ شَبَقا
وكمْ تَدَامَعَ والنّجوى تُكلِّفُهُ
ما لا يُطيقُ إذا أَعيا البُكا الحَدَقا
تَجَلِّياتٌ وَريفاتٌ بواسِقُها
خَرَّ الجمالُ على أَذكارِها صَعِقا
وكمْ نَمَتْ سَوسناتٌ من أُنوثَتِها
على يديهِ نَداها يُدْهِشُ الأَلَقا
وكمْ لِنَيسانَ إزهارٌ بوجنتِها
وصدرُها أحكموهُ القيدَ فانْعَتَقا
فما تَحَمَّلَ فيها الإثمَ فاحْتَرَقتْ
وما تَحمَّلَ منها البُعدَ فاحْتَرقا
كلاهُما وكلا الحَالَيْنِ مُعْضِلةٌ
مرَّت على الليلِ فاسْتَفتى بها الفَلَقا
وما أَكَنَّ غموضُ الليلِ مُسْتَتِرًا
ولا أضاءَ وضوحُ الفجرِ مُنْغَلِقا
كانا وكانتْ يدُ الأيامِ غافِيةً
حِينًا وشاءتْ سوى ما كانَ فافْتَرَقا
.
.
.
8-3-2013