الموضوع: عفوية أختي
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
1383
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
01-31-2021, 07:28 PM
المشاركة 1
01-31-2021, 07:28 PM
المشاركة 1
افتراضي عفوية أختي
عفوية أختي*



اليوم يوم زواجي، بعض الخوف ينقر صدري، لكنني مقدام لا أترك للرعب وقتا كافيا ليتضخم في جوفي ويطلق عنترياته الطائشة، أشغل نفسي بأشياء عابرة ، أتعقب النادل وحركاته أو أقرأ عيون الحاضرين وأنظر إلى النساء خلسة حتى لا أثير فضول زوجتي التي تجلس بجانبي والفرقة الموسيقية تعزف أنشودة زواجنا مباركة هذه الليلة المجيدة. أهلها كما أهلي يقتنصون الفرص ويأخذون معنا صورا تذكارية تخلد هذه اللحظات السعيدة.

*أختي سعدية تهمس في أذن حبيبتي كلاما تمنيت لو عرفت ماذا توشوش لها، لكن ارتعاشة خاطفة اهتزت لها أصابعي المشتبكة مع أصابعها وضعتني في الصورة، لعلها واحدة من فلتات لسان أختي المتهورة، تمنيت لو وضعت كمامة على فمها حتى ينتهي العرس، وتتعرف عليها *البنت أكثر، ليست خبيثة، وليست عنيفة ولا تقصد الانتقاص من أحد، لكنها مدللة، وعفوية أكثر من اللازم، بل تبدو أحيانا نزقة كطفلة مفرطة النشاط، قبل أن توشوش لزوجتي وطأت قدمها فستان العروس حين قدمنا إلى المنصة،كانت تهرول لتتقدم الموكب مأخوذة بأهازيج شعبية وخزت فيها حبها الجنوني للرقص، وبدل أن تعتذر قالت وجسدها يتموج رقصا: "طول فستانك مديد أكثر من اللازم." وحين هممنا بالجلوس قالت فاتحة عينيها محركة رأسها: *"تصفيفة شعرك تقليدية." أختي تجهل أن حبيبتي تقبلت على مضض مشاركة عائلتي في نفس البيت. قررت أن أنبهها لتكبح انفلاتها،توجهت نحو الفرقة الموسيقية ونثرت على *رؤوسهم أوراقا نقدية وصوب المدعويين أصدع بالترحيب، عيناي تفتشان عنها، أين أنت أختي االعزيزة، لا أحب أن أتأخر عن زوجتي فتحس بالملل في ليلتها، خطفت نظرة جهة المنصة وجدتها أخذت مكاني، يا لك من شقية! *لحسن حظي أخي على بعد خطوتين مني، طلبت منه أن يتصرف ويرسلها إلي، ذكي جدا أخذ لهما صورة ثم دنا منها وهمس في أذنها فهبت مستجيبة، إلى الحديقة تتبعني، قالت بلهفة: "لبيك وسعديك أميري، *اطلب ما تشاء فالليلة ليلتك، وزوجتك تاج فوق رؤوسنا."*

"أختي العزيزة، تمهلي قليلا، ولا تكثري من الكلام، واسمعي ما أقول لك." قاطعتني مسترسلة: "أعرف أنك تعرف، لكن لابد أن أقول لك أنني فرحة جدا بعرسك، أنا سعيدة بزواجك، منبهرة بزوجتك الجميلة، فستانها رائع جدا وذوقها من أرفع الأذواق هنيئا لك بها، بنت راقية، تليق بمجدك وكرمك ورفعة منزلتك."*

"اسمعيني أختي أرجوك، ليس هذا وقت المجاملة ! أنت.." وضعت أصابعها على فمي: "تالله لا أجاملك أخي، يا ابن أمي وأبي، يا نور عيوننا، يا رافع شأننا. لا أجاملك بل أقول الحقيقة."*

"اسمعيني من فضلك، لا أريد أن أتأخر عن عروسي...."*

"لا تقلق أخي الحبيب لقد أوصيتها بغض طرفها، وأن لا تنظر صوب الشباب، فأنا أعرف غيرتك الشديدة..."

"ألا تعرفين كيف تمسكين لسانك.."

"وهل هي غريبة عنا، إنها واحدة منا، والصدق شعارنا، بالله عليك يا أخي وأنت إمام الذوق، ألم تخطئ في اختيار طلاء شفتيها، أنا مكانها لن أضع إلا طبقة خفيفة وبلون فاتح جدا."

أختي طبخت دماغي، فرجعت بلا غنيمة، وجدت كف زوجتي مبللة راحته عرقا وكلما حاولت ابقاءه في يدي سحبته برفق. فاجأتني بأن رأسها يؤلمها، تريد مني أن أقودها إلى غرفتنا، فتحت الغرفة فدخلت، وطلبت مني ان أنتظر قليلا بالباب، لا شك أن الحشمة لا تزال تكبلها، ألصقت أذني بالباب لعلني أعرف ماذا تفعل، لا تصلني إلا أصوات ضعيفة لكأنها تبحث عن شيء ما، *قد يكون قرصا فوارا يعيد إليها مزاجها. فجأة فتحت الباب وهي في حلة جديدة وحقيبتها في يدها، لكأنها قررت السفر اللحظة إلى حيث سنقضي شهرنا المعسل. قالت في وجهي: "بدون فضائح، دعني أرحل من هنا، انعم بعائلتك! أما أنا فلست مستعدة لسفك عمري عبثا."