عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2010, 02:50 PM
المشاركة 380
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
محمد معلم حسن الصومالى

المفسر البارع ومعلم الدعوة ذكرى عشر سنوات على رحيله بقلم:موسى أحمد عيسى
بقلم : موسى أحمد عيسى
خريج جامعة إفريقيا العالمية ، كلية الشريعةوالقانون قسم القانون، وامين الشؤون الإجتماعية لإتحاد العام للطلبة الصوماليين بالسودان


تمهيد
الشيخ محمد معلم هو رجل من رجالات الدعوة الإسلامية فى القرن الإفريقى بل كان أبو الصحوة الإسلامية فى الصومال لكثرة طلابه ومحبيه لدرسه التفسير فى القرآن الكريم وإسهاماته الكبيرة للدعوة العامة ولتثقيفه المواطن الصومالى بالثقافة الإسلامية .

ونحن اليوم بصدد ذكرى مرور عشر سنوات على وفاته عام 2000م ونقول له رحمك الله يامعلم الدعوة وليست صدفة أن يكون إسمه هكذا (محمد معلم ) بل كان قدرا مقدورا فهو معلم جميع أبناء الصحوة الإسلامية بكل توجهاتهم وهذا ما يشهده التاريخ ويشهده منصفوا علماء الصومال أمثال د. محمد على إبراهيم المراقب الأسبق لحركة الإصلاح ووزير الشئون الإجتماعية فى الحكومة الصومالية الحالية حيث ذكر فى محاضرة ألقاها للجالية والطلبة الصوماليين بالسودان فى تاريخ 2712010م (( أنما مما جعله أن يميل إلى المشروع الصومالى وأن يؤمن أن الإسلام هو الحل وأنه منهج حياة هو تفسير الشيخ محمد معلم حسن الذى كان يستمعه فى كل وقت وحين )) أ.هـ .

وكذالك ذكر الدكتور عبد الرحمن باديو قيادي بارز من حركة الإصلاح بسدد حديثه عن محاضرة ألقاها للطلبة الصوماليين بالسودان فى شهر يناير 2010م حيث قسم تاريخ الحركة الإسلامية إلى أربعة مراحل :
1) مرحلة الإحياء الإسلامى : والتى تبدأ من القرن التاسع عشر ومن أبرز علمائها عبد الرحمن الزيلعى وأويس القادرى والسيد محمد عبدالله حسن وكلهم من الطرق الصوفية

2) مرحلة الوعي الإسلامى : وهي مرحلة الحركات الوطنية حيث كانت هذه الحركات منضوية فى داخلها إسلاميون ووطنيون على حد سواء مثل وحدة الشباب الصومالى والتى تأسست عام 1943م

3) مرحلة الصحوة الإسلامية : ــوهي المرحلة التى تعنيناــ حيث ذكر باديوأن من أبرز من ساهم لهذه الصحوة هو الشيخ محمد معلم وكان فى هذه المرحلة الفكر الإخوانى هو سيد الموقف وتبدأ بعد الإستقلال مباشرة

ومما يقال أن معظم أعضاء حركة الأهل الشهيرة ــ اول حركة إسلامية صومالية ــ كانون من تلامذة الشيخ حيث يستمعون تفسيره ويعيد عليهم واحد منهم فى درس التفسير الذى إستفادوه من الشيخ عندما يجتمعون فى مقر الحركة الذىكان فى منزل الشيخ عبد القادر شيخ محمود رئيس الحركة آنذاك لقلة الثقافة والمعرفة وندرة الكتب الدينية فى ذالك الزمان .

4) مرحلة الحركات الإسلامية فى الصومال : بدءا من حركة الأهل فى نهاية ستينيات القرن المنصرم وختاما بحركة الشباب المجاهدين .أ. هـ .
فقد وهب الشيخ لكل حياته خدمة للإسلام والمسلمين ولايقاس عمر الرجال بالأعوام ولاتقارن حياتهم بحياةمن يمرون بهذه الدنيا عرضا فإن تشابهت الوجوه والتقاسيم ، فلا تتشابه الأقدار ، فثمة من يعمر هذه الأرض لسنوان طويلة يعيش عالة عليها فى هوامش الظلمات ، لايؤثر ولا يتأثروعلى الضفة الأخرى ثمة من يساهم فى صنع حياة أخرى ، فيؤثر ويتأثر حتى نقول أنه كان هنا …
وشخصيتنا التى نحن بصدد الحديث عنها كانت هنا حيث كان قمة من القمم الشامخة لا يكل ولا يمل من العمل الإسلامى يصول ويجول فى كل ميدان لا لغرض الدنيا بل لخدمة الإسلام والمسلمين .
قليلون هم الذين يموتون ولايموت ذكرهم بموتهم لأنهم دخلوا قلوب الناس ، وتركوا بصمات عميقة فى وجدان من عرفوهم وعاصروهم والشيخ محمد معلم منهم حيث إنتشرت الدعوة الإسلامية بفضل أشرطته المسجلة لتفسير القرآن الكريم رغم غيابه وموته .
ولقد كان الشيخ مثالا للداعية الصادق والمجاهد الصابر والمؤمن العامل الذى كان فقه الإسلام حق الفقه ، وترجم هذا الفقه إلى واقع عملي يعيش فيه وسط الناس يدرس مشكلاتهم وعمل على علاجها.
ونقول : إذلاقى الشيخ صنوفا من المضايقات والإهمال فإن له عظيم المكانة إن شاء الله فى الآخرة وحسبه أنه وقف مدافعا عن الشريعة الإسلامية الغراء من الشوائب الإشتراكية . ولكى لا نطيل على القراء ندخل لترجمة حياة الشيخ مباشرة .


مولده ونشأته
ولد الشيخ محمد معلم عام 1934م فى بادية بورهكبة قرب مدينة بيدوا ولكن التاريخ المكتوب فى جواز سفره تشيرأنه ولد عام 1936م . وتعلم القرآن فى الدكسى كعادة الصوماليين حيث كان أبوه أستاذه فى القرآن الكريم وحفظ القرآن وعمره تسع سنوات ، وهذه تدل على نباهة الشيخ وفهمه وقوة حفظه وحبه للعلم والمعرفة

نسبه وأسرته
ينتمى الشيخ إلى قبيلة حوادلى بطن من بطون قبيلة الهوية الساكنة فى بلدوين عاصمة محافظة هيران ، وذهب أبوه إلى بيدوا طلبا للعلم وتعلم القرآن فى هذه المدينة وأصبح أخيرا معلما يدرس الطلبة للقرآن الكريم وتزوج إمرأة من القبائل الساكنة فى بيدوا ، وتنتمى أمه إلى قبائل دجل ومرفل الساكنة فى إقليمى باي وبكول وكان يتيما حيث مات أبوه وهو صغير ونشأ فى بيت أخواله ، وكان بيتهم بيت علم حيث أنهم إعتنوه عناية فائقة وربوه على حب العلم حتى فاق أقرانه . وبرز فى العلم والفقه والفهم ، تصدر للتعليم مبكرا وأشتهر بفراسته وذكائه .