الموضوع
:
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
09-28-2010, 02:45 PM
المشاركة
376
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
اثناسيوس
القديس
ولد
القديس أثناسيوس الرسولى عام 286م بمدينة الأسكندرية , من أبوين وثنييت ثم مات
والده وهو صغير السن . فقامت أمة بتربيتة
على أنة كان يميل منذ صغرة إلى معاشرة
المسيحيين ومخالطتهم , فإستطاع بذلك أن يعرف شيئاً عن الديانة المسيحية , وعن
مبادئها السامية ولما بلغ سن الرشد أحبت والدتة أن تزوجة غير أنه رفض وأوضح لها
شيئاً عن الزهد والبتولية , مما تدعو إلية المسيحية وهنا حاولت والدتة أن تثنيه عن
عزمة . مقدمة لة كل وسائل الإغراء الممكنة . ولكنها فى كل مرة كانت تلمس فى تصرفاتة
درساً جيداً من دروس المسيحية ! وأخيراً , ذهبت مع إبنها الى البابا إسكندر وقصت
الأمر أمامة . فسر كثيراً بأثناسيوس , وبعدها قام بتعميدها , إستبقى الفتى لدية تحت
رعايتة فى الدار البطريركية . وإلتحق أثناسيوس بالمدرسة المرقسية اللاهوتيه
بالأسكندرية . وهنا ظهرت بعض مواهبه فداوم على الدراسة بجد ونشاط حتى نبغ نبوغاً
عظيماً , وليس أدل على ذلك من أنه قد أصدر عام 318م وهو لايزال طالباً . كتابة
الأول "رسالة ضد الوثنيين" إمتازتة بغزارة المادة وقوة الحجة
.
وقد إنعقد المجمع
المسكونى الأول فى مدينة نيقية فى شهر مايو سنة 325م , وخصص للإجتماع الساحة الوسطى
فى القصر الملكى بالمدينة لإتساعها , حيث أعدت فيها المقاعد الكثيرة , كما وضع فى
الوسط كرسياً مذهباً ليجلس عليه الإمبراطور قسطنطين الكبير , الذى رغب فى حضور
جلسات المجمع بنفسه وقد إختيرت مدينه نيقية وهى العاصمة الثانية لولاية بيثنية وتقع
فى الشمال الغربى من آسيا الصغرى بالقرب من سلسلة جبال , وقد تهدمت منذ زمن بعيد
,
ولم يبق منها سوى أطلالة بالية وفى موضعها الأن نجد قرية "أسنيك" التركية ويبدو أن
نيقية هذه كانت على شئ من العظمة والجمال
.
وفود الاساقفة
:-
قبل
الموعد المحدد لانعقاد المجمع بدأت وفود الاساقفة تصل إلى نيقية من كل مكان وكان فى
مقدمة الحاضرين وفد كنيسه الإسكندرية المؤلف من الكسندروس بابا الأسكندرية يصحبة
رئيس شمامستة وسكرتيرة الخاص أثناسيوس الرسولى مع جماعه من الاساقفة
.
((
وكنت
ترى بجوار الكسندروس شابا ضئيلا لم يتجاوز الخامسة والعشرين , لكنة كان فصيح اللسان
قوى العقل ذكى الفؤاد طلق المحيا علية سمات النشاط فى هدوء وصفاء
)).
((
ذلك
الشاب الضئيل والرجل النحيف هو رئيس الشمامسة أثناسيوس الرسولى العظيم , على أنة
وإن لم يكن إلا رئيس شمامسة بسيط , وتابعا صغيرا لألكسندروس البطريرك فقد قرع أسماع
المجتمعين بحماسة وبراعتة فى حواراتة حتى إرتفعت إلية الأعناق , وشخصت إلية الأبصار
)).
وحضر أيضا أنسطاسيوس أسقف أنطاكية ويوساب أسقف قيصرية , ومكاريوس أسقف
أورشليم , وبولس أسقف قيصرية الجديدة ويعقوب أسقف نصيبين وأسبر يدون أسقف قرطبة
وبعض أساقفة إيطاليا والفال وأسبانيا وبريطانيا , إذا لم يتمكن سلفستروس أسقف روما
من الحضور لكبر سنة أناب عنة القسين ( ويتن وويكندس) وحضر أيضا أريوس القس المبتدع
(
وكان وقت أنعقاد المجمع يناهز الستين من عمرة ) وبعض أنصارة ومنهم أوسابيوس أسقف
نيكوميديا
.
وبلغ عدد الآباء 318 أسقف منهم 310 من الشرق , 8 فقط من الغرب
,
ولعل ذلك راجع الى قـلة الاساقفة , ولضعف المسيحية فى الغرب فى ذلك الوقت وقد ذكر
بعض المؤرخين أنة عندما عقد المجمع أولى جلساتة كانو كلما أرادو إحصاء عدد الأعضاء
الحاضرين أضافوا واحدا إلى العدد الأصلى ليشيرواإالى وجود الله فى وسطهم . إثباتا
لقول الكتاب (إذا إجتمع أثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم
) .
هژ
ں
ه¸–ه
ϡ
ه
€
: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة من ربنا يسوع
المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل
معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط
من فضلك اضغط هنا للتسجيل
فى المنتدى
+
المباحثات التمهيدية
:
وبديهى أن هؤلاء
الأساقفة لم يحضروا جميعا فى وقت واحد , وأكبر الظن أنة قد إنقضى أكثر من إسبوعين
قبلما يكتمل عددهم فى المدينة ويروى جماعة المؤرخين أن ثمة إجتماعات تمهيدية , كانت
تعقد فى الشوارع والمنازل حيث كانت تدور مباحثات ومناقشات حول القضية الرئيسية التى
سينعقد المجمع من أجلها , ألا وهى ( بدعة أريوس) . فكنت ترى فى مكان ما نقاشا حارا
بين الأرثوذكسيين والأريوسيين , بينما يستدعى إنتباهك فى موضع أخر الأساقفة
الأرثوذكس , وقد إنتظموا فى هيئة جلسة يرتبون فيها أقوالهم ويدرسون حججهم وبيناتهم
.
ولقد حضر إلى نيقية فى الأيام القليلة السابقة لعقد المجمع الكثير من الفلاسفة
الوثنيين والمسيحيين , ليتمتعوا بمشاهدة المجمع وما سيدور فية من نقاش . ويقال أن
بعضهم قد إشترك فى بعض المباحثات التمهيدية التى نحن بصددها . وكثيرا ما كان يحترم
النقاش بين الفريقين المتباحثين إلى درجة ترتفع فيها الأصوات فتحدث جلبة وضوضاء
.
+
الجلسة الاولى للمجمع
:
إتخذ كل واحد من الأساقفة مكانة فى المجمع
,
وعندئذ حضر الإمبراطور قسطنطين الكبير مع أفراد حاشيتة وأراد أن يجلس فى أخر القاعة
,
غير أن الأساقفة أشاروا علية بالجلوس على المقعد المخصص لة فى صدر القاعة , فقبل
بعد أن أوضح لهم أن حضورة فى وسطهم كمستضيف فقط لأن : ( الحكم فى قضايا الإيمان لا
يختص بسلطة الملك , إنما خصة سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا
يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى
...
يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط
من فضلك اضغط هنا للتسجيل
فى المنتدى
بالأساقفة فقط
) .
جلس الإمبراطور , ثم جلس عن يمينة البابا
الكسندروس وأثناسيوس رئيس شمامستة ويوساب القيصرى , وعن يسارة جلس أوسيوس أسقف
قرطبة التى أسندت إلية رئاسة المجمع – لكبر سنة – وأريوس وأكبر أعوانة , وشغل
الأساقفة بقية المقاعد . وإصطف الجمهور على جانبى القاعة
.
وعندما أعلن إفتتاح
الجلسة الاولى رسميا , وقف أوسابيوس المؤرخ أسقف قيصرية ( الذى تولى سكرترية المجمع
,
والقى خطاب الافتتاح على الإمبراطور ورد أيضا الإمبراطور خطابا على أعضاء المجمع
وقد قال الإمبراطور : أنة إعتنق الديانة المسيحية وعندما رآة إبليس إغتاظ منة وأثار
إبليس فى كنيسة المسيح ليحزننى فطلب الإمبراطور أن يبذلوا الجهد لإقناع الخصم
بالبراهين
.
ثم بدأ المجمع يزاول أعمالة بالنظر فى بدعة أريوس . فحدث كثير من
الجدل والنقاش ورفعت الجلسة الاولى دون الوصول إلى نتيجة ما
.
+
استمرار
المناقشة
:
وفى اليوم التالى عاد المجمع إلى الإنعقاد . وقدم أريوس المبتدع
صورة إعتقادة التى قال فيها (( إن الإبن ليس مساويا للآب فى الأزلية , وليس من
جوهرة , وان الآب كان فى الأصل وحيدا , فأخرج الإبن من العدم بارادتة , وأن الإبن
إلة لحصولة على لاهوت مكتسب
)) !!.
وما أن سمع الأساقفة هذة الأقوال حتى تهيجوا
لما حولة من بدع وضلالات وإذ أخذ أريوس يدافع عن معتقدة . إنبرى لة رئيس الشمامسة
القديس أثناسيوس وأفحمة بردودة القوية وحججة الدامغة , حتى أظهر ضلالة وأبان فساد
رأية
.
هژ
ں
ه¸–ه
ϡ
ه
€
: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة
من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك
لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط
من فضلك اضغط هنا للتسجيل
فى المنتدى
دهش الأساقفة من موقف أثناسيوس هذا , الذى لم يكن بلغ
الثلاثين من عمرة بعد , وفرحوا كثيرا لفصاحتة ونبوغة ومقدرتة على إثبات المعتقد
القديم , كما نظر إلية الإمبراطور قسطنطين الكبير الذى أخذ ببلاغتة وعلمة وقال لة
: (
أنت بطل كنيسة الله
....) .
وعندما بدأ الآباء فى تحديد العقيدة السليمة
,
كان الأريوسيين يوافقون على ظاهر أقوالهم , ثم يؤولونها بما يكون لصالح عقيدتهم
الفاسدة , وأخيرا تدخل أثناسيوس وإقترح أن تضاف إلى العقيدة عبارة
Homo - ousion
اى مساو فى الجوهر , للتعبير عن حقيقة صلة الأب بالإبن , غير أن
الأريوسيين
( Homo - ousion)
رفضوها وأرادوا إستبدالها بعبارة مشابهة ( ) ورغم
أن العبارة الاخيرة لا تغير منها سوى حرفا من الأولى . إلا أنها تختلف عنها فى
المعنى إختلافا كبيرا وبعد نقاش كبير أخذ راى المجمع , فوافق على عبارة القديس
أثناسيوس
.
+
الحكم
:
وتوالت جلسات المجمع إلى أن تم وضع قانون الإيمان
من أول ( بالحقيقة نؤمن بإلة واحد ...... الذى ليس لملكة إنقضاء
).
ولقد وقع
على قانون الإيمان هذا أكثر من 300 أسقف , ولما إمتنع أريوس وأنصارة عن التوقيع
حرمهم المجمع , عما قرر نفى أريوس وحرق كتبة
.
+
نهاية اريوس الوخيمة
:
بعد أن حكم المجمع النيقاوى بحرم أريوس – ونفية إلى(الأليريكون ) ولكنة تمكن من
الرجوع إلى الأسكندرية بعد نفى البابا أثناسيوس إلى تريف فرفضة الأكليروس والشعب
,
وخاف الوالى من حدوث ثورة نتيجة لوجودة فأرسلة إلى القسطنطينية حيث إستطاع بمعاونة
بعض أتباعة , من مقابلة الإمبراطور قسطنطين , وفى رياء وخداع أظهر لة أنة متمسك
بالإيمان المستقيم , فأمر الإمبراطور بقبولة
!!
كما حاول الأنبا إسكندر بطريرك
القسطنطينية توضيح خداع أريوس وعدم إستطاعتة قبولة , غير أن الملك بقى مصرا على
تنفيذ أمرة . وحدد لذلك يوما معلوما ذهب إسكندر البطريرك ويعقوب أسقف نصيبين إلى
كنيسة إيرينى , وصليا بدموع إلى الله كى يرفع عن كنيستة هذا السخط , وكان البطريرك
يطلب منة تعالى أن يميتة قبل أن يرى أريوس مصليا فى إحدى كنائسة
!
وفى مساء
اليوم المحدد لمجى أريوس أحضروة بإحتفال عظيم , وما أن دنى من الكنيسة حتى شعر بمرض
مفاجى وأحس كأن أحشاؤة تتمزق
!
وهكذا قضى نحبة وإستراحت الكنيسة من شرة
!.
وما أعظم ما قالة سقراط المؤرخ ( فى ك ا ف 68) (( أمات الله أريوس فى مرحاض
عمومى , حيث إندلقت أمعاؤة ! وقد إعتبر الشعب هذة الميتة إنتقاما من العدل اإالهى
لهذا الهرطوقى
)).
+
بعد انتهاء المجمع
:
بعد إنتهاء المجمع بزمن قليل
,
يرينا التاريخ كيف ناضل القديس أثناسيوس الرسولى البابا الأسكندرى , وحامى عن
الإيمان , متمسكا بما أصدرة هذا المجمع من قرارات
.
وقد كتب عنة بعض الآباء
اللذين حضروا المجمع النيقاوى وصفا قالوا فية : ( كان يبلغ من العمر نحو الثلاثين
.
قصير القامة رقيق البنية وإن كان لة جبهة عريضة ويضى وجهة بنور النعمة وتفصح عيناة
عن إرادة قوية ويخرج منها بريق لهب نفاذ كالسيف
) .
رد مع الإقتباس